«الشرق الأوسط» مصطلح استعماري
 

مريم أزاد

مريم أزاد / لا ميديا -
سمعتُ كلمة «الشرق الأوسط» عدة مرات في الأخبار اليوم. وتُستخدم هذه الكلمة آلاف المرات يومياً في العالم أجمع دون أي رد فعل.
«الشرق الأوسط» كلمة استعمارية صاغها الأوروبيون. ومن المؤسف أن الناس لا يزالون لا يعرفون أن هذه الكلمة تأتي من الأدب الاستعماري!
«الشرق الأوسط» كلمة استعمارية أطلقها الأوروبيون على المنطقة بناءً على مصالحهم. وبناءً على ذلك، تُعدّ أوروبا مركز الحضارة العالمية، وتُسمّى دول العالم الأخرى بالشرق الأقصى والشرق الأدنى و»الشرق الأوسط»، لبعدها الجغرافي عن أوروبا.
يشير الشرق الأدنى عادةً إلى مناطق مثل تركيا وسورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق ومصر.
ويشمل «الشرق الأوسط» دول الخليج العربي (السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعُمان) وإيران والعراق واليمن وتركيا.
أما الشرق الأقصى فيشمل دولاً في شرق وجنوب شرق آسيا، مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وفيتنام.
وهنا الجزء الأكثر إثارة للاهتمام من القصة. إذا قلت لفلبيني إنك من الشرق الأقصى أو لأردني إنك من الشرق الأدنى، سيضحك عليك؛ ولكن إذا قالوا لنا إنك من «الشرق الأوسط»، فسنرد بسرعة: نعم، نعم، نحن من «الشرق الأوسط».
وقد قبلنا بسهولة أننا مستعمرة لأوروبا الملعونة، حتى في الأدب.
إن هذه التسمية لا تعود إلى التاريخ والثقافة القديمين، بل هي ظاهرة حديثة وأوروبية مركزية.
لا يتطابق هذا الاسم أبداً مع تاريخ وهوية وثقافة الشعوب والدول التي تعيش في هذا الجزء من جغرافية الأرض.
وحتى حدود هذه المنطقة لا تتوافق مع الواقع التاريخي والثقافي، بل تم ترسيمها وتسميتها بناء على تفوق القوى المهيمنة ورؤيتها الجيوستراتيجية.
عادةً ما تكون العوامل المؤثرة في التسمية الجغرافية هي إرادة أصحاب السلطة، وعامل الاستكشاف الجغرافي والاستعمار، بالإضافة إلى الثقافة والهوية.
في حالة «الشرق الأوسط»، تمت هذه التسمية بناءً على إرادة أصحاب السلطة والاستعمار.
تم استخدام مصطلح «الشرق الأوسط» لأول مرة في العام 1902 من قبل المؤرخ البحري الأمريكي ألفريد ماهان، وعندما ننظر إلى هذه المنطقة من القارة الأوروبية، فإنها لم تكن بعيدة ولا قريبة.
ويقال إن هذا المصطلح كان يستخدم سابقاً من قبل وزارة الخارجية البريطانية في إدارة الشؤون الهندية.
يظهر اسم «الشرق الأوسط» على جميع الخرائط الموجودة في الدوائر العلمية خلال المائة عام الماضية.
لكن بعد مئة عام من وجود دول متحضرة ذات ثقافة وتاريخ عريق، ألا نملك القدرة على حذف كلمة «استعمار» من أدبياتنا السياسية؟! أم أننا لا نملك بديلاً لها؟!
أعتقد أن الواقع الجغرافي الحالي، وتحديداً مصطلح «غرب آسيا»، أنسب بكثير.

كاتبة إيرانية

أترك تعليقاً

التعليقات