بشرى الغيلي / لا ميديا -
رغم الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن إلا أن ظاهرةً جميلة استقبل بها سكان العاصمة صنعاء الشهر الكريم هذا العام، حيث قاموا بتعليق «زينة رمضان» في بعض الشوارع، وواجهة المحال التجارية، وبيوتهم، من مصابيح ونجوم مضيئة، وأهلّة، وانتعش الإقبال على المحال التي تبيع «زينة رمضان» في معظم أسواق العاصمة صنعاء لتشعر معها قلوبهم ببهجة وروحانية الشهر الكريم واحتفاءً بمقدمِ أعظم شهور الله.

تمنح الأطفال الفرح
أم ماريا (ربة بيت) تقول لـ«لا»: «للعام الثاني على التوالي أخصص جزءاً بسيطاً من المبلغ المخصص لمصاريف رمضان وأقوم بشراء الزينة وأزين بها بيتي، فأسعارها بمتناول الجميع وغير مكلفة، فحتى الزينة الورقية تبلغ قيمتها 500 ريال فقط، وهناك الزينة المضيئة التي تعمل بالبطاريات العادية ولا تتجاوز الـ1500 ريال، وهناك ما هو أغلى من ذلك وهي لمن لديهم دخل جيد ويستطيعون شراءها».
الجميل في الموضوع تنوّه له أم ماريا بالقول: «لاحظت أن أطفالي يبتهجون وهم يشاركونني تعليق زينة رمضان في البيت، فحتى سفرة الفطور والعشاء التي تزدان بمصابيح، ونجوم معبرة تجعلهم يشعرون بحالة نفسية جيدة».

تعبير راقٍ لاستقبال الشهر الكريم
يوافقها الرأي عبدالعزيز (موظف)، ويضيف على رأي أم ماريا: «انتشار هذه الظاهرة ليس ترفا، ولا تبذيرا كون الأسعار مقبولة إلى حدٍ ما ويستطيع الجميع أن يشتروها ويعلقوها في بيوتهم، كما أن الجانب النفسي يلعب دوراً كبيراً والأطفال يبتهجون للألوان الجميلة، وهو أيضاً تعبير راقٍ لاستقبال الشهر الكريم بدلا من حرق الإطارات وتعكير الجو بالدخان المتصاعد والملوث للهواء».

هذا العام أكثرها إقبالاً
للعامِ الثالث يُقبل المواطنون على شراء «زينة رمضان» وكانت في سابقِ الأعوام بشكلٍ بسيط جدا، بهذه المداخلة تحدث لـ«لا» عبداللطيف (صاحب مكتبة خاصة) ويضيف: «هذا العام بالذات ارتفع إقبال الزبائن لشرائها، لأن أسعارها غير مكلفة وكل حسب استطاعته وإمكانياته، وقد بدأ البعض يشترونها من بداية شعبان خاصة الزبائن الذين يترددون على المحل كل عام».
نخلص إلى أننا أمام ظاهرةٍ جميلة ولطيفة في نفس الوقت، فالبعض أعطاها بُعدا نفسيا وروحيا لتشعره بجمال وروحانية الشهر العظيم، والبعض الآخر أعطاها بُعدا جماليا ليبتهج أطفاله وأسرته بتلك المظاهر الاحتفائية بشهر الخير، وهي ليست إجبارية من أحد، بل أقبلوا عليها من تلقاءِ أنفسهم وربما تقليدا لما يشاهدونه في بعض الدول العربية التي تبدأ طقوسها باستقبال الشهر الكريم من خلال تعليق زينةِ رمضان، وفوانيسه الملونة والجميلة في الشوارعِ والأزقة، والحارات، وبكل الأحوال يُعدّ تقليدا إيجابيا كونهم في السابق كانوا يستعدون لاستقبال الشهر الكريم من خلال تجهيز البيوت، وشراء المواد الغذائية الخاصة وغيرها من الطقوس الدينية الجميلة.