رأوا فيه المعلم المثالي الذي تُذهب حصته (المقررة لهم أسبوعياً) , الملل عنهم من بقية الحصص الدراسية طوال الأسبوع, لما تحتويه من أنشطة رياضية, وأيضاً إعدادها خططاً لخروجهم في رحلات مدرسية نهاية كل فصل دراسي.
لم يتوقع طلاب مدرسة النهضة التابعة لحزب الإصلاح بأمانة العاصمة، أن يأتي اليوم الذي يكون فيه ذلك الإصلاحي الذي بدأ مشرفاً في مدرستهم, ومن ثم مسؤولاً عن أنشطة المدرسة الترفيهية الباعثة على الفرح والسعادة من رحلات وألعاب رياضية وغيرها من الأشياء التي عمل نجاحها في خداع عقولهم ونيل قلوبهم، على ترقيته ليصبح وكيلاً للمدرسة, لم يتوقعوا أن يكون سبباً في حزنهم بل وحزن كافة أبناء الشعب.
كما تبين أيضاً أن ذلك المعلم هو أحد العناصر المسؤولة عن قتل عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء, بينهم طلاب كانوا في فصولهم عندما اشتهت داعش الجو التابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، نهش لحومهم وسفك دمائهم, حيث لم يتوانَ المدعو خالد النهاري ومعه الكثير من عناصر خلايا حزب التجمع اليمني للإصلاح الإجرامية، في تحقيق مرادها، وأعطوها الإحداثيات اللازمة لتوجيه أنيابها. فهذا الذي كان يتخفى بقناع معلم في مدرسة النهضة، ألقت أجهزة الأمن واللجان الشعبية القبض عليه ضمن خلية إرهابية تابعة للحزب تقدم خدماتها للعدوان, وسقط ذلك القناع من على وجهه, كما هو متوقع تماماً من كل منتمٍ لهذا الحزب الذي لم يترك وسيلة إلا واستخدمها لتكوين جيش إرهابي ينشر الفوضى والقتل في أوساط المجتمع, عناصره يتوارون خلف أقنعة كثيرة يعرفها قلة من اليمنيين الذين لم يسلم بعضهم من الاغتيال من قبل تلك المسوخ, كي لا يفضحها ويحول دون نجاح جهودها في تنفيذ مشاريع الوصاية الرامية لتفكيك الوطن وتركيع أبنائه.
حقيقة حلَقات تحفيظ القرآن
في السابق، إذا أردت أن تضع قدمك على بداية الطريق لتبني الفكر الإرهابي، فالمهمة بسيطة. كل ما عليك فعله هو التوجه إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم التي كانت تقام في العطل الصيفية تحت إشراف حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومهمتها نشر فكر التطرف والإقصاء تحت غطاء ديني بحت.
لم يكن يخطر ببال معظم المواطنين أن الأحداث التي ستعصف بهم، ومن بينها الإرهاب، بعد 2011، كان يتم الإعداد لها في أكثر الأماكن قرباً لهم، وهي المساجد, عن طريق حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي كانت تنتشر وتتكاثر في العطل الصيفية, وهو الموسم المحبب لحزب الإصلاح، والوقت المناسب لمزاولة أعماله في أدلجة عقول الصغار والشباب, مستخدماً في ذلك قناع تحفيظهم كتاب الله، وتعليمهم أمور الدين.
وأسهمت براعة أئمة تلك المساجد في انتحال الشخصية المتدينة ذات الأخلاق الإسلامية الرفيعة، في نجاح هذا الأمر, بينما كانت حقيقتهم تقول إن ألسنتهم لا تتحدث إلا بالافتراء على الله ورسوله محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وليضمن أذناب الوهابية استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب، وضمهم إلى فرع الإخوان المسلمين في اليمن, أنشأوا أندية في كل أحياء العاصمة، مهمتها رعاية طلاب تلك الحلقات وسحبهم إلى مستنقعها عبر الأنشطة الرياضية التي جعلتها في متناولهم, وبالرحلات الترفيهية التي كانت معظمها إلى المسابح، وسبب اختيار هذا المكان لم يعد خافياً على الكثير, وهو متعلق بممارسة أعمال تنافي الأخلاق والقيم.
