طلال سفيان/ لا ميديا

تعيش المحافظات الجنوبية ما بين كارثتين إعصار لبان القادم على سواحلها, وعاصفة الاحتلال الباسطة على ثرواتها والمهيمنة بشكل مهين على المواطنين في هذه الأراضي التي تشهد هبوب رياح عاتية على كافة مساحتها.
وفي تطور إعصار (لبان) أهابت الهيئة العامة للأرصاد بالمواطنين في محافظتي حضرموت والمهرة وسقطرى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، لاسيما المقيمين على مقربة من الشواطئ.
وذكرت غرفة الأرصاد، أمس السبت، أن على المواطنين توخي الحذر من موجة إعصار (لبان)، التي تقترب بشكل متسارع من محافظتي حضرموت والمهرة.
وأكدت أن الإعصار سيضرب محافظتي حضرموت والمهرة اليوم الأحد، وأن منسوب مياه البحر قد يرتفع، وسيصاحبه أمطار غزيرة، فيما بقيت الجهات المعنية التابعة للاحتلال السعودي والإماراتي مشغولة فقط في الفوضى والتحشيد والسيطرة على حقول النفط، والمؤسسات الإيرادية.
وصعَّد المجلس الانتقالي (الموالي للإمارات) خطواته الشعبية والعسكرية في محافظتي حضرموت وشبوة من أجل طرد القوات التابعة للشرعية (الموالية للسعودية) وسط سعي حثيث من قوات الاحتلالين السعودي والإماراتي إلى تقاسم مناطق سيطرتهما، لاسيما حضرموت والمهرة وشبوة والمطارات والموانئ والسواحل.
وفي محافظة المهرة نظم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً تظاهرة في مدينة الغيضة، تنديداً بحكومة المرتزقة، داعياً إلى إسقاطها والسيطرة على المؤسسات الحكومية.
ودعا انتقالي شبوة، في بيان نشره أمس الأول الجمعة، جماهير المحافظة إلى الاستعداد ورفع درجة التأهب، وانتظار التعليمات والتوجيهات من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة خلال الساعات القريبة القادمة.
وحذرت القوات التابعة للعميل هادي وحزب الإصلاح، أمس السبت، القوات التابعة لـ(الانتقالي) في محافظة شبوة من الاستمرار في اللعب بالنار.
ويأتي بيان (انتقالي شبوة) متزامنا مع سيطرة قوات ما يسمى بـ(النخبة الشبوانية) على المؤسسات الإيرادية ومصادر الاقتصاد في شبوة، ودخولها في مناوشات عسكرية مع قوات تابعة لحكومة العميل هادي، وبالذات ما شهدته مدينة نصاب في محافظة شبوة، الإثنين الفائت، من توتر بين قوات النخبة وقوات اللواء 163 التابع لهادي بعد نشره لنقاط عسكرية بين نصاب ومرخة في بيحان بهدف تأمين الإمدادات العسكرية القادمة من محافظة مأرب.
وتزامنت هذه التطورات مع وصــول دعم إماراتي كبير لقــــوات النخبـة الشبوانية، تمثل في 150 عربة نقل جنود و4 طائرات أباتشي، في إشارة لساعة الصفر لحرب ستندلع بين القوتين العميلتين للسعودية والإمارات بهدف السيطرة على ثروات الجنوب.
وكانت مليشيا النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات سيطرت، الأحد الماضي، على ميناءين نفطيين (بلحاف والنشيمة) وعدد من المعسكرات في محافظة شبوة، إثر هجوم قابلته قوات العميل هادي بالانسحاب دون مقاومة.
وجاءت السيطرة على الميناءين والمعسكرات استجابة لدعوة (الانتقالي)، الحليف الآخر للإمارات، في بيانه الصادر قبل أيام، إلى الاستيلاء على المؤسسات والموارد وطرد قوات هادي.
وفيما تشهد مدينة عدن عمليات تحشيد متبادل بين القوات التابعة لهادي والإصلاح من جهة، والقوات التابعة للانتقالي المدعوم من الإمارات من جهة أخرى، دفعت الإمارات، الأحد الماضي، بقوة عسكرية كبرى تضمنت 8 دبابات نقلتها من مقر التحالف في البريقة إلى مطار عدن الدولي في خور مكسر.
وجاءت تلك الخطوة بعد انتشار عناصر من لواء المحضار التابع للعميل هادي في مديرية الشيخ عثمان، وتوزيع وزارة الداخلية التابعة لهادي أسلحة لمؤيدي حكومة هادي في خور مكسر والعريش والشيخ عثمان.
واحتجزت القوات الإماراتية 6 خبراء عسكريين أوكرانيين لحظة وصولهم إلى مطار عدن، كما قامت بتعزيز المطار بقوات ضخمة، وذلك تزامناً مع تحشيد وتحركات عسكرية لحليفها الانتقالي باتجاه البنك المركزي والأحياء المؤدية إلى قصر معاشيق، التي شهدت استحداثات عسكرية من قبل الأخير.
من جهته، هاجم عضو رئاسة (المجلس الانتقالي)، الشيخ صالح بن فريد العولقي، القوات العسكرية التابعة للعميل هادي في شبوة وحضرموت، معتبراً أن هادي محاط بالفساد وسلطاته مصادرة من قبل حزب الإصلاح, فيما طالب هاني علي سالم البيض، نجل الرئيس الجنوبي الأسبق، في تغريدة نشرها على (تويتر)، بتشكيل مجلس عسكري يدافع عــــن الجنــوبييــــن ومجلســهم الانتقالي.
وفي ضـــــوء التصريحات الغريبة أكد القيادي في الانتقالي أحمد بن بريك في لقاء مع قناة أبوظبي أن قوات المجلس قادرة على استهداف حركة السفن في باب المندب, وهو ما أرجعه العديد من المراقبين إلى الدور الإماراتي لهذا الفصيل بتهديد حركة الملاحة الإيرانية في المضيق.
وعلى الصعيد الأمني، توفي، الاثنين الفائت، معتقل مدني في سجون قوات (النخبة الشبوانية)، في منطقة عزان التابعة لمديرية ميفعة بشبوة, وذلك بعد اعتقاله الأسبوع الماضي إثر خلافات مع جيرانه.
وفي مدينة الضالع، قتل عنصر من قوات الحزام الأمني، الأربعاء الفائت، بانفجار قنبلة يدوية ألقاها عليه مسلحون لحظة خروجه من منزله.
وشهدت مدينة الضالع، الثلاثاء الفائت، اشتباكات بين قوات الحزام الأمني وبين جماعة مسلحة تتبع حزب الإصلاح، قتل فيها أحد المواطنين.
وفي عدن، التي تشهد فوضى أمنية وتصاعداً لعمليات الاغتيالات، ألقى مسلحون، أمس السبت، قنبلة يدوية وسط الشارع العام في جولة القاهرة في الشيخ عثمان, من دون ورود معلومات تفيد بسقوط قتلى أو جرحى في العملية.
ونجا العميد ركن المرتزق مسفر الحــــارثي، مديـــــر دائرة الرقابـــــة والتفتيش بوزارة الدفاع التابعة للعميل هادي، من محاولة اغتيال في مدينة عدن الأربعاء الفائت.
واغتال مسلحون مجهولون الأحد الماضي عبدالغفور اللحجــي، إمــام جامــع الفردوس بعدن.