المقاومة: العدو خرق اتفاق إطلاق النار بالكامل.. شهيدان أحدهما طفل بقصف الاحتلال على خان يونس
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
يواصل العدو الصهيوني ارتكاب جرائمه بغطاء أميركي وتواطؤ دولي، مستغلًا حالة الإنهاك الإنساني في غزة لفرض شروطه الميدانية والسياسية.
ويوما بعد آخر، يؤكد العدو الصهيوني بجرائمه المستمرة في غزة، أن حديثه عن «وقف إطلاق النار» ليس سوى ستار دخاني يغطي على حرب إبادة بطيئة تستهدف المدنيين العزّل ومقومات الحياة في القطاع المنكوب منذ أكثر من عامين.
وفي جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الصهيونية، استشهد فلسطينيان بينهما طفل، أمس، جراء استهداف من طائرة مسيّرة للعدو في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي القطاع.
هذه الجريمة تأتي في سياق تصعيد متواصل من قبل الاحتلال الذي يحاول إعادة ترسيم حدود نفوذه داخل القطاع، عبر ما يسميه «الخط الأصفر» الذي بات رمزًا لسياسة القتل الميداني بلا مبرر.
وزارة الصحة في غزة أحصت استشهاد 242 فلسطينياً وإصابة 622 آخرين منذ بدء سريان «اتفاق وقف إطلاق النار» في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بالإضافة إلى انتشال جثامين 529 شهيداً من تحت الأنقاض، كثير منهم من النساء والأطفال. وفي الوقت ذاته، استلمت الوزارة جثامين 15 شهيدًا من الاحتلال بموجب صفقة تبادل، ليرتفع عدد الجثامين المستلمة إلى 315.
مراوغات خبيثة
وفيما يواصل الاحتلال عدوانه تحت غطاء التهدئة، كشفت المتحدثة باسم رئيس حكومة الاحتلال أن المجرم بنيامين نتنياهو بحث مع المبعوث الأميركي جاريد كوشنر «مستقبل غزة»، مؤكدة أن القرار بشأن مجاهدي حركة المقاومة الإسلامية حماس المحاصرين في نفق برفح «سيُتخذ بالتعاون مع إدارة ترامب»، زاعمة أن الهدف هو «نزع سلاح حماس وضمان عدم مشاركتها في إدارة القطاع».
تصريحات تكشف بوضوح أن الاحتلال ومعه الولايات المتحدة يسعيان لاستخدام التهدئة كمرحلة لإعادة هندسة المشهد السياسي والأمني في غزة، لبدء حرب جديدة.
دمار شامل وكارثة بيئية تلوح في الأفق
بلدية غزة حذرت من أن المدينة مدمرة بنسبة 85%، في وصف كارثي غير مسبوق.
وقال المتحدث باسمها (حسني مهنا) إن شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والمرافق العامة والتعليمية تضررت بشكل واسع، مشيرًا إلى أن «كارثة بيئية وصحية تلوح في الأفق» نتيجة استمرار الحصار ومنع إدخال المواد الأساسية والوقود اللازم لتشغيل محطات المعالجة والمولدات.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اتهم العدو الصهيوني بمواصلة جريمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة، موثقًا مقتل نحو 8 فلسطينيين يوميًا خلال الأسابيع الماضية. وقال المرصد إن الاحتلال يفرض «ظروفًا معيشية قاتلة» ويمنع أي شكل من أشكال التعافي، مستغلًا غياب الرقابة الدولية لتكريس واقع جديد على الأرض، واستخدام اتفاق وقف النار كغطاء لاستكمال تدمير ما تبقى من الحياة في القطاع.
العدو يصادر سفن أسطول «صمود»
وفي عربدة جديدة من العدو الصهيوني، قدمت «النيابة الإسرائيلية» طلبًا لمصادرة 50 سفينة أجنبية شاركت في «أسطول صمود» لكسر الحصار عن غزة، في خطوة تؤكد نية الاحتلال خنق القطاع من البر والبحر والجو ومنع أي إمداد إنساني أو رمزي يعبّر عن التضامن مع الفلسطينيين المحاصرين.
