أجهزتنا الأمنية تلاحقهم وضبط 2761 على ذمة قضايا جنائية
مناطق سيطرة المرتزقة.. قِبلة المجرمين وأصحاب السوابق


استخدمت أدوات الوصاية الخارجية في اليمن، والمتمثلة في الفار هادي وحزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن، وسائل عديدة للبقاء في كرسي الحكم، أبرزها نشر الفوضى والتخريب والأعمال الإرهابية وإلقاء التهمة على الطرف الآخر، تساعدها في ذلك الدول الراعية لمشروع الوصاية الهادف إلى تقسيم اليمن وإبقائها تحت سيطرتها، ومن تلك الوسائل توظيف القتلة والمجرمين من أصحاب السوابق القابعين في السجون المركزية بعد الإفراج عنهم باعتبارهم ضمن المعتقلين الشباب من ساحة 2011، بالإضافة إلى قيامهم مع الدنبوع بالتخطيط لتهريب أخطر العناصر الإجرامية من السجون ضمن عدة أعمال إرهابية منها استهداف السجن المركزي في صنعاء بهجوم إرهابي استطاعوا من خلاله تهريب عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة كانت محتجزة فيه، بعد أن تعمدت رئاسة الجمهورية حينها رفض طلب قيادة إصلاحية السجون نقل العناصر الإرهابية من مركزي صنعاء إلى أحد سجون الأمن السياسي أو القومي المخصصة لهكذا مساجين، وكذلك رفض وزير الداخلية الإخواني طلب القيادة ذاتها تعزيز حراسة السجن المركزي كونها حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بنية الجماعات الإرهابية استهداف السجن لتهريب عناصرها. أوكلت بعدها مهمة تنفيذ عمليات الاغتيال بحق خصوم السلطة لتلك العناصر الفارة من السجن، والتي شهدها الشارع اليمني طوال فترة حكم الإخوان.
ظهرت هذه الأعمال التي يقوم بها جناح الإخوان المسلمين في اليمن قبل بداية العدوان الذي شنته الدول الراعية للمشاريع التي كان التنظيم يسعى لتنفيذها في اليمن بعد أن أفشلتها ثورة 21 سبتمبر بقيادة أنصار الله، ومع بداية العدوان استمرت جماعات حزب الإصلاح التي تقاتل في صف العدوان باستخدام أصحاب السوابق الملاحقين من قبل أجهزة الأمن واللجان الشعبية، للوصول إلى غايتها.

مناطق سيطرة مقاولة العدوان مزدحمة بالمجرمين
بعد أن دخلت القوات الغازية مع مرتزقتها مدينة عدن، العام الماضي، بغرض تحريرها من أيدي أبنائها المتمثلين في الجيش واللجان الشعبية، قامت بتسليمها للفوضى والخراب، ووضعتها أمانة في أيدي من حررتهم من السجون فور وصولها المدينة، وشكلتهم في مجاميع مسلحة سمتهم المقاومة الشعبية، والذين بدورهم يمارسون أعمالهم الإجرامية بحق من رحبوا بهم من قتل وسرقة ونهب وكل فعل قبيح يجرمه القانون.
وسارت تعز على خطى عدن وبقية المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال، حيث عمل مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي فيها على تحرير القتلة والمجرمين من السجن المركزي في المدينة، وضمهم إلى صفوفهم، لتتكاتف جهودهم في نشر الذعر بين أوساط المواطنين المقيمين في المناطق تحت سيطرتهم، وتوفير الجو الملائم لجذب أمثالهم من كافة محافظات الجمهورية, كما أوكلت إليهم مهمة قتل وسحل وتقطيع أطراف ونهب وإحراق منازل المواطنين المناهضين للعدوان ومرتزقته، وكذلك تفجير المساجد والأضرحة ونبش القبور وإخراج رفاة الموتى، حيث كان لها الدور الأكبر في المجازر التي طالت آل الرميمة والتي رآها العالم أجمع.
