
أنا متهم بـــ «الحاشدية» و«اليدومي» دمَّر فرقتي المسرحية
تعز في كلِّ اليمن .. وكلُّ اليمن في «الجحملية»
قليلون هم الأشخاص الذين تشعر حين تفتح باب الحديث معهم بأنك تفتح موسوعة ثقافة وفكر منهجي ولاتشعر معهم بالمل إطلاقاً.
منهم العزي مصلح ..شخصية ما إن تضع قدمك على عتبات حي الجحملية حتى تقودك نفسك صوب منزله المعروف بكثرة مرتاديه لتنهل من فكره.
مفكر سياسي وشخصية ذات بصمة واضحة في السلوك المدني لمدينة تعز على وجه العموم ولحي الجحملية على وجه الخصوص .غير أن مكانته هذه لم تشفع له أمام نكد الدنيا ليجد المدينة التي ولد فيها وأعطاها شبابه وصباه ترمي إليه بحقيبته وتصوب نحوه بنادقها بحجة أن أباه من حاشد.
صحيفة (لا) تفرش سجادتها الحمراء هذا العدد للعزي مصلح لبحث تفاصيل حياته وأسباب نزوحه.
لماذا نزحتم من تعز ؟
بالنسبة للنزوح كانت حالة اضطرارية، كانت نيتنا أن نبقى غير أن وضع الأطفال والنساء كان وضعاً مزرياً ومقلقاً جداً.
صراخ وبكاء وقصف للطيران ربما يطال منزلك في أي لحظة.
إلى جانب الكثافة النارية التي استخدمتها ما تسمى بالمقاومة أو كما تحلوا لهم التسمية.
لا يوجد ما هو أغلى من الولد، طفلي الصغير يبكي «الآن بيهجموا علينا.. الآن بيقصفوا علينا.. الآن بيدخلوا منزلنا» حالة جعلتنا نعيش في قلق مستمر وقلق مزري، أما الرجال فهم في الحي.
لماذا التركيز على الجحملية؟
شكلت منطقة الجحملية كتلة سكانية متجانسة، ربما يجمع سكانها الشتات الداخلي إذا ما أحسنا القول لأنهم من مناطق متعددة وتشكل منطقة الجحملية وحدة اجتماعية واحدة بحكم التعايش.
الذي هو من خولان، والذي هو من حاشد، والذي هو الحجرية.. هؤلاء كلهم شكلوا كتلة واحدة وربما شكلوا رأي معين بالنسبة لهم بحسب نظر المرتزقة.
لماذا الجحملية تصلى بهذه القذائف؟!هل لأن أبناءها يدافعون عنها؟!أم أنها مجيرة لحساب الزيدية؟! أو بصريح العبارة لأنهم حوثيون؟!
الحقيقة أن الجحملية هي العائق الوحيد الذي لم يسقط، وأتمنى أن يبقى هذا العائق ولو دُمرت حجراً حجر.
4-توقفاً عند اشارتك للزيدية وتجيير أبناء الجحملية لحسابها برأيك هل دخلت تعز أزمة صراع مذهبي مناطقي؟
مع الأسف الشديد الوضع العربي يشكل عام في أزمة.. أزمة فكرية، أزمة ثقافية، ندعي ولا نعمل.
الإخوان بشكل عام أخذتهم العصبية والمناطقية وهذا تراث ربما متراكم.
على سبيل المثال.. قتل أحد الأشخاص فقلنا لهم حرام يا جماعة اسعفوا الرجل، القاتل نفسه يشير بأن الذي سيقترب من الرجل سيقتل.
قال: «ماذا جاب أبوه من صعدة» منطق سخيف!
أنت من أبناء تعز.. لماذا تحتل كل محافظات الجمهورية؟! لماذا تستوطن أفضل المواقع فيها؟!تفتح فندق، ورشة، معهد، تجارة.. من أعطاك هذا وخولك لتقول للآخرين لماذا أتيتم إلى تعز؟!
لماذا ذهبت إلى دماج؟!هل ذهبت للنزهة؟!
يا أخي أبناء صعدة لم يأخذهم رد الفعل والمتواجدون في تعز هم من أبناء تعز وليس لهم علاقة بصعدة.