يقول عزام سالم (23 عاماً) أحد أبناء مديرية السبعين الذين التحقوا بأحد تلك الأندية الصيفية: إن الثقافة التي كان يعمل مدرسو ومشرفو حلقات التحفيظ على إدخالها عقولنا، كانت ثقافة طاعة وتسليم مطلق لفتاوى عدد ممن سموهم شيوخ الإسلام، على رأسهم ابن باز وابن تيمية وغيرهما، وصولاً إلى الزنداني والديلمي, بل كنا مجبرين على حفظ تفسيراتهم وأحاديثهم عن أمور لم نجدها في القرآن الكريم. ويضيف عزام: كان أبي يرغمني على الالتحاق في هذه الحلقات في كل عطلة صيفية, وكان المسجد المجاور لنا يتبع نادي الإسراء التابع للإصلاح والمسؤول عن عدد من مساجد بعض حارات مديرية السبعين.
وتحدث سالم عن أنهم كانوا يدرسون في حلقات التحفيظ 3 ساعات صباحاً, وساعة بعد العصر خصصت لدراسة كتب مشائخ الوهابية, وكذلك الوقت الفاصل بين صلاتي المغرب والعشاء.
ويواصل: بالنسبة للأنشطة الرياضية فهي عبارة عن مباريات كرة قدم وكرة طائرة، فقد كانت أوقاتها إما بعد الفجر أو بعد العصر, وبقية الألعاب كالتنس والجيم كانت تقام يوماً في الأسبوع داخل مقر النادي الواقع في إحدى حارات بيحان. مشيراً إلى أنه بعد أن شعر مشرفو تلك الحلقات بانسجامه معهم، بدأوا يعزمونه لتناول العشاء مرة في الأسبوع في مطاعم ريماس ونجوم الشام والخضراء, وفي أحد الأيام الذي دعوه فيه للعشاء طلبوا منه مرافقتهم إلى مقر دائرة الحزب، وهناك عرضوا عليه الانضمام لحزبهم وأداء مبايعة الولاء والطاعة. مؤكداً في الوقت نفسه رفضه هذا العرض الذي كان نهاية اتصاله بأولئك الوهابيين, وأن كثيراً ممن يعرفهم من أولئك أيدوا العدوان على الوطن، والتحقوا بصفوف (مقاولته) الإرهابية بتعز وعدن ومأرب, وآخرين ظهروا ضمن خلايا الإحداثيات والاغتيالات التي تم القبض عليها كـ(نصر السلامي وخالد النهاري)، حيث تعرف عليهم من الأنشطة والفعاليات التي كانت تقام بين أندية الحزب نفسه، والمنتشرة في عدة مديريات.
ومن ضمن الوسائل المستخدمة في تفريخ الدواعش، إلى جانب الحلقات والأنشطة والتعليم, منابر المساجد التي استخدمها التابعون للإصلاح في إلقاء خطبهم على الناس، والتي كانت مليئة بالتعاليم الداعشية لتحريضهم وتهيئتهم لقبول أي أعمال إجرامية تنفذ ضد طرف معين، وتأييدها, فمحاضراتهم تتركز على نشر الطائفية في أوساط المجتمع اليمني، وتفخيخه بها.
إن معظم المنتمين لهذا الحزب الإرهابي دخلوه من بوابة حلقات التحفيظ, وأكثرهم تأثراً بأفكارهم وأهدافهم يأخذونهم لإكمال أدلجتهم في جامعة الإيمان التابعة لكبير إرهابيي اليمن العميل عبدالمجيد الزنداني, بمنحة دراسية تكون كجائزة لتفوقهم في تلك المراكز الصيفية, والأسماء الإجرامية التي ارتكبت عمليات إرهابية بشعة بحق أبناء شعبها بعد تخرجها من تلك المراكز كثيرة, على رأسها الإرهابي حارث النظاري الذي ارتكب مع زميله جلال بلعيدي واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية بقتل 14 جندياً يمنياً على الطريقة (الشرعية) التي تلقوها في المراكز التابعة لحزبهم، وهي الذبح.
وشغل الصريع النظاري منصباً قيادياً في الحزب للدائرة 15 بأمانة العاصمة, وكان مسؤول الأنشطة الطلابية وحلقات تحفيظ القرآن في جامع الأنصار بجولة القادسية, ويظهر في الصورة حاملاً رأس أحد أولئك الجنود بعد ذبحهم في محافظة حضرموت.

الإصلاح يدشن الإرهاب في اليمن
لم يعرف اليمن الإرهاب إلا أواخر 1998 عندما وقعت أول جريمة إرهابية أعلنت ظهور تنظيم القاعدة, وهي اختطاف 16 سائحاً غربياً وقتل 4 منهم بمحافظة أبين, وكانت العملية بقيادة المدعو أبو حسن المحضار الذي لم تكن دوافعه للاختطاف والقتل الحصول على مكاسب شخصية أو اجتماعية أو مالية, بل المطالبة بإطلاق سراح بعض العناصر الإرهابية المحتجزة لدى أجهزة الأمن, وإخراج الكفار من البلاد، حسب وصفه.
مثلت هذه العملية الشرارة الأولى التي أطلقها (الأفغان العرب) العائدون من قتال روسيا الشيوعية في أفغانستان، وينتمون لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، يمثلها حزب الإصلاح, وكانت هذه العناصر التكفيرية قد استخدمت في حرب صيف 94 لدحر الحزب الاشتراكي اليمني ذي الجذور الشيوعية, بعد أن أصدر من يدعون أنهم علماء دين, ينتمون لجماعة الإصلاح، فتاوى تكفر الاشتراكيين وتوجب قتلهم، وكان على رأسهم كل من عبد المجيد الزنداني, وعبدالوهاب الديلمي، وهما قياديان إصلاحيان، والمجرم المحضار تابع لهما, ما يبرهن أن هذا الحزب هو من دشن الإرهاب في بلد الإيمان والحكمة.
من حينها ارتبطت العمليات الإجرامية التي هزت الوطن ارتباطاً وثيقاً بحزب التجمع اليمني للإصلاح, ودلت براعة التخطيط والتنفيذ لها على وجود قيادات أمنية وعسكرية واستخباراتية في الدولة وقفت جنباً إلى جنب مع المنفذين لها, الذين كانوا أعضاء في الحزب، ومنهم قيادات في صفوفه الأولى، مثل أبو حسن المحضار وطارق الفضلي وحارث النظاري وغيرهم ممن أفنوا حياتهم خدمة لمشروع الوصاية الخارجية.

تاريخ إرهابي
يمثل حزب الإصلاح تاريخاً من العمل الإرهابي، حيث نفذ العديد من العمليات الإرهابية، من ضمنها استهداف قافلة سياحية مكونة من 4 سيارات كانت تقل سياحاً إسبانيين داخل محافظة مأرب، في 2 يوليو 2007، مما أدى إلى مقتل 10 وإصابة 5 ممن كانوا في القافلة, أيضاً تفجير ناقلة النفط الفرنسية (ليمبرج) في 6 أكتوبر 2002، قرب ميناء الضبة في محافظة حضرموت، بقارب مفخخ تسبب في احتراق الناقلة ووفاة وإصابة 18 من طاقمها, وفي 28 ديسمبر من العام نفسه وقعت عملية اغتيال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ جار الله عمر، أثناء حضوره ضيفاً في مؤتمر عام عقده حزب الإصلاح الذي يتبعه منفذ العملية الإرهابي علي جار الله السعواني، وكان إماماً. وبعدها بيومين قام عضو آخر في الحزب نفسه يدعى عابد عبدالرزاق كامل، باغتيال 3 أطباء أمريكيين وإصابة آخر, كانوا يعملون في مستشفى جبلة بمحافظة إب.
لم تتوقف الجرائم التي ارتكبها فرع الوهابية في اليمن عند هذا الحد, فقد أسهم بخلايا إرهابية لدعم أطراف دولية في تنفيذ جريمة الاعتداء الإرهابي على مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، في 3 يونيو 2011، التي استهدفت كبار قيادات الدولة آنذاك، حيث استشهد فيها 15 شخصاً على رأسهم رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، وأصيب أكثر من 250 قيادياً على رأسهم رئيس الجمهورية ورئيسا مجلسي النواب والوزراء حينها.
وقد أظهرت وثائق رسمية نشرت بعد قيام العدوان علاقة قيادات في هذا الحزب الإرهابي بالجريمة, بالإضافة إلى أطراف دولية على رأسها أمريكا والسعودية.
ومن كبريات الجرائم الإرهابية التي ثبت تورط الإصلاح فيها, التفجير الانتحاري الذي استهدف جنود الأمن المركزي في مايو 2012، أثناء أدائهم بروفات عسكرية للاحتفال بالعيد الوطني (الـ22 من مايو)، في ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء, وراح ضحيته أكثر من 300 ما بين شهيد وجريح.
وكان من بين المنفذين للعملية شخص يدعى أمير الدين علي الورفي، وهو أحد عناصر الحزب في حي مسيك شرق العاصمة صنعاء، ونجل إمام سابق لمسجد المشهد المعروف في العاصمة, والذي ارتبط ظهوره كمدرسة إصلاحية لتدجين الإرهابيين باسم المجرم علي السعواني الذي ذكرناه سابقاً.