وتدعي النيابة الصهيونية في طلبها أن هذه السفن دخلت نطاق اعتراض «إسرائيل»، وأن بعضها مملوك أو ممول من جهات ترتبط بحركة حماس، وهو ما تنفيه الجهات المنظمة للأسطول.
يُذكر أن البحرية الصهيونية كانت قد اعترضت بالفعل جميع سفن الأسطول -الذي ضم نحو 50 سفينة وعلى متنها مئات النشطاء من 45 دولة- في المياه الدولية في أكتوبر الماضي، واختطفت النشطاء قبل ترحيلهم لاحقًا.
حماس: الاحتلال خرق الاتفاق بالكامل
في المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شرم الشيخ، مشيرة إلى أنها سلّمت جميع الأسرى الصهاينة الأحياء خلال 72 ساعة من بدء سريان الاتفاق، كما واصلت، بالتعاون مع الوسطاء، البحث عن جثامين الأسرى رغم الدمار الهائل والظروف المعقدة.
لكن الاحتلال -وفق بيان الحركة- استغل التهدئة لارتكاب أكثر من 271 جريمة قتل جديدة، 91% منها ضد مدنيين، بينهم 107 أطفال و39 امرأة، إضافة إلى اعتقال 35 فلسطينيًا ومنع إدخال أكثر من 60% من المساعدات الإنسانية المتفق عليها.
وقالت حماس إن الاحتلال ما يزال يمنع دخول الوقود ويعطل عمل محطة الكهرباء الرئيسية، كما يغلق معبر رفح في وجه آلاف المرضى والعالقين رغم الاتفاق على فتحه في الاتجاهين منذ 20 أكتوبر.
وأضافت أن الاحتلال سمح بدخول شاحنة واحدة من البيض فقط خلال شهر كامل، وأن الوقود الذي دخل القطاع لا يتجاوز 8% من الكمية المتفق عليها، في جريمة تجويع جماعية تهدف إلى إبقاء غزة رهينة الانهيار الإنساني الدائم.
البيان ذاته أدان تمثيل قوات الاحتلال بجثامين الشهداء ودفنهم تحت جنازير الدبابات، في «جريمة حرب مكتملة الأركان»، لاسيما مع استمرار احتجاز جثامين مئات الشهداء والمفقودين، بينهم الممرضة تسنيم مروان الهمص وعدد من الأطفال والنساء، في حين لا يزال مصير أكثر من 1,800 فلسطيني مجهولًا حتى اللحظة.
واختتمت حركة حماس بيانها بدعوة المجتمع الدولي والوسطاء إلى تحرك عاجل لإلزام الاحتلال بوقف المجازر ورفع الحصار وإدخال المساعدات وضمان حق الفلسطينيين في الأمن والكرامة، مطالبة بفتح معبري رفح وزيكيم والسماح بدخول مئات آلاف خيام الإيواء والمعدات اللازمة لإعادة إعمار ما دمّره العدوان.
جريح بنيران الاحتلال في الخليل
وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال قرب مغتصبة «بيت حغاي» جنوب الخليل، بزعم محاولته تنفيذ عملية إطلاق نار، في وقت تتزايد فيه عمليات القتل الميداني والتوغلات والاعتقالات التي تطال الفلسطينيين في مختلف المدن والمخيمات.
وزعم الاحتلال، في بيان، أن أحد عناصره أطلق النار على فلسطيني بعد أن بادر بإطلاق النار تجاه قوة صهيونية قرب المغتصبة المذكورة، مضيفا أنه «تم تحييد المهاجم» دون وقوع إصابات في صفوف الجنود، حد زعم البيان.










المصدر لا ميديا