ما وراء فيلم «العربية»!
 

مراد شلي

مراد راجح شلي / لا ميديا -
بعد حملة ترويج طويلة أطلقتها قناة «العربية» لفيلمها المزعوم ظهر أخيراً الفيلم الوثائقي دون أن يحمل أدنى معايير الأفلام الوثائقية.
ودون أن يحمل كذلك جديداً يُذكر سوى تفنيد روايتهم الكاذبة في مقابل تأكيد رواية الأنصار.
لكن ما يستحق التوقف عنده ليس مضمون الفيلم، وإنما توقيت نشره!
والسؤال الجوهري: لماذا لم يُعرض الفيلم في ذكرى مقتله، رغم أن الحدث متعلق به مباشرة؟!
الجواب الأوضح أن التوقيت رسالة بحد ذاتها؛ إذ يتزامن بث الفيلم مع تصاعد وتيرة المعركة الإعلامية والسياسية التي تخوضها «إسرائيل» ضد اليمن بالتوازي مع معركتنا المساندة لمظلومية أهلنا في غزة، وبالتالي فإن الفيلم لا يقاس كعمل توثيقي بقدر ما يجب أن يُقرأ كأداة ضمن حملة موجهة يراد من خلالها تضعيف التركيز وإعادة توجيه الوعي وتشتيت الجبهة الداخلية.
ومن أهداف بث الفيلم في هذا التوقيت، ما يلي:
- إشغال النشطاء عن أولويات المرحلة، وعلى رأسها نصرة غزة.
- استثمار الصراع الداخلي القديم لإعادة إنتاج الانقسام وإثارة الصدامات البينية.
- التغطية على التصعيد «الإسرائيلـــــــي» عسكريـــــــــــاً واستخباراتياً ضد اليمن بإثارة ملفات جانبية تستهلك طاقتنا الإعلامية.
وعليه فإن الواجب الوطني والإعلامي اليوم يقتضي منا كجبهة إعلامية وطنية:
- تجاهل الفيلم وعدم الانسياق خلف أهدافه أو منحه زخماً أكبر من حجمه.
- الرد عليه باقتضاب في سياقه الأمني والسياسي وليس العاطفي أو الشخصي.
- التأكيد المستمر على أولوية غزة كقضية أساسية وأولوية قصوى وما دونها أدوات للإلهاء وحرف لمسار الأولويات والاهتمامات الإعلامية.
- تعزيز الوعي بأن معركتنا الكبرى ليست مع قناة تابعة، بل مع الكيان الذي ينسق هذه الحملات ويشرف عليها.
ما نواجهه اليوم ليس مادة إعلامية، بل محاولة شيطانية جديدة لخلخلة الصف الداخلي وتشتيت البوصلة وكل ناشط يجب أن يدرك أن المعركة الآن معركة وعي.

أترك تعليقاً

التعليقات