تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
جاء مصرع المرتزق ثابت جواس، قائد ما تسمى «ألوية العند» التابعة للمرتزقة، بمفخخة استهدفت سيارته على مشارف عدن، بعد تقرير لقناة تابعة للاحتلال الإماراتي استبق العملية بالحديث عن سيارات مفخخة انتشرت في مدينة عدن المحتلة. وكالعادة تبادل أدوات الاحتلال الاتهامات بالوقوف وراء العملية، فيما شن مرتزقة الإمارات حملة اعتقالات واسعة في صفوف مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية واقتيادهم إلى سجون الاحتلال السرية في عدن.

لقي المرتزق ثابت مثنى جواس، قائد ما تسمى «ألوية العند» التابعة للمرتزقة، مصرعه، مساء الأربعاء الماضي، بانفجار سيارة مفخخة استهدفته في مدخل المدينة الخضراء شمال مدينة عدن المحتلة.
ووقع الانفجار بالقرب من محطة «اليمدا» للوقود في طريق المدينة الخضراء الرابط بين محافظتي لحج وعدن، فيما أسفر عنه مصرع جواس مع نجله و3 من مرافقيه.
وذكرت وسائل إعلامية تابعة لمرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، أن جواس «كان في طريق عودته من تأدية واجب العزاء للقيادي ردفان سعيد صالح بوفاة أحد أقاربه»، مشيرة إلى أن العملية تأتي بعد أيام من تعرض التكفيري عبداللطيف السيد، قائد ما يسمى «الحزام الأمني» في أبين، لمحاولة اغتيال بتفجير سيارة مفخخة، أسفر عنها مصرع وإصابة عدد من مرافقيه.
وجرى تداول أنباء عن علاقة اغتيال جواس بقضية مقتل محمد ثابت صالح سالم الردفاني الذي لقي حتفه برصاص مدير مكتب المرتزق شلال شائع (قاسم الثوباني)، حيث سبق العملية لقاء بين جواس وشائع للمطالبة بتسليم الثوباني، ودار بينهما خلاف شديد انتهى بمغادرة جواس إلى منزل سعيد صالح سالم، حيث تتواجد أسرة وأولياء دم الشاب محمد ثابت صالح سالم الذي قتله الثوباني، ومن ثم غادر الساعة السادسة مساءً وتعرض بعدها لانفجار أدى إلى مقتله ومن معه.
ورجَّح إعلاميون وناشطون، معظمهم من أبناء ردفان مسقط رأس جواس، أن يكون العميل شلال شائع هو من يقف وراء استهداف جواس بعد المشادة التي جرت بينهما، لاسيما أن الأخير كان ممثلاً عن أسرة القتيل محمد ثابت ويطالب بتسليم القاتل الثوباني.
وكان المرتزق قاسم الثوباني، مدير مكتب شائع، أقدم، الاثنين الماضي، على قتل الشاب محمد ثابت الردفاني جراء خلاف على قطعة أرض في التواهي بمدينة عدن المحتلة.
وفي صعيد الاتهامات المتبادلة بين أدوات الاحتلال، اتهم الناطق باسم مرتزقة الانتقالي، من سماهم «مسلحي جماعة الإصلاح» باستهداف موكب جواس شمال عدن.
وأكد المرتزق محمد النقيب، في مقابلة تلفزيونية مع قناة عدن المستقلة التابعة لـ«الانتقالي»، أن قيادات جماعة الخونج التي وصفها بـ«المعادية للجنوب» «تدير الكثير من العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات سياسية وعسكرية وأمنية في المحافظات الجنوبية».
واعتبر محللون تصريحات النقيب محاولة منه لإبعاد الشبهة عن «الانتقالي» الذي يتهمه الكثير بالتورط في عملية الاغتيال، خصوصاً فصيل المرتزق شلال شائع.
وكان بيان النعي الذي أصدره «الانتقالي» بعد ساعات من عملية الاغتيال قال إن «جواس تعرض للغدر»، واصفاً العملية بـ«الغادرة»، في إشارة إلى أن ما حدث لجواس كان تصفيات داخلية في ما بين أدوات الاحتلال المتصارعة في المحافظات الجنوبية المحتلة.
من جانبهم، وجه خونج التحالف، الخميس، اتهامات مباشرة لمرتزقة «الانتقالي»، بالوقوف وراء العملية.
وقالت قناة بلقيس التابعة للخونجية توكل كرمان إن «الانتقالي» يسعى لتفكيك القيادات الجنوبية الموالية لما سمتها «الشرعية»، والعمل على تصفيتها من المشهد، حسب قولها، مشيرة في تقريرها إلى أن جواس كان على خلافات مع المرتزق عيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي، وأنه «تعرض للتهديد بالقتل من قبل قيادات في الحزام الأمني التابع للمجلس الجنوبي في محافظة لحج قبل عدة أيام».

نجل جواس يتهم «الحزام الأمني» بتصفية والده
بدوره، اتهم مثنى جواس، نجل الصريع، مرتزقة ما يسمى «الحزام الأمني» التابع لـ«الانتقالي» بتصفية والده، كون المنطقة التي حدث فيها الاستهداف خاضعة لسيطرة «الحزام» بقيادة التكفيري صالح السيد.
وأشار نجل جواس في تغريدة على حسابه بـ«تويتر» إلى أن استهداف والده «تزامن مع مرور سيارة مدير عام المضاربة ووقوف سيارة القيادي في الحزام الأمني بمحافظة لحج كليب الداؤودي بمحطة اليمدا في مدخل المدينة الخضراء».
وذكر ناشطون نقلاً عن مصادر أنه تم تعطيل وإيقاف الكاميرات الخارجية لسوبر ماركت (نيو سيتي)، والكاميرات الخارجية لسوبر ماركت محطة اليمدا، وهي المكان الذي تم فيه استهداف جواس.
وفي السياق، يرى مراقبون أن قوات الاحتلال الإماراتي تقف وراء عملية اغتيال جواس، وذلك للتخلص من عدد من القيادات العسكرية الجنوبية وتهيئة الأجواء للعميل طارق عفاش.
وقال المراقبون إن قوات الاحتلال الإماراتي استبقت مقتل جواس بتقرير عن وجود 10 مفخخات في مدينة عدن.
وكانت قناة «أخبار الآن» الإماراتية، قالت، نقلاً عما وصفتها بـ«مصادر استخباراتية»، إن 10 سيارات مفخخة زُرعت في مدينة عدن قبل أيام، مضيفة أن العمليات لاتزال جارية لكشف مواقع السيارات المفخخة، الأمر الذي اعتبره المراقبون تمهيداً من قبل الاحتلال الإماراتي لتصفية قيادات في الانتقالي، بالتزامن مع سعيها لتسليم المحافظات الجنوبية للعميل طارق عفاش.

اختطافات واسعة
وفي محاولة لدرء التهمة عنهم، شن مرتزقة الإمارات حملة اختطافات واسعة طالت عدداً كبيراً من المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية في مدينة عدن المحتلة.
وأكدت المصادر أن مرتزقة «الانتقالي» نفذوا حملة اختطافات واعتقالات واسعة لعمال وتجار من أبناء المحافظات الشمالية بتهمة ما سموها «خلايا نائمة» في منطقة دار سعد، واقتادوا العشرات منهم إلى معتقلات الاحتلال الإماراتي السرية.
وجاءت حملة الاعتقالات والاختطافات بعد الاتهامات التي طالت المرتزق شلال شايع، بالوقوف وراء العملية.