د. إسماعيل النجار

د. إسماعيل النجار / لا ميديا -
بين بَدر ومأرب أكثر من 1400 عام، وأَوجُه الشَبَه الكبيرة بين المعركتين تتَجَلَّى بالوجوه والسواعد السمراء الهاشمية التي تقاتل حول مأرب ساعِيَةً لتحريرها من ظلام «داعش» و«القاعدة» والإخوان المتأسلمين ومن خلفهم قرن الشيطان والشيطان الأكبر.
معركة مأرِب كَشَفَت زَيف الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وأثبتت للعالم أنهم يقفون خلف كل الإرهاب الذي حصل على وجه الكُرَة الأرضية منذ أكثر من أربعين عاماً حتى اليوم.
الدولتان الراعيتان للإرهاب العالمي واللتان أسستا «داعش» و»القاعدة» و«بوكو حرام» و«جبهة النُصرَة» وغيرها من المنظمات الإرهابية يحشدان اليوم في مدينة مأرب، آخر معاقلهما في شمال اليمن، آلاف المقاتلين الإرهابيين من تلك المنظمات في آخر محاولة يائسة للدفاع عن المدينة الغنية بالنفط ومنعها من «السقوط»، حتى لا ينفضح أمرهم ويظهر للعيان مَن هم الذين يقاتلون إلى جانب «قوات هادي» بقيادة السعودية وأمريكا وينكشف حجم الجرائم التي ارتكبوها داخل المدينة.
أنصار الله يحاصرون المدينة من عدَة جهات ويبلون بلاءً حسناً في العمليات العسكرية والقتال الشرِس ضد الإرهاب، بينما استمات الإرهابيون المدافعون عن مأرِب بالقتال بلا أي طائل، بسبب شراسة المقاتل «الحوثي» وتصميمه على كسر الدفاعات الأمامية للإرهابيين، والوصول إلى مسافات قريبة من مداخل المدينة من جهاتٍ عِدَّة ستمكنهم في الأيام القليلة القادمة من اقتحامها والدخول إليها.
هذه المعركة التي اتخذت طابعاً مصيرياً بالنسبة للطرفين المتصارعين مال ميزان القوى فيها لصالح أنصار الله من الجيش واللجان الشعبية، حتى بات الأمريكي والسعودي مأزومَين فيها وعلا صُراخهما في الإعلام والمحافل الدولية، وأثبَتَ أنصار الله فيها أنهم يقاتلون نيابَةً عن الأمة الإسلامية والعربية الشريفة قاطبَةً في أكبر معركة فاصلة قد تضع الهيبة الأمريكية على المِحَك.
المساعي الدولية لحل أزمَة اليَمَن متعثرَة بسبب تعنت السعودية ومراوغَة واشنطن. أما بالنسبة لأنصار الله على قَول المَثَل القائل: «اللي عند أهله عمهلو»، فهم خسروا خلال 6 سنوات كل شيء ولم يبق لديهم شيء ليخسروه، فإن سير المعارك تحَوَّلَ لمصلحتهم وانتقلوا من الدفاع إلى الهجوم بعد اتخاذ القرار الاستراتيجي بفتح المعركة أفقياً وعمودياً داخل مملكة قرن الشيطان، وبعد أن ارتفع صُراخ السعوديين ومن خلفهم محوَر الشر الأمريكي. كانت الشروط اليمنية قد طَفَت إلى الواجهة وعنوانها واضح وجَلي: «أوقفوا عدوانكم وانسحبوا من بلادنا وارفعوا الحصار بالكامل وأطلقوا سراح كل الأسرَىَ وادفعوا التعويضات، وإلَّا الحرب مستمرة واستنزافكم مستمر حتى قيام الساعة، ولا كلام بعد هذا الكلام».
كما أكدت قيادة أنصار الله أن اليمنيين هم أسياد أنفسهم ولا يوجد مَن يقرر عنهم، فالمعركة التي بدأها السعودي والأمريكي بتوقيت واشنطن والرياض لن تنتهي إلَّا بتوقيت صعدة وصنعاء، ومن يعتقد غير ذلك هو واهم.
وبالنسبة لطهران فإن العلاقة معها استراتيجية مبنية على الأُخُوَّة والتفاهم، ووحدة المسار والمصير. والإخوة القادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يرتضون لأنفسهم أن يملوا على القيادة اليمنية أي شيء، إنما يقفون خلفهم وإلى جانبهم في قتالهم من أجل تحرير بلادهم واستعادة حقوقهم.

كاتب وسياسي لبناني.

أترك تعليقاً

التعليقات