تمكنت من تفكيك 320 عبوة ناسفة وضبط 11.615 متهماً و2551 إرهابياً خلال العام الماضي
الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية.. نجاح استثنائي


أتى العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لاستكمال تنفيذ المشروع الذي أفشلته ثورة 21 أيلول بقيادة أنصار الله، بعد أن كان العميل هادي والإخوان المسلمون بقيادة علي محسن، ومن معهم من أيادي العمالة والوصاية، قد شرعوا في تنفيذه فور صعودهم إلى كرسي السلطة، مستخدمين عناصرهم من تنظيم القاعدة وداعش كوسيلة لتحقيق ذلك، عبر زعزعة الوضع الأمني وخلخلته في عدة مدن يمنية ضربها إعصار الإرهاب، تزامناً مع تعطيل دور الأجهزة المختصة في مكافحته، إلا أن الثورة بلجانها الشعبية أصلحت ذلك العطل، وأعادت الحياة لتلك الأجهزة التي سطرت أروع الأمثلة في محاربة تلك الآفة الخطيرة التي تهدد العالم أجمع، وأصبحت تملك سجلاً حافلاً بالمنجزات بعد تمكنها من القضاء عليها في مناطق سيطرة القوى الوطنية.
هادي والإخوان يستهدفون الأمن والثورة تصدهم
استهداف أفراد الأمن سهل المهمة على عناصر الإرهاب, فقيام أذناب العمالة بتفكيك الأجهزة الأمنية عن طريق مشروع الهيكلة التآمري، وجعلها لقمة سائغة للعمليات الإرهابية, كان الهدف منه هو إضعاف قدراتها وإمكانياتها في مكافحة الإرهاب، وما حدث لجنود قوات الأمن المركزي في ميدان السبعين بصنعاء من مجزرة إرهابية ارتكبها انتحاريون تابعون لتلك الأذناب، حصدت أرواح المئات من منتسبي القوات, وما حدث لجنود ذات الوحدات في معسكر السقاف بعدن من عمليات قتل جماعية نفذها ضباط العميلين هادي ومحسن الأحمر، وأيضاً قيامهما بتسليم رقاب الجنود في كل من أبين والضالع وشبوة لسكاكين تنظيم القاعدة التابع لهما, إدانة واضحة لمن تولوا زمام أمور السلطة من أيادي العمالة، فضحت حقيقة مؤامراتهم أمام الشعب.
لقد ساد العنف معظم مناطق الجمهورية، من بينها العاصمة مقر الحكومة اليمنية، والتي انتشرت فيها عمليات الاغتيال الممنهجة بحق ضباط وجنود في الأمن والجيش وسياسيين وصحافيين، كان الرابط بينهم هو وقوفهم ضد المشروع الأمريكي الإسرائيلي في اليمن.
لم تكن عمليات تصفية أولئك الوطنيين كافية لإنجاح مهمة العملاء، فطالت عمليات القتل الجماعي المواطنين العاديين في المستشفيات والمساجد والأسواق، حيث تم استهدافهم فيها من قبل عناصر الإرهاب بتفجيرات انتحارية وجرائم قتل وحشية أفقدت المواطن الثقة بالأجهزة الأمنية والجيش، كون الأمن انعدم تماماً إلى درجة شعور كل فرد من أبناء الشعب أنه مستهدف من قبل أولئك القتلة في أية لحظة، ومثالاً على ذلك قيامهم بتفجير مسجدي بدر والحشوش أثناء صلاة الجمعة، واستهداف المرضى والأطباء في مستشفى العرضي بوزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء. ظل المجتمع اليمني يعاني من الانفلات الأمني حتى ظهرت قوى وطنية وضعت حداً لتلك الأعمال القذرة الهادفة إلى تفكيك النسيج الاجتماعي ومسخ هويته. 
قامت ثورة 21 سبتمبر 2014 من أجل إنقاذ المجتمع اليمني من بطش الإرهاب، ونسف مشاريع الوصاية الخارجية، ومعالجة جراح الأجهزة الأمنية التي أثخنتها بها الهيكلة, فقد عملت اللجان الشعبية على محاربة عناصر الإرهاب التابعة للإصلاحيين، وتطهير الأرض اليمنية من نجاسة فكرها العفن, كما استطاعت إعادة تفعيل دور أجهزة الأمن عبر حقنات عقائدية وطنية عرّفت المنتمين لتلك الأجهزة بحقيقة ما يجري، وبعدالة وصدق القضية التي قامت الثورة من أجلها, فاصطفوا بجانبها للدفاع عن قضية وطنهم.
المواطن محمد القفيلي (47 عاماً) فقد ابنه في الهجوم الإرهابي على الجنود بميدان السبعين، يقول: بسبب تدهور الوضع الأمني في فترة حكم الدنبوع لم نكن قادرين على التحرك بحرية ونحن مواطنون عاديون لسنا ضباطاً أو قياديين سياسيين, ولم أتوقع أن يكون ابني صالح أحد ضحايا المجرم عبد ربه منصور وسفهاء الإصلاح.
أما صادق السلمي (38 عاماً) جندي في الداخلية، فيقول: فقدنا الأمل في التغلب على عناصر تنظيم القاعدة وداعش الذين ظهروا دون سابق إنذار في العاصمة وبقية المحافظات، وقاموا بسفك دماء زملائنا وأبناء الشعب, وكنا نشعر بالعجر حتى أتى أنصار الله فكانوا هم الأمل الذي انتظرناه طوال فترة حكم هادي ومن معه، والتي تجرعنا فيها مرارة الأعمال الإرهابية, حيث قاموا بإعادة فاعلية أجهزتنا، ووقفوا إلى جانبنا في حربنا ضد تلك التنظيمات ومن يقف وراءها حتى قضينا عليها.
القضاء على الإرهاب أزعج المتآمرين ودفعهم لشن العدوان
تمكنت الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية من القضاء على ظاهرة الإرهاب في المناطق المنتشرة فيها, ولخطورة التهديد الذي شكله ذلك في نجاح مشروع الدول الاستكبارية ظهر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي في وسائل الإعلام مخاطباً الكونجرس الأمريكي وحلفاءه، بأن هناك تهديداً كبيراً شكلته الثورة القرآنية (الحوثيين حسب تعبيره) على مصالحهم في اليمن والمنطقة بأكملها، وكان هذا قبل العدوان بـ3 أسابيع، خصوصاً وأن عميلهم هادي وجماعة الإصلاح قدموا استقالتهم بعد انقلابهم على اتفاق السلم والشراكة الذي أنتجته الثورة.
فرّ هادي ومن معه من العملاء من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن التي أعلنوها عاصمة مؤقتة لهم سيمارسون منها مهام العمالة واستكمال المشروع, وأعلنوا صنعاء مدينة محتلة من قبل الرافضين للوصاية، ويجب تحريرها لتعود إلى فناء الوصاية مرة أخرى, وعندما رأت دول الوصاية أن فرار عملائهم لم يجدِ نفعا مع إصرار القائمين بالثورة الشعبية على رفع الوصاية عن الوطن, بادرت بشن عدوانها بقيادة السعودية على اليمن أرضاً وانساناً، مستخدمة أعتى أنواع الأسلحة وأحدثها، إلا أنهم فشلوا في تركيع الشعب اليمني وإخضاعه لرغباتهم، كونهم لم يجدوا من يقف معهم في المناطق الشمالية, فحاولوا فعل ذلك في المناطق الجنوبية التي احتلتها قواتهم المتمثلة في خليط من المرتزقة مختلفي الجنسيات ومسلحي التنظيمات الإرهابية, وسعوا إلى رسم صورة كاذبة لمشروع عدوانهم الذي خدعوا به أبناء تلك المحافظات بأنه أتى لتحريرهم من الروافض والمجوس، وحدث العكس من ذلك, حيث اختفى الأمن الذي أوجده أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين سماهم المعتدون روافض ومجوساً، قبل أن ينسحبوا من عدن تلبية لرغبة أبنائها المخدوعين, وحلّ بدله الخوف الذي أوجدته تنظيمات العدوان الإرهابية.
أرادت السعودية وعملاء الرياض نقل الصورة السيئة التي أوجدوها في مناطق سيطرتهم إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية, فعمدوا إلى استخدام منافقيهم والدفع بهم إلى صنعاء، وإيقاظ خلاياهم النائمة فيها وفي مدن أخرى، بهدف إحداث ثغرات أمنية تمكنهم من دخولها وتحويلها على مستنقعات حاضنة للإرهاب والتطرف, غير أن جهود الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية المبذولة في سبيل إحكام القبضة الأمنية في المناطق التي لم تطأها أقدام الغزاة ومرتزقتهم، حالت دون تحقيقهم لهدفهم, وبالرغم من الإمكانات الكبيرة التي يملكونها، وقصفهم للمنشآت الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، واستهداف السجون القابعة فيها عناصرهم الإرهابية بغارات طيرانهم لإطلاق سراحها، فشلت في إرخاء قبضة الأمن المستندة على صدق القضية وقوة العقيدة, والتي بدورها تستمر في تحقيق الإنجازات الأمنية منذ بداية العدوان, حيث لا يخلو يوم من تداول وسائل الإعلام أخباراً تفيد بتحقيق إنجازات أمنية في محافظة معينة أو عدة محافظات، تتمثل في تفكيك عبوة ناسفة أو القبض على مطلوبين للعدالة أو ضبط مخازن أسلحة وخلايا تابعة لحزب الإصلاح تعمل لخدمة العدوان.
وتبين اعترافات عناصر الخلايا الذين تم ضبطهم أنهم تابعون لحزب الإصلاح، ومهمتهم هي تنفيذ عمليات اغتيال بحق سياسيين وعسكريين مناهضين للعدوان، والعمل على مد غرفة عمليات طيرانه بالإحداثيات لأماكن مدنية وعسكرية عديدة.