لقد تولى حزب الإصلاح مهمة خلق مناخ مناسب للمجرمين والقتلة وإيوائهم ضمن تشكيلاته، فقد قامت مليشياته التي كان يقودها الهارب حمود سعيد المخلافي في تعز، بالهجوم على السجن المركزي وتهريب 1200 سجين في الشهر الثالث للعدوان، ليسلكوا درب المرتزقة في القتال ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية، ويعززوا من حظوظ الجماعة في تصدر مشهد الحرب ونيل المركز الأول في قائمة العملاء والخونة، خصوصاً بعد ظهور جماعات منافسة لها أبرزها مرتزقة حماة العقيدة المكونة من المتشددين في التيار السلفي بقيادة عادل فارع الملقب بـ(أبو العباس)، والذي بدوره تصارع مع المخلافي بغية الحصول على ذلك المركز ونيل رضا المعتدين .
وأفادت معلومات عن اتهام المنافق أبو العباس للعميل الهارب المخلافي باستيعابه 200 سجين من الفارين من مركزي تعز بعد أن حررهم، ضمن كتائب الموت التابعة له والتي يقودها المرتزق يوسف الحياني, استخدمهم للقضاء عليه وعلى مقاتليه في حماة العقيدة.
ويتواجد الآن في محافظة تعز قرابة 23 تنظيماً إرهابياً، حسب معلومات وردت في عدة وسائل إخبارية محلية وعالمية, مشابهة لتلك التي في سوريا وليبيا، وقد أوجدها العدوان السعودي لتفخيخ المحافظة وإدخالها في دوامة صراع طائفي وعقائدي يندرج ضمن مخطط تآمري لإدخال اليمن بأكمله في ذات الصراع، وتحويله إلى وكر للجماعات الإرهابية التي تهدد العالم.
يقول محمد المغلس (اسم مستعار) مدرس في مدرسة متواجدة في مناطق سيطرة المرتزقة بمدينة تعز: شهدنا في المنطقة التي نسكن فيها موجة عنف كبيرة مارسها مرتزقة العدوان ضد المواطنين، من نهب لأموالهم وممتلكاتهم وتعذيب من يقف في طريقهم وأحياناً قتله, بالإضافة إلى حالة من الانفلات الأمني صاحبها تفشٍّ للجريمة، وما تروجه جماعة الإصلاح والسلفيين من أنهم يكافحون الجريمة هي دعايات إعلامية لأن الأمن منعدم تماماً, والغريب أن من يقومون بالأعمال التخريبية ليسوا من أبناء المحافظة فقط، بل من مختلف المحافظات، وهذا ما يجعلنا نتأكد أن من يسمون أنفسهم مقاومة شعبية يقومون باستيراد المجرمين والقتلة من بقية المحافظات ليستمروا في ما يقومون به.
سيف محمد مثنى، أحد أفراد اللجان الشعبية في جبهة تعز، أوضح أن المناطق والأحياء الواقعة تحت سيطرة المرتزقة في المدينة تحولت إلى مسرح تقوم فيه عصابات الإصلاح والجماعات التكفيرية بارتكاب جرائمها ضد المواطنين, والتي جعلت منها عملاً يومياً تقوم به عناصرها الإجرامية.
النقيب علي محمد التام، ضابط في الأمن العام بوزارة الداخلية، تحدث لـ(لا) عن أن معظم المجرمين الفارين من وجه العدالة وكذلك المطلوبين أمنياً يتم إلقاء القبض عليهم في النقاط التابعة للأجهزة الأمنية واللجان الشعبية على الطرق المؤدية للمناطق التي يسيطر عليها العدوان ومنافقوه, كذلك من يتم إلقاء القبض عليهم داخل العاصمة هم من القادمين من تلك المناطق أيضاً بغرض زعزعة أمن المناطق الواقعة تحت سيطرة القوى الوطنية.
يتفرد حزب الإصلاح في استخدام أصحاب السوابق من القتلة والمجرمين، للقيام بتنفيذ الأعمال الإجرامية لتحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها بأساليبه الدينية أو السياسية، وهذا ليس بغريب عن الإصلاح باعتباره فرعاً لجماعة الإخوان المسلمين، ويستمد منهجه منها.

إصلاح اليمن وإخوان مصر نفس النهج والأساليب
إن النهج الذي يتبعه حزب الإصلاح في استخدامه أصحاب السوابق والمطلوبين أمنياً لينشر الفوضى والتخريب بغرض الوصول إلى الأهداف التي يسعى لتحقيقها، هو النهج العام لتنظيم الإخوان المسلمين في مصر، وأينما وجدوا, فقد شهدت عدة مناطق في جمهورية مصر العربية سلسلة من الأعمال الإرهابية خلال الأسابيع الماضية، آخرها التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية التابعة للمسيحيين بالعباسية، وراح ضحيته عشرات الأبرياء، تزامناً مع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي.
