أبو يمن وأم ظبي.. سقف سقطرى وقاع إسبرطة
 

علي عطروس

علي عطروس / لا ميديا -
«تقدمت الإمارات إلى محكمة العدل الدولية لاهاي - هولندا بملف يتضمن رفع قضية دولية لاستعادة أراضي دولة الإمارات التاريخية المقتطعة والمجتزأة خارج حدودها ابتداءً بجزيرة سقطرى، التابعة لدولة الإمارات ولتراثها الإقليمي والحضاري وإرثها البشري التاريخي المتوارث عبر الأجيال».
تم تداول الخبر أعلاه مؤخراً في عدد من المواقع والمنصات توازياً مع كشف موقع «عربي 21» عن تقديم الإمارات مقترحاً إلى واشنطن لتشكيل ائتلاف عسكري واسع لما سمته «تأمين» حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال المصدر المطلع المقيم في واشنطن، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن أبوظبي قدمت مقترحاً تضمن أن يتم دمج ما سمته «تحالف حارس الازدهار» الذي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي في تحالف عربي. تزامن ذلك أيضاً مع حديث مصدر آخر -فضل عدم ذكر اسمه كذلك- للموقع نفسه عن أن الولايات المتحدة تخطط لإرسال قوات عسكرية إلى اليمن، لتنفيذ ما أطلقت عليه مهام تدريبية لقوات محلية، ومراقبة السواحل والشواطئ في المحافظات المحتلة جنوب وشرق البلاد، و»منع عمليات التهريب غير المشروعة»، والمشاركة في عمليات تأمين حركة الملاحة الدولية. وكشفت مصادر عسكرية وإعلامية عن وصول طلائع تلك القوات إلى محافظة شبوة محمولة بطائرات إماراتية ومحمية بمليشيات الانتقالي العميلة للإمارات.
ثلاثة أخبار متتالية في ثلاثة أيام متوالية تقريباً تشير شكلاً ومضموناً إلى جهد إماراتي متواصل لتمهيد وتنفيذ مخطط صهيوني تآمري بديل ضداً لليمن وموقفه في محاصرة الكيان «الإسرائيلي» بحراً إسناداً ونصرةً لفلسطين. مثلث مؤامرة كلاسيكي تمتد أضلاعه بين سقطرى والمخا وشبوة، وتتوزع زواياه ما بين البحرين الأحمر والعربي وسواحلهما، وتتقاطع نواياه عند منابع النفط والغاز براً.
وبغض النظر عن نكتة «ظبيانية سقطرى»، وبعيداً عن أحاديث المصادر المجهولة، فإن من الواضح -وهذا ما تدركه صنعاء جيداً ولن تتركه مُحققاً وتتداركه تكتيكاً واستراتيجياً- اجترار الإمارات لدورها التآمري مجدداً بحق اليمن ولمصلحة صهاينة «تل أبيب» وواشنطن، وسعياً وراء وهم توسيع إسبرطة الصغيرة!
جدلية أخرى بين الفطرة والطفرة تحتدم وتلتحم وتزدحم وتقتحم سيرورة تاريخ وصيرورة جغرافيا الآن وها هنا. وبرغم كل تمظهرات دراهم إسبرطة البراقة والطارئة، صهاينةً وأسلحةً ومرتزقة، ستنبت كينونة دم الأخوين أشجان نصرٍ وأشجار انتصار.

أترك تعليقاً

التعليقات