إحياء «داعش» من سورية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
ربما يكون قد فشل مشروع «الشرق الأوسط الكبير»، ولو إلى حين، وذلك بعدما فشلت القوى التكفيرية والتنظيمات «الإرهابية» المحلية والرديفة التي جاء بها الصهيوأمريكي الاستعماري الغربي لفيفاً لينشئها ويرعاها  على عينه لتنفيذ المشروع، خصوصاً بعد سقوط أو كمون ما سمي بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، بقيادة أبو بكر البغدادي ونائبه أبو محمد الجولاني، اللذين كانا يقودان التنظيم من بغداد، قبل تكليف البغدادي لنائبه الجولاني بقيادة التنظيم في سورية، مع العلم أنه لا البغدادي من بغداد ولا الجولاني من الجولان.
وبعد تأسيس الحشد الشعبي في العراق بفتوى من المرجعية، وتحركه لمواجهة تنظيم «داعش» التكفيري والقضاء عليه، والذي لولاه ما تحرر العراق منه حتى الآن، فمن معركة تطهير الموصل وبقية المدن والمحافظات العراقية، سقط هناك، واستبدله أبو محمد الجولاني، بتوجيه المخرج، بما يسمى «جبهة النصرة» في سورية، وبأفراد جلهم من الإيغور في الصين ومن أوزبكستان والشيشان، وبعد تصنيفها كـ»منظمة إرهابية» تم تعديل اسمها مرة أخرى فتم تسميتها بقدرة الأصيل باسم «هيئة تحرير الشام» وبقيادة الجولاني نفسه وإعدادها لاستلام السلطة لاحقاً.
ومن هنا يمكننا القول بأن ما سمي «تنظيم الدولة»، قد يكون سقط في العراق على إثر هزيمته الميدانية؛ ولكنه باقٍ كفكر مؤجل في العراق نفسه، ناهيك عن بقائه فكراً وتنظيماً وأفراداً في سورية وسواها. ونستند في هذا الاستنتاج إلى ما يحدث في سورية بعد وصول الجولاني بحلته الجديدة (أحمد الشرع) إلى سدة الحكم في دمشق ومن معه من فصائل أجنبية، وجرائم الإبادة بحق العلويين والدروز... وغيرها لتفتيت سورية، بحسب مشروع برنارد لويس «الشرق الأوسط الجديد» والتعديلات المدخلة علية وتقسيم سورية بحدود دم جديدة.
لن يتوقف هذا المشروع عند حدود سورية، وإنما إذا ما كتب له النجاح في سورية فسوف يتم تقسيم كل دول المنطقة إلى كنتونات طائفية وعرقية محكومة من أمريكا وكيان العدو الصهيوني. والمشروع واضح وخارطة التقسيم أوضح، وهذا المشروع لن تسلم منه مصر ولا السعودية ولا سواها، ولن يتوقف هذا المشروع إلا بمقاومة جهادية من الشعوب، لا الأنظمة التي جلها مطبعة وتابعة لأمريكا والكيان وعدوة لشعوبها. ومن أراد أن تسلم المقاومة سلاحها فهو ضمن المشروع، ومن اتكأ على الصهيوأمريكي من الأنظمة أو راهن عليه فإنه يراهن على سراب، وسيفشل المشروع بصحوة الشعوب الحرة. واليمن مدرسة للشعوب الحرة.

أترك تعليقاً

التعليقات