وأكدت مصادر أمنية وقتها لعدد من وسائل الإعلام أن الانتحاري الورفي كان معتقلاً في الأمن السياسي، وأفرج عنه ضمن قائمة التكفيري طارق الفضلي التي توسط العميل علي محسن الأحمر للإفراج عنها.
من المؤكد أن الأعمال الإرهابية التي نفذتها جماعة هذا الحزب كان من الممكن تفاديها لو أن النظام الحاكم وقتها وضع حداً يوقف سيل الدماء التي سفكتها, غير أنه تساهل كثيراً مع حزبها كونه شريكاً في الحكم، بل ومنحه صلاحيات وتسهيلات, كمنحه أرضاً بنى عليها أكبر مزرعة لتفريخ الإرهاب والإرهابيين، وهي جامعة الإيمان التي رأسها كبيرهم في الإجرام عبدالمجيد الزنداني, إلى جانب منح قياداته نفوذاً ومناصب عسكرية وأمنية عليا وفرت غطاءً لتلك العمليات، أبرزها معسكر الفرقة الأولى مدرع بقيادة الجنرال العجوز الفار علي محسن الأحمر، والذي كان مكاناً يتدرب فيه الجنود المنتمون للحزب على الذبح وتنفيذ عمليات الاغتيال وصناعة العبوات والأحزمة الناسفة, فضلاً عن دعم النظام للحروب الـ6 التي شنتها جماعة الإصلاح التكفيرية على أهالي صعدة, بسبب عداء أنصار الله لأمريكا وإسرائيل وكل قوى الظلم والاستبداد في شعار الصرخة التي باتت تسمع في شتى بقاع الوطن بعد أن بانت كل جماعة على حقيقتها، وأدرك الشعب عدوه الحقيقي الذي لولا قيام ثورة 21 سبتمبر 2014 بقيادة تلك الجماعة المظلومة، لبقي متخفياً خلف الأقنعة التي كان يضعها على وجهه طوال سنين, أشاع من خلالها الإرهاب الذي ضرب اليمن بقوة بعد توليه السلطة عقب أحداث فبراير 2011، واستمر دون ردع حتى وصل الأنصار ووضعوا حداً له.

21 أيلول تسفك دم الإرهاب
سيطرت عمليات الاغتيال الممنهجة التي طالت عدداً من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية, بالإضافة لصحفيين عرفوا بمواقفهم الوطنية على الشارع اليمني من 2012 إلى سبتمبر 2014, حيث ساد الإرهاب معظم محافظات الجمهورية، بعد أن ضرب بدعم من عملاء الخارج أجهزة الأمن والجيش، وأفقد المواطن ثقته بها, ظهر هذا في سلسلة الحوادث الإجرامية التي استهدفت القوات الجوية, وقوات الأمن المركزي، حتى وصلت إلى مبنى وزارة الدفاع، وقيامها بتصفية شخصيات عرفت بولائها للوطن، ومحاربتها مشروع الوصاية الخارجية الذي كان يخطط لاستمراره داخل عدد من السفارات الأجنبية، إلا أن المفاجأة التي أحدثتها جماعة أنصار الله بعزمها تخليص محافظات الجمهورية من سرطان الإرهاب الذي نشره حزب الإصلاح, أربكت حسابات الخارج ومن معه من أدوات داخلية، وجعلتها تنكشف على حقيقتها.
فعندما بدأت اللجان الشعبية تصفية المناطق المجاورة لصعدة من الدواعش والتكفيريين، جن جنون حزب الإصلاح, وفور اقترابها من أحد أهم معسكرات الحزب التي ترعى الإرهاب، ظهر محمد اليدومي، رئيس الحزب، على حقيقته بمنشور له في (فيسبوك)، بشر فيه بظهور الدواعش بعد أن عجزوا عن إيقاف المسيرة القرآنية.
وبسقوط معسكر حميد القشيبي الذي ارتكب مجازر بشعة بحق أبناء عمران وصعدة, ارتعب الجميع من قوة أنصار الله التي زادت بالتفاف أبناء الشعب حولها بعد أن رأوا فيها منقذاً لهم للتحرر من كل مشاريع الوصاية وأدواتها.
