لا ميديا -
حُجْر بن عَدي بن معاوية بن جبلة بن عدي الكندي، المعروف بـ»حجر الخير»، كنيته «أبو عبد الرحمن». وفد مع أخيه هاني بن عدي على النبيّ صلى الله عليه وآله، وصحبه في آخر سنتين من حياته الشريفة. كان من زهاد الصحابة، ومن الأبدال من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام).
كان أحد النفر الذين شاركوا في دفن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري في الربذة، وهم الذين شهد لهم النبي بأنهم عصابة من المؤمنين.
كان حجر من أشدّ المنكرين على ولاة معاوية في الكوفة أعمالهم الشنيعة، فحاولوا إسكاته بالتهديد والوعيