لا يكاد تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن يغادر طاولته التي يخطط فيها لتصعيد عملياته العسكرية وحصاره، حتى يتلقى ضربات موجعة وجديدة من أبطال الجيش واللجان الشعبية وُجهت لأهداف نوعية واستراتيجية، كتصعيد استباقي لرفع وتيرة عدوانهم.
فإرسال القوة الصاروخية للجيش واللجان، السبت الماضي، صاروخاً باليستياً جديداً سمته (بركان H2) إلى ثاني أهم مناطق مملكة قرن الشيطان الصناعية، وهي مدينة (ينبُع)، مستهدفاً أبرز مصانعها (مصافي تكرير النفط)، أتى رداً على عمليات إعدام الأسرى التي نفذتها جماعات سلفية داعشية تابعة للعدوان، كما أن دفعة الصواريخ من نوع (بركان 1) التي أرسلتها، الخميس الماضي، إلى قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، هي تحذير لتحالف الشر في حال صعّد عدوانه حتى نهاية العام الجاري، كما جاء في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة، ليضيف متغيراً جديداً في معادلة المعركة، وورقة ضغط سياسية تصرفها القوى الوطنية على أية طاولة مفاوضات قادمة. 
من (الصرخة) إلى (بركان H2) 
ي ذكرى الصرخة
ظهر أول إنجاز للهندسة العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية في الشهر الرابع للعدوان، عندما أعلنت عن صاروخ (الصرخة) قريب المدى, بعده ظهر صواريخ (النجم الثاقب), و(صمود), و(الزلزال) بأنواعها, ولم تتوقف عند ذلك، بل طورت وصنعت بعده عدة صواريخ متوسطة المدى مثل (قاهر 1 و2).
وبسبب الجهود الكبيرة للقوة الصاروخية، والتي أحدثت نوعاً من التوازن في المعركة رغم فارق الإمكانيات التسليحية بينها وبين العدو, فقد انتقلت من مرحلة الرد العسكري على الحدود السعودية, إلى ضرب أهداف هامة داخل العمق السعودي بصواريخ (سكود) وأطوارها التي عملت على تحديثها كـ(بركان 1 و2) اللذين استهدفا عدة قواعد عسكرية تابعة للعدو في كل من الرياض والطائف وجدة.
فعندما استهدفت مدينة الرياض لأول مرة بـ(بركان 1)، توعد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الأعداء بأن الأيام القادمة ستشهد صواريخ ما بعد الرياض.
وظهور (بركان H2) الذي ذهب الأسبوع الماضي إلى ما بعد الرياض، مستهدفاً (مجمع مدينة ينبع الصناعي)، والذي يبعد أكثر من ألف كيلومتر عن أقرب نقطة إطلاق من الحدود اليمنية, هو تدشين لمرحلة ما بعد الرياض وما بعد بعد الرياض التي تحدث عنها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه بمناسبة ذكرى الشهيد، في فبراير الماضي.

التدشين في ينبع والجبيل
الهدف القادم
صُعقت دول العدوان من الضربة الباليستية التي أصابت مصافي تكرير النفط السعودية في ينبع, لأنها لم تتوقع أن ما تحدث به السيد القائد عن (ما بعد الرياض) نابع من ثقة بقدرة القوة الصاروخية على ترجمة كلامه وإضافته كعنصر لإحداث تغييرات في المعادلة العسكرية, وقال نائب الناطق الرسمي للجيش واللجان الشعبية العقيد عزيز راشد، لصحيفة (لا) إن المفاجأة التي أحدثتها القوة الصاروخية ببركان H2 تعتبر نقلة نوعية وعملية استباقية ضد أهداف استراتيجية وذات طابع حيوي وهام للسعودية.
وأضاف العقيد راشد أن الصاروخ ترجم كلام السيد عبدالملك في وقت سابق على أرض الواقع, فقد استهدف مدينة ينبع ثاني أهم وأكبر منطقة صناعية في السعودية بعد مدينة الجبيل, وبالتالي تعتبر ضربة سياسية وعسكرية زعزعت ثقة المجتمع السعودي بالمنظومات الدفاعية التي جلبها النظام للتصدي للصواريخ اليمنية مثل منظومة الباتريوت, كما حيدت منظومة الدفاع الصاروخي (ثاد) الاستراتيجية، والتي تعتبر من الجيل الخامس، وكلّفت قرن الشيطان 110 مليارات دولار، حسب المعلومات.
ويظهر من حديث نائب الناطق باسم الجيش واللجان أن مدينة ينبع كانت أول فريسة للباليستي H2, والمخصص لافتراس مثل هذه الأهداف، حيث إن احتمالاً كبيراً بأن فريسته القادمة ستكون مدينة الجبيل السعودية, وهي أكبر منطقة صناعية لديها.
وقد أكد العقيد عزيز راشد للصحيفة أن لهجة بيان القوة الصاروخية للجيش واللجان جادة للغاية فيما طرحه بشأن استمرار العدوان باستهداف المدنيين, حيث إنها في تلك الحالة ستضرب أهدافاً أكثر حيوية من سابقاتها، خصوصاً وأن لديها بنكاً كبيراً من تلك الأهداف, وعلى ذلك فإن التحذيرات التي وجهتها في البيان للشركات الأجنبية العاملة في السعودية بأن عليها حزم أمتعتها والمغادرة، جادة ويجب الاستجابة لها.

