28 شهيدا بعدوان صهيوني على لبنان خلال شهر
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
تواصل آلة العدوان الصهيوني استهداف الأراضي اللبنانية بلا هوادة، ضاربةً عرض الحائط بكل الاتفاقات والقرارات الدولية، وممعنة في جرّ المنطقة نحو تصعيدٍ جديدٍ يخدم أجندة أمريكا والكيان في آنٍ واحد. فقد نفذ الطيران المسيّر التابع للعدو، صباح الأحد، سلسلة غارات جديدة على الجنوب اللبناني، في خرقٍ فاضحٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن استشهاد مواطن لبناني وسقوط عدد من الجرحى المدنيين.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن طائرة مسيّرة للعدو استهدفت سيارة بيك أب على طريق الصوانة -خربة سلم، ما أدى إلى ارتقاء شهيد وإصابة آخرين، في حين تعرّضت أطراف بلدة علما الشعب لرشقات نارية من مواقع العدو المستحدثة.
وبالجريمة الأخيرة، ترتفع حصيلة شهداء جنوب لبنان خلال شهر إلى ثمانية وعشرين شهيداً وفق ما أكدته وزارة الصحة اللبنانية.
وتزامناً، واصلت الطائرات الصهيونية تحليقها المكثف في أجواء القرى الجنوبية، في مشهدٍ يومي يعكس حجم الخروقات المتكرّرة للسيادة اللبنانية.
وتأتي هذه الاعتداءات بعد أن شهد يوم أمس الأول، سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 11 آخرين في مناطق بنت جبيل وبرعشيت وشبعا.
وشملت الاعتداءات خلال الساعات الماضية استهداف حفارتين في بلدتي بليدا ومنطقة “الكيلو 9”، إضافة إلى غارتين بصاروخين على منطقة “رابيد” في بنت جبيل، وقصفٍ بالقنابل على منطقة “الكساير” في ميس الجبل، فضلاً عن استهداف سيارات مدنية على طرق شبعا -راشيا الوادي وبرعشيت. هذه الاعتداءات المتواصلة تضع لبنان أمام تحدٍّ وطني وأخلاقي، كما قال وزير الصحة ركان ناصر الدين، الذي أكد أن «العربدة الإسرائيلية لم تعد تستهدف جبهة واحدة، بل تطال كل بيت لبناني».
وفي كلمة له من مدينة الهرمل، شدّد ناصر الدين على ضرورة أن تتحمّل الدولة مسؤولياتها تجاه عائلات الشهداء والجرحى، داعياً إلى دعم الجيش اللبناني الذي يواصل أداء مهامه الوطنية رغم القصف المتكرر. وقال: “في ظلّ هذه الغارات، لا يمكن أن يبقى الجيش مكشوفاً، فهو اليوم السدّ المنيع في وجه العدوان، وتضحياته تعكس شرف الانتماء للوطن”.
من جهة أخرى، تصاعدت ردود الفعل اللبنانية الرافضة للتدخل الأميركي السافر في الشؤون الداخلية، بعدما أصدرت السفارة الأميركية في بيروت بياناً عدائياً زعمت فيه أنها “ستمنع حزب الله من تهديد لبنان والمنطقة”، في خطوةٍ اعتبرها “لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية” تحريضاً مباشراً على الفتنة الداخلية وتماهياً كاملاً مع العدوان الإسرائيلي.
وفي بيانٍ شديد اللهجة، حذّر “اللقاء” من خطورة هذا التدخل الوقح، مشدّداً على أن السفارة الأميركية باتت “تتصرف وكأنها وصيّة على لبنان وسفيرها مندوب سامٍ يملي على اللبنانيين ما يجب عليهم فعله”. وطالب البيان الحكومة اللبنانية باتخاذ ثلاث خطوات عاجلة، أولاها استدعاء السفير الأميركي وتقديم مذكرة احتجاج رسمية، وثانيتها إصدار بيان يرفض أي تدخل خارجي في ملف سلاح المقاومة، وثالثتها التهديد باللجوء إلى الأمم المتحدة لوقف هذه الخروقات الدبلوماسية المتكررة.
وأكد “لقاء الأحزاب” أن التحركات الأميركية الأخيرة تهدف إلى تهيئة الأرضية السياسية لحربٍ إسرائيلية محدودة ضد لبنان، تحت غطاء “نزع سلاح المقاومة”، مشيراً إلى أن هذا المشروع لن يمرّ لأن “المقاومة باتت جزءاً من الوعي الوطني اللبناني ومن صميم كرامة هذا الشعب”.
وفي السياق ذاته، حذر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض من أن لبنان يواجه مرحلة شديدة الخطورة، معتبراً أن “التصعيد الميداني الذي ينفذه العدو يتكامل مع الإدارة السياسية الأميركية التي تسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض”.
وأوضح فياض، في كلمة له بمناسبة “يوم الشهيد” في بلدة قاعقية الجسر، أن الضغوط للدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني تحت عنوان “تنفيذ القرار 1701” ليست سوى محاولة لتكريس اتفاقية أمنية تتجاوز القرار الدولي وتُفرّغ السيادة اللبنانية من مضمونها. وقال: “ما يُراد هو دفع لبنان نحو التطبيع مع العدو، والقبول بشروطه الأمنية، وهذا ما لن يحدث ما دام في لبنان رجال أحرار ومقاومة صامدة”.
ورأى فياض أن “الرهان على التنازلات أمام إسرائيل هو رهان خاسر ومضلل، لأن العدو لم يحترم يوماً أي تعهد أو اتفاق، بل استغلّ كل هدنة للتمدد والعدوان”. وأكد أن الحلّ يكمن في “الثبات والتمسك بحق لبنان في الدفاع عن أرضه وشعبه، وعدم الرضوخ لأي ضغوط خارجية مهما كانت”.
وختم فياض بالتأكيد أن “الموقف الوطني الصلب، القائم على وحدة اللبنانيين وتمسكهم بخيار المقاومة، هو وحده القادر على حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي وتأمين التفاف شعبي واسع حول الجيش والمقاومة في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني”.










المصدر لا ميديا