تـقرير / لا ميديا -
استشهد ثلاثة مواطنين لبنانيين، بينهم شقيقان وأصيب 11 آخرون في سلسلة غارات نفذتها طائرات العدو الصهيوني أمس السبت، على بلدة شبعا وبنت جبيل جنوب لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
ووفق وسائل إعلام لبنانية استشهد شقيقان من بلدة شبعا، أمس، جراء استهداف طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال لسيارتهما على الطريق التي تربط بلدة عين عطا بشبعا عند السفح الغربي لجبل الشيخ، ما أدى إلى اشتعال السيارة بالكامل واستشهادهما على الفور.
كما نفذت مسيرة للعدو، أمس، غارة جوية بصاروخ موجه استهدف سيارة في بلدة برعشيت بجنوبي لبنان، واستشهد شخص وأُصيب 4 آخرون.
وفي موقع آخر، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، أنّ غارة أخرى للاحتلال استهدفت سيارة قرب مستشفى صلاح غندور في بلدة بنت جبيل، مما أسفر عن إصابة سبعة مواطنين بجروح مختلفة، جرى نقلهم لتلقي العلاج.
كما شهدت أجواء منطقة الناقورة البحرية تحليقا منخفضا لطائرات مسيّرة تابعة للاحتلال.
جاء ذلك في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية الجنوبية تصعيدا واسعا حيث نفذ الاحتلال الخميس الماضي، سلسلة غارات على عدة بلدات جنوبية، عقب تهديد مواطنين بالإخلاء في أوسع "إنذار" منذ سريان اتفاق وقف النار.

انبطاح سياسي واستجابة للضغوط الخارجية
وبينما تجاوزت خروقات العدو الصهيوني، منذ وقف إطلاق النار 4500 خرق، ومواصلته جرائمه بدمٍ باردٍ ضد المدنيين والبنى التحتية، يردد الرئيس البناني جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام شعار “السيادة بقرار الدولة فقط” و"حصرية السلاح" بيد الدولة.
رئيس الحكومة نواف سلام، الذي يُفترض أن يكون رأس السلطة التنفيذية في بلدٍ محتلٍ جزؤه الجنوبي، اختار أن يعلن أن “قرار الحرب والسلم بيد الحكومة وحدها”، في إشارة واضحة لرفضه نهج المقاومة.
ويرى مراقبون أن موقف سلام، ومعه رئيس الجمهورية، لا يُقرأ إلا باعتباره استجابة صريحة لإملاءات واشنطن وباريس، ومحاولة لإرضاء قوى الهيمنة الغربية التي لا ترى في لبنان سوى ورقة ضغط على محور المقاومة في المنطقة.
كما يطرح الشارع الجنوبي في لبنان على مواقع التواصل سؤالا مفاده: أين كانت هذه الحكومة حين سالت دماء اللبنانيين وتجاوز العدو الصهيوني كل الخطوط الحمراء.

حزب الله: المقاومة ليست خيارا سياسيا بل واجب وطني
في مقابل هذا العجز الرسمي، أصدر حزب الله رسالة مفتوحة إلى الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، شدد فيها على أن الدفاع عن لبنان “ليس قرار حرب أو سلم، بل حق مشروع وواجب وطني في وجه عدو يفرض الحرب ويواصل العدوان”.
وأكد الحزب أن منطق “حصرية السلاح” لا يمكن أن يُناقش تحت الضغط الأميركي أو بإملاءات غربية، بل يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة للأمن والدفاع، هدفها حماية الأرض لا نزع سلاح من حماها لعقود.
في رسالته كذلك، حذّر حزب الله من “الانزلاق إلى أفخاخ تفاوضية بلا ضمانات”، مؤكدًا أن الدعوات المتكررة لفتح “حوار حول سلاح المقاومة” ليست سوى مقدمة لنزع سلاح لبنان وتمهيد لتطبيعٍ مقنّعٍ مع العدو الصهيوني.
وشدد الحزب على أن كل محاولات “التهدئة السياسية” في ظل استمرار الاحتلال ما هي إلا خيانة لدماء الشهداء، وتفريطٌ بحق الدفاع عن النفس الذي تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

فضل الله: لا مساومة على دماء الجنوب
وفي احتفال تكريمي لشهداء المقاومة في النبطية، قال النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله إن لبنان يمر بـ"مرحلة دقيقة ومعقدة" تتغير فيها موازين القوى في المنطقة، وإن العدو يستغل ضعف الموقف الرسمي اللبناني لتوسيع عدوانه.
وأضاف: “دماء اللبنانيين ليست رخيصة، ولا يمكن تحويلها إلى أوراق تفاوضية. من يتحدث عن نزع سلاح المقاومة إنما يريد إعادة لبنان إلى زمن الاحتلال، ونحن لن نسمح بذلك”.
وأكد أن من يطالب بنزع السلاح "يخدم العدو من حيث يدري أو لا يدري"، وأن المقاومة "لن تتراجع مهما بلغت التضحيات، لأن الجنوب ما زال ينزف والعدو ما زال يحتل الأرض".