المرحلة الجديدة ستغير المعادلة 
إن الردع العسكري لصواريخ هذه المرحلة والرعب الذي ستحدثه في صفوف العدو بضرباتها الموجهة إلى عقر داره, من شأنها أن تمنعه من الاستمرار في تصعيد عدوانه, لا سيما وأن أربابه أمروه بالتصعيد حتى نهاية العام, ويضيف نائب ناطق الجيش واللجان الشعبية إلى ذلك أن السعودية لديها عقدة نفسية واستكبارية تجاه اليمن, بحيث تريد القول بأنها من انتصر في هذه الحرب لتخرج بماء الوجه, غير أن الصواريخ المطورة في هذه المرحلة ستجبرها على الخضوع لحل سلمي، وستقربها لخوض مفاوضات مباشرة معنا.
وأشار النائب عزيز في حديثه لـ(لا) إلى أن لجوء تحالف العدوان لإعدام أسرى الجيش واللجان عن طريق جماعاته السلفية الإرهابية, تغطية لفشله في سواحل المخا والمناطق المجاورة لها، الذي زاد بعدم قدرته على التصدي للضربات النوعية التي وجهت لبوارجه وزوارقه الحربية, سيترتب عليه رد عنيف من قبل القوة الصاروخية كما حصل في ينبع.
كما تحدث عن أن تقدم بوارج الإمارات الحربية في المياه اليمنية بصورة استفزازية لمساندة زحوفات مرتزقتها, سيواجهه الجيش واللجان بالرد بضرب جميع الأهداف التابعة لها من بينها المدنية, كحق في الرد كما نص عليه قانون المياه الدولية الذي أقر عام 90 وما قبله, وبالتالي فإن القوة الصاروخية ستفاجئها بما هو موجود لديها، فمن استطاع تطوير مدى الصواريخ من 300 إلى 1000 كيلومتر وأكثر في نقلة نوعية، قادر على تطويرها لتصل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.. إن الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن الذي تتمتع به قيادة ومشرفو القوة الصاروخية وكذلك وحدات القناصة, جعل منهما أكثر وحدات الجيش واللجان التي ألحقت بتحالف العدوان خسائر فادحة, ويجب على بقية القوى العسكرية اليمنية المتقاعسة أن تسلك نفس المسلك الذي سلكته تلك الوحدات كي تلحق بالعدو هزيمة ساحقة, مثل وحدات الدفاع الجوي التي تضمن فور تحييدها طيران العدوان حسم الحرب لصالح اليمنيين.

تقاعس وتخاذل في الدفاع الجوي
اتضح أن للنجاح النادر لدفاعاتنا الجوية في تحييد سلاح الجو التابع للعدوان ومرتزقته, أسباباً لا تصنف في هذه المرحلة التي يمر بها البلد إلا في قائمة الخيانة.
فقيادة قوات الدفاع الجوي لم تحذُ حذو قيادة القوة الصاروخية وقيادة وحدة القناصة, اللتين رجحتا كفة ميزان المعركة لصالح الجيش واللجان رغم إمكانات العدو الهائلة والحديثة, بالجهود الجبارة التي تبذلانها في سبيل تطوير قدرات الأفراد المنتمين إليهما.
وحسب ما ورد في تصريحات العقيد عزيز راشد، فإن إدارة الدفاع الجوي لا تبذل جهوداً في تفعيل مهندسيها, الذين وللأسف الشديد يقعد معظمهم في البيوت, فيما البقية مصابون بالإحباط لأن إدارتهم لم تعمل على توفير أماكن آمنة لهم تمكنهم من إبراز قدراتهم الهندسية لإعادة تفعيل منظومات الدفاع الجوي, وهذا تقصير كبير جداً من قبلها.. وأضاف العقيد راشد إلى ما سبق أن السيد عبدالملك الحوثي حثّ الإدارة على توفير المتطلبات للمهندسين, ولكن هناك تخاذلاً من بعض قياداتها ومشرفيها, وما يبذله الشرفاء فيها من جهود لمحاولة إسقاط طائرات العدو خصوصاً في سماء نجران, يعد إنجازاً كبيراً, وفي حال تعاون جميع منتسبي هذه القوة في إعادة تفعيل وتطوير منظومات دفاع الجو، وتتمكن من إسقاط ولو قليل من الطائرات المعادية، سيوقف العدوان أعماله العسكرية ويرضخ للحلول والمفاوضات.

تفعيل منظومة الرادار والإنذار المبكر 
وفي سياق متصل، قال نائب ناطق الجيش واللجان إنهم استطاعوا استعادة منظومة الرادار والإنذار المبكر, الأمر الذي أعطى أبطال الجيش واللجان الشعبية قدرات عالية على التخفي والتمويه, وكذلك الانسحاب من المواقع المدرجة على خرائط القصف لطيران العدوان, كما مكن الإعلام الحربي من الاستعداد لتصوير وتوثيق تلك الضربات وعشوائيتها لمحاسبة مرتكبيها بعد انتهاء الحرب. 
واستدل راشد على نجاح ذلك بطائرة الاستطلاع التي أسقطها الجيش واللجان، الأسبوع الماضي، في نجران, حيث تم رصدها بواسطة تلك الرادارات، بينما كانت تقوم بتصوير ورصد بعض المناطق تمهيداً لقصفها, وعلى الفور تم التعامل معها عن طريق التتبع الصاروخي.
وتطرق العقيد عزيز راشد إلى الحديث عن توصل الجيش واللجان لحطام الطائرة, واكتشاف الكثير من المعلومات الاستخباراتية، ومنها خرائط لمواقع مستهدفة داخل اليمن، إضافة إلى معلومات وصور تم التقاطها لمواقع عسكرية.