الإبادة المتنقلة وعبيد الأدوار السافلة
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
«لا» 21 السياسي -
توقيت إبراز مذابح الجنجويد في الفاشر لم يكن بريئاً مطلقاً (المجازر مستمرة منذ سنوات في السودان) كما كان الحال مع توقيت الجرائم التي ارتكبتها المجاميع الإرهابية في السويداء والساحل السوري.
أصوات وصور الفرحة الشيطانية المنبعثة من أروقة الإعلام الصهيوني تكشف بعضاً من الخبث وتفضح شيئاً من الشر. يرقص الصهاينة ويغنون ويحتفلون بمجازر الجنجويد الإماراتية في الفاشر، وينشر هؤلاء القتلة الصور والأخبار كما فعلوا مع مذابح الدواعش في سورية.
يُصفِّق المجرمون الصهاينة لما يحدث ويقولون: انظروا! لسنا وحدنا من يفعل ذلك، بل إنكم تفعلونه بأنفسكم!
الفيديوهات المنتشرة على منصة (X) بشعة جدا، ولا يمكن توصيفها إلا بغير الإنسانية، بل وباللا بشرية. العالم الذي كان يرى فيما فعل الصهاينة في غزة بالأبشع على الإطلاق، صُدم بما رآه في الفاشر.
المسارات أعلاه ليست منفصلة عن بعضها إلا شكلياً وتبعاً لمحدّدات الصراع وأدواته في كلّ بلد، ففي حين اتخذت في غزّة شكل حرب ضدّ حركة تحرُّر وطني موصومة غربياً بالإرهاب، ارتدت في سورية طابع تأليب الهويّات الجزئية، دموياً، بعضها على بعض، كما يقول الكاتب السوري ورد كاسوحة. وعادت في السودان على شكل تطهير عرقي يتم نشره مباشرةً وعلانية، لتأتي كل هذه المجازر المتنقلة هنا وهناك على هيئة امتداد للإبادة في الإقليم، بدءاً من غزة وليس نهايةً بالفاشر؛ إبادة تتخادم «تل أبيب» في ارتكابها مع أدواتها المنتشرة رساميل نفطٍ وبراميل دم.
ببساطـــــــــــــة: «إسرائيل» وشركاؤها يريدون شطب إبادة غزة من الذاكرة المؤقتة للعالم، وإيقاف تدهور حالة «إسرائيل» الأخلاقية فيه، وهناك عبيد كالعادة يقومون بالأدوار السافلة.










المصدر «لا» 21 السياسي