"فلسطين بديلة"!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تتوالى بيانات الترحيب برد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على "خطة ترامب"، بينما تواصل قوات الاحتلال الصهيوني الترهيب ونهب ما تبقى من أراضي فلسطين، وسط احتفاء عالمي بما يسمى "حل الدولتين"!!
يمضي الكيان الصهيوني بكل أريحية وثقة مُسنودا بدعم تحالف الشر "الأنجلو-صهيوني"، ولجم الأنظمة والشعوب العربية؛ في التصعيد الاستيطاني بوتيرة غير مسبوقة في الضفة الغربية، عبر إنشاء 117 بؤرة استيطان جديدة!
يسير الكيان وفق خطته المعدة قبل نحو 100 عام، يتغير رؤساء حكوماته لكن الأهداف تبقى هي نفسها، ويجري تنفيذها على قدم وساق، لا لاستكمال ابتلاع فلسطين كاملة فحسب، بل والشروع في إقامة "دولة إسرائيل الكبرى"!!
عشرات المداهمات والاقتحامات والاعتقالات، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي والممتلكات وفرض الحصار الخانق على المدن والقرى والمخيمات، في الضفة الغربية؛ تتواصل بوتيرة غير مسبوقة لاستكمال ابتلاع أراضيها!!
تدعم هذا، إمبراطورية الشر العالمي الأمريكية، وجرى مطلع هذا العام، تقديم تشريع في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين لتغيير المصطلحات الرسمية للضفة الغربية، إلى "يهودا والسامرة" حسب "التوراة" المحرفة!!
يومها، قالت مقدمة مشروع القانون، النائبة كلوديا تيني: "نحن بحاجة إلى التأكد من أننا لا نسمح بتسليح اللغة والتقاليد وتاريخ إسرائيل بمصطلحات مثل الضفة الغربية"، حسب تعبيرها الوقح، شرطا لـ"إعادة تشكيل نقاش حل الدولتين"!
جاء هذا التصريح في حفل إعادة إطلاق "كتلة حلفاء إسرائيل" في الكونغرس، يناير الماضي، وأكدت تيني "أن ترامب يدعم التشريع". بالتوازي مع تعيين ترامب القس الصهيوني مايك هاكابي المتعصب لضم الضفة، سفيرا في القدس!!
توجه ابتلاع الضفة الغربية، ليس جديدا، وعندما أبرمت الإمارات مع الكيان الصهيوني، ما سمي "معاهدة إبراهام للسلام" في سبتمبر 2020م، برعاية ترامب "وافقت أبوظبي على تعليق -وليس إلغاء- خطط إسرائيل لضم الضفة الغربية"!
تفاصيل أكثر، سبق أن أعلنها بأريحية، السفير الأمريكي السابق لدى الكيان الصهيوني، ديفيد فريدمان، في كتاب نشره عن "خطة توسيع سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، ومنح 2.7 فلسطيني إقامة دائمة، بدعم أمريكي وخليجي"!!
هذا يشي وفقا لتسريبات مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الصهيونية، أن احتلال الكيان الضفة الغربية بعد تدمير غزة وقدرات المقاومة، وليس "حل إنشاء الدولتين"؛ هو ما يؤخر إشهار العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية!!
ماذا تبقى من فلسطين للتفاوض عليه وتسويف الحقوق وتغذية أوهام "السلام" المزعوم؟!! الجواب: لا شيء عدا قطاع غزة، تصدى "طوفان الأقصى" وما يزال لمخطط ابتلاعه، وصمد القطاع عامين أمام أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

أترك تعليقاً

التعليقات