وظهرت هذه الأعمال الإجرامية بعد ثورة المصريين في 30 يونيو 2013، والتي جرّدت الإخوان المسلمين من ملابس السلطة التي ارتدوها في 2011 بعد أن عاثوا في مصر فساداً, حيث تداولت وسائل إعلام مصرية أنباء أفادت بأن ما يحدث في مصر من أعمال شغب وانتشار للجريمة يأتي ضمن الخطة التي وضعها التنظيم عقب الثورة التي أطاحت به، بهدف تفكيك الدولة ونشر الفوضى في أرجاء البلاد لإثارة الرأي العام المصري ضد النظام وإنزاله إلى شوارع مصر كما فعل قبل 6 أعوام والصعود على ظهر الشعب أملاً في العودة إلى مقاعد السلطة.. واتهم نواب في البرلمان المصري جماعة الإخوان بضلوعها في تفجير الكنيسة البطرسية رداً على الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا بإعدام القيادي في الجماعة الإرهابي حبارة. مطالبين السلطات الأمنية والجيش بإيقاف الجماعة ووضع حدّ لتماديها منذ 3 سنوات.. وأرجعت بعض القيادات المصرية السبب في تصعيد جماعة الإخوان لأعمالها الإرهابية، إلى ما أعلنته السعودية وتركيا عن عزمهما رفع اسم التنظيم من قائمة التنظيمات الإرهابية، وأتت هذه الخطوة السعودية بعد 3 أعوام من صدور قرار من الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوضع الجماعة في قائمة الإرهاب.. ليس هذا فقط ما تقوم به مملكة قرن الشيطان في دعم للجماعات الإرهابية وتسخيرها لخدمة مشاريعها, بل إنها ومنذ أكثر من 20 شهراً وهي تشن عدوانها الظالم على اليمن، مستخدمة فيه شتى وسائلها الممكنة، حيث قامت بقصف مباني السجون في اليمن، لعل وعسى تضمن بقاء القتلة والمجرمين أحراراً لتستطيع أن تجندهم كمرتزقة يحاربون في صفها وصف عملائها.

الغرض من استهداف طيران العدوان للسجون
شهدت المدن اليمنية غارات جوية نفذها طيران العدوان واستهدفت بشكل مباشر ومركز السجون المركزية في كثير من محافظات الجمهورية، وخرجت بسببها 9 سجون مركزية عن الجاهزية, في تناسق واضح مع هجمات مرتزقته من حزب الإصلاح على السجون وإطلاق سراح مئات السجناء الذين كانوا محتجزين على ذمة قضايا خطيرة جنائية وتخريبية, وقيام العدوان السعودي الأمريكي باستهداف السجون هو محاولة لإعادة استنساخ تجارب العراق وليبيا ومصر في عمليات تهريب المجرمين لإغراق البلاد في أتون الفوضى والعنف, مستخدماً وسائل إعلامه للتضليل وتصوير هؤلاء الهاربين من السجون على أنهم محتجزون من قبل الجيش واللجان الشعبية.
 رغم أن القوانين الدولية تجرم قصف السجون كونها ليست أهدافاً عسكرية، إلا أن المجتمع الدولي غض الطرف عما تقوم به طائرات العدوان السعودي، استمراراً في السكوت عن العدوان بشكل عام، كون المعتدين اشتروا إنسانية العالم وقوانينه التي قاموا بإيقاف تطبيقها عليهم وإلحاقها بغيرهم متى أرادوا ذلك.
يرى ياسر الكليبي (ملازم ثاني) عمل في السجن المركزي بصنعاء، أن إدخال العدوان السعودي السجون المركزية ضمن بنك أهدافه الغرض منه عرقلة متابعة المجرمين وملاحقتهم، حيث لن تجد الداخلية أماكن آمنة من القصف تسجنهم فيها، وفي حال قيامها بذلك فستتحمل المسؤولية تجاه أمنهم وسلامتهم.