أنا من حاشد لكن ولدت في الجحملية ولا أجد في قلبي أي غضاضة على الإطلاق بل أشعر أن تعز ملكي.
لا نريد أن ندخل بقاعدة مائدة الطباشير، إنما نقول الأرض لمن يدافع عنها وليس من يملكها.
لكن ما حصل مؤخراً هو بهدف تجيير تعز لصالح مشاريع ضيقة
(إقليم الجند، تعز عاصمة سُنية...) والواقع أننا لا يمكن أن نعيش بعزلة عن هذا الكون، إما أن نكون جزءاً من نسيجة العام أو فلنبحث عن جُزر ونقيم فيها المذهب الذي نريد .
5-هم يقولون أنهم لايقاتلون الزيدية كمذهب ديني إنما لإنها مذهب سلطوي؟
الإمام أحمد أول ما وصل إلى تعز «جامع المظفر « صلى الظهر على المذهب الزيدي وعندما حس بإنكماش الناس على هذا المذهب صلى العصر على المذهب الشافعي!
وحتى الإعدامات التي كانت تحدث في الجحملية أيام الإمام أحمد كانت لأشخاص من الزيدية، وأتحدى أي شخص يثبت أنه تم إعدام شافعي إذا ما جيروا بأدمغتهم وعقولهم أن الذي كان يحكم اليمن زيدي!
الآن يحدث سحل وقتل ممنهج لأبناء الجحملية تحت شعار أنهم زيود.
وهنا نقطة مهمة يجب أن أشير إليها وهي أن يكون هناك مؤتمر تصالح يجمع كافة القوى والأطراف اليمنية لمعالجة هذه الأزمة ومالم يكن هناك مؤتمر تصالح سنظل نتقاتل حتى وإن اتفقت القوى الكبرى.
يقال أنكم تلقيتم رسائل من المرتزقة بضمان منازلكم وأرواحكم مقابل الخروج من الحي؟
شخصياً لا، لكن كثير من أبناء الحي تلقى هذه الرسائل.
أحد جيراني وصلت إليه رسالة «أخلي بيتك وإلا سيقصفها الطيران.
تدعو إلى مؤتمر تصالح ..ما إمكانية التصالح والنظام السعودي وقوى الاستعمار يعملون على تمزيق النسيج المجتمعي؟
لا أريد أن أتوغل في السياسة السعودية لأن السياسة السعودية مُضنية بالنسبة لليمن أن تكون الدولة السعودية بقيادة محمد بن سعود، حتى الدولة الثانية بقيادة عبدالعزيز.
لا أريد أن أدخل في هذا الموضوع حتى لا يتوقف التفكير لأن هذه الجماعة تعيش على الحروب ونشر الفتن في العالم واليمن نال القسم الأكبر من هذه السياسة.
لكن أنا شخصياً أدعو إلى مؤتمر تصالح، وكلما حدث نجعله بمعايير التقييم القبلية لأنه مهما حدث لا بد أن يُقيَم كل شيء
طالت حرب داحس والغبراء وطالت حروب أخرى وفي النهاية تصالح الناس ولدينا في اليمن تجارب كثيرةعندما تبنت السعودية الدفاع عن المظلومية اليمنية وضلينا نتقاتل ست سنوات وفي الأخير التقت جميع القوى سواءً التي جيرت نفسها للملكية أو الإمامية؛ورأت أنه لابد من التصالح .
عقد مؤتمر الجند ثم مؤتمر حرض ثم مؤتمر عمران وقد تبلورت هذه المؤتمرات وخجت بنتائج سلمية حيث خرجت اليمن من فوضى الحروب والإقتتال؟
ماهي أجمل حياتك؟
للأسف الحياة كلها صعبة ولذلك سأتحدث لك عن أسوأ أيام حياتي وهي أيام دراستي في جامعة صنعاء
كنت محاطاً بالمخابرات من كل جانب أوسخ مراحل حياتي هذه المرحلة
من هم الذي حاربونا؟!
للأسف الشديد اليدومي..كان لي فرقة مسرحية وكان يقف أمامي واليوم يدعي الوطنية ويدعي...
المصدر صحيفة لا / حاوره : زكريا الشرعبي