إنجازات من ذهب للأجهزة الأمنية واللجان الشعبية 
أدركت القوى الوطنية نية العدوان في استهداف الأمن داخل مناطق سيطرتها، بعد أن فشلت قواته في دخولها, وتحركت على إثرها الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية بما تملكه من وسائل بسيطة لا تقارن بما يملكه العدو، لإفشال ذلك المخطط الخبيث الذي يعد نجاحه كارثة كبيرة تحول صنعاء والمناطق الحرة إلى حلبة صراع للتنظيمات الإرهابية. فكثرت إنجازاتها خلال فترة العدوان نتيجة ارتفاع نسبة الجريمة بسبب دفع السعودية وعملائها بدواعشهم لإقلاق السكينة العامة، وسهل القصف تحركاتهم داخل العاصمة وعدة مناطق أخرى، ما جعلها تشهد نشاطاً كبيراً لتجارة الحشيش وعمليات السرقة والنهب المتنوعة وزرع العبوات الناسفة, إلا أن الأجهزة التابعة للأمن واللجان استطاعت فرض سيطرتها على تلك المناطق، وكبّلت تلك العناصر المارقة والخادمة لمشاريع العدوان، وأحرزت إنجازات كبيرة في الجانب الأمني لم يتوقعها أحد في ظل القصف والإمكانيات البسيطة التي بحوزتها منذ الشهر الأول للعدوان, وارتفعت نسبة الإنجازات خلال 2016 من تفكيك للعبوات الناسفة وعمليات ضبط للعناصر الإجرامية واعتقال للمرتزقة المقاتلين ضد الوطن طيلة أشهر السنة.
وقامت أسبوعية (لا) بإعداد إحصائية لتلك الإنجازات خلال السنة التي غادرت التقويم بالأمس، واعتمدت في ذلك على أرشيف معلوماتها ومصادر خاصة، وكذلك وكالة الأنباء اليمنية (سبأ), وتمثلت في تفكيك 320 عبوة ناسفة زرعتها الخلايا الإرهابية التابعة للعدوان في أكثر من منطقة بعموم المحافظات المسيطرة عليها القوى الوطنية, وضبط حوالي 11.615 متهماً ومطلوباً على ذمة قضايا جنائية، تقاسمتها الأشهر كالتالي: 297 في يونيو, و2538 خلال يوليو, فيما كان نصيب أغسطس 2913، وأكتوبر 3106، أما نصيب نوفمبر فكان 2761. كما أنها ألقت القبض على 2551 عنصراً إرهابياً ومرتزقاً في صف العدوان، بالإضافة إلى 9 خلايا إرهابية تابعة لحزب الإصلاح و7 عصابات سرقة, وضبطت 9 سيارات محملة بالأسلحة، و5 مخازن احتوت على أسلحة وذخيرة وعبوات ناسفة, ومعملين لصناعة الأحزمة والعبوات الناسفة، و3 أطنان و809 كيلوجرامات من مادة الحشيش، وإتلاف 20 طناً منها.
وتفيد أقوال بعض الضباط في الأمن ومشرفي اللجان الشعبية لصحيفة (لا)، أن تلك الإنجازات لم تأتِ إلا بعد بذل الأجهزة واللجان جهوداً جبارة ساعدتها أيضاً المعلومات التي تحصل عليها من عناصر التحري التابعة لها، وتعاون المواطنين الشرفاء الذين يبادرون بالإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للإرهابيين واكتشاف مخازن أسلحة تابعة لهم.
ويقول النقيب هاني النهمي، ضابط بوزارة الداخلية: إن الإنجازات الكبيرة لأجهزة الأمن المسنودة باللجان الشعبية تظهر كبر حجم الجهود التي يبذلها العدوان من أجل النيل من أمن العاصمة والمناطق المتحررة من مشروع وصايته، بعد أن عجز عن دخولها أمام صلابة أبطال الجيش والمقاتلين من اللجان الشعبية.
ويضيف النهمي: وكما رأيتم في ملحقات وزارة الداخلية الأمنية التي كشفت نشاط تلك العناصر التخريبية التابعة لعملاء العدوان, والتي تبين أن أولئك العملاء في حزب الإصلاح أنشأوا تلك العناصر وضموها لجناحهم الأمني تحت مسمى (العمل الخاص)، ومهمتهم رصد وتنفيذ العمليات الإجرامية لكل من يقف ضد سياسة حزبهم ومشروعه, وامتدت فترات تدريبهم وتأهيلهم من عام 2011م وحتى هذه الأيام، كما استحدث الحزب مؤخراً، وبمباركة ودعم من دول العدوان، معسكراً خاصاً بهم في محافظة مأرب.
إذن، فالجهود التي بذلها أذناب العدوان قبل بدايته، ويبذلونها مع قيادته بعد إعلانه في النيل من اليمن وإخضاعه لمشروع الوصاية، باءت بالفشل، في ظل الصحوة الوطنية لدى أبناء الشعب كافة, والتي أعلنها أنصار الله في 21 سبتمبر 2014، ما صدم الكثير من الدول التي كانت تطمح إلى استمرار فرض وصايتها على البلد مهما كان الثمن في ذلك.