ونوه الملازم ياسر إلى أن انتشار التنظيمات الإرهابية في المناطق التي تسيطر عليها جماعات المرتزقة أتى نتيجة توجه الفارين من العدالة إلى تلك المناطق التي وجدوا فيها راحتهم في إشباع شهيتهم الإجرامية, وبقاء هذه التنظيمات خصوصاً في تعز يهدد أمن المنطقة بأكملها، وليس أمن اليمن فقط, كونها تشكل خطراً يهدد خط الملاحة الدولية المتمثل في مضيق باب المندب.
ويضيف الكليبي أن هذه الأعمال لن تثني الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية عن أداء واجبها وملاحقة العناصر الإجرامية التي ينشرها العدوان في مناطق سيطرته, وما الأخبار التي نسمعها يومياً عن إنجازاتها في إحكام قبضتها الأمنية، إلا دليل واضح على فشل العدوان وعملائه في تحقيق مآربهم من قصفهم للسجون وتهريب المجرمين منها.
مناطق سيطرة القوى الوطنية تخلو من المجرمين
نجحت أجهزة الأمن واللجان الشعبية في إحكام قبضتها الأمنية على العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي لم يصل إليها العدوان ومرتزقته، ومنعتهم من تنفيذ مشاريعهم القذرة فيها, يظهر هذا من خلال الإنجازات المتلاحقة التي تحققها، حيث لا يخلو يوم دون القبض على أفراد أو مجاميع من العناصر المطلوبة أمنياً.
فقد تمكنت الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية من ضبط خلايا العدوان التابعة لحزب الإصلاح، ومنعها من تنفيذ أي أعمال إرهابية تهدف إلى زعزعة امن العاصمة وغيرها من المناطق لإحداث ثغرة أمنية تتمكن من خلالها من تفعيل بقية عناصرها النائمة, حيث ضبطت خلال الشهر الماضي 2761 متهماً ومشتبهاً به على ذمة جرائم وقضايا جنائية مختلفة وقعت في عدد من المحافظات, وهذا يوضح حجم ما تبذله هذه الأجهزة من جهود ميدانية وتضحيات في سبيل حفظ الأمن العام وحماية ممتلكات المواطنين ومواجهة مؤامرات العدوان وعملائه في الداخل التي استهدفت المدنيين بدرجة أساسية.. وقد كشفت الأجهزة الأمنية بعد ضبطها لأخطر خلية إرهابية تابعة للعدوان، عن المخططات التي كانت تسعى تلك الخلية والتي قبلها إلى تنفيذها في العاصمة صنعاء خلاف ما نفذته سابقاً من جرائم تنوعت بين اغتيالات وزرع عبوات ناسفة واستهداف نقاط أمنية وحيازة أسلحة ثقيلة ومتوسطة ضمن خلايا إجرامية منتشرة في العاصمة ومحافظات أخرى.
وبينت الاعترافات التي أدلت بها تلك العناصر أنها تعمل على تحديد أهداف لطيران العدوان ورفع الإحداثيات إلى غرف العمليات، فضلاً عن رصدها لتحركات الشخصيات وأماكن إقامتها، وكذا رفع إحداثيات المنشآت العسكرية والمدنية.. وقال الضابط علي العفيف، يعمل في أحد مراكز شرطة العاصمة، إن القسم الذي يعمل فيه استطاع أن يلقي القبض منذ بداية العدوان على أكثر من 180 مطلوباً أمنياً، معظمهم يعملون ضمن خلايا إرهابية تابعة للعدوان, وأن كل قسم شرطة في العاصمة وغيرها تمكن من ضبط المطلوبين في الأحياء الخاصة به، مما كبّل أيادي العدوان بسلاسل فولاذية صنعتها أجهزة الأمن واللجان الشعبية، ولن يتمكن المعتدون وأذنابهم من كسرها مهما حاولوا.
يبدو أن محاولات العدوان الساعية لتفخيخ الوضع في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية، ستستمر في فشلها بفضل الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن مسنودة باللجان الشعبية والمواطنين الشرفاء, وما فرار المجرمين وأصحاب القوائم السوداء إلى المناطق التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان ومن هم على شاكلتهم, إلا لأنهم لا يستطيعون التحرك بحرية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان، مع وجود العيون الساهرة التي تحمي العاصمة والمحافظات الحرة غير الساقطة في عمالة العدوان.