تهاوت معاقل الإخوان المسلمين على التوالي بعد معسكر القشيبي، إلى أن وصلت لجان المسيرة إلى جامعة الإيمان، أكبر معاقل الإرهاب التابعة للإصلاح، وكشف أفراد اللجان الشعبية حقيقتها المرعبة, فلم تكن جامعة، بل كانت مصنعاً لتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة التي ظهرت معاملها للجميع في وسائل الإعلام, كما هو حال الفرقة الأولى مدرع.
وفي 21 سبتمبر 2014 أعلن الشعب زوال عهد الإرهاب والقتل، وقطع بثورته التي قادها أنصار الله يد الوصاية الخارجية, كما عالجت الثورة جراح أجهزة الأمن والجيش التي أثخنتها مشاريع الهيكلة والضربات الإرهابية, لتكتب لليمن السعيد عهداً جديداً يتمتع فيه الوطن بكامل الحرية والسيادة والاستقلال, رغم العدوان الذي تشنه أمريكا وإسرائيل عن طريق تحالف أوكلتا مهمة إنشائه لقرن الشيطان، ليتمكن أرباب الظلم من إعادة يدهم المقطوعة وبسطها على الوطن من جديد.

أقنعة الإصلاحيين تستمر في السقوط مع العدوان
مع إعلان التحالف الأمريكي السعودي عدوانه الهمجي على اليمن في مارس 2015، هرع حزب الإصلاح إلى تأييد ذلك ببيان رسمي له, ما جعل من كانوا يرفضون قيام أنصار الله بتطهير اليمن من شرور هذا الحزب، يؤيدونهم، بل ويندفعون للانضمام إلى اللجان الشعبية بعد أن رأوها في مقدمة المدافعين عن الوطن ضد تحالف الغزاة.
ولم يشك أحد في أن الحزب سيعمل على الزج بالمنتمين له في صفوف مرتزقة العدوان لقتال اليمنيين، وبذل قصارى جهده في ذلك, فقد ظهر هذا للجميع من خلال وسائل إعلام الإصلاح التي لم تخجل من عمالة أفرادها حتى تدعوهم لذلك أمام مرأى ومسمع كافة أبناء الشعب.
ومع الفشل الذي مُني به تحالف العدوان رغم القصف والحصار المستمر منذ أكثر من عامين, عمد الحزب إلى افتعال ثغرات أمنية تزعزع أمن المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، عله يستطيع التمهيد لقوى العدوان لدخولها والسيطرة عليها, إلا أن صحوة أجهزة الأمن واللجان حالت دون حصول ذلك, إذ أحكمت قبضتها على مناطق سيطرتها، ومنعت خلايا الحزب الإجرامية من تحقيق مرادها.
وتظهر الإنجازات الأمنية التي تحققها هذه الأجهزة مدى حرص القوى الوطنية على توفير الأمن لمواطنيها، ما يدل على أنها تحمل مشروع دولة, عكس ما يحدث في مناطق مرتزقة العدوان من حزب الإصلاح وغيره، حيث يسود القتل والإرهاب كل بقاعها، ومن يريد التأكد من ذلك فما عليه إلا متابعة ما يحدث في جنوب الوطن المحتل وبعض مناطق محافظة تعز.
وقبل أيام عرض الإعلام الأمني فيلم (الوجه الآخر) الذي يكشف الجانب المغيب لحزب الإصلاح ودوره التخريبي المستمر منذ سنوات، وصولاً إلى دعمه بخلاياه المنتشرة في عموم مناطق الجمهورية، الحرب العدوانية التي يشنها التحالف الأمريكي السعودي على الوطن.
حيث أسقط الفيلم بقية أجزاء القناع المدني الذي ظل يرتديه الحزب نحو 27 عاماً, مخفياً خلفه دوره الكارثي في انتشار وتوسع الإرهاب وتنظيماته في اليمن، على لسان قياداته وأعضائه الذين تم القبض عليهم ضمن خلايا تابعة للعدوان، عملت على رفع الإحداثيات لطيرانه الذي قتل آلافاً من المواطنين الأبرياء, وقبلها نفذت عمليات الاغتيال والتفجيرات التي شهدها الوطن منذ 2011.
وتمثل اعترافات عناصر الخلايا الإرهابية التابعة للحزب في الفيلم، والتي كان على رأسها قيادات فيه مثل العميل الدكتور نصر السلامي، رئيس الدائرة العاشرة، وخالد النهاري مسؤول أحد القطاعات الشبابية, دليل إدانة كافياً للتجمع اليمني للإصلاح بأنه وراء كل ما حدث ويحدث في أرض السعيدة من أعمال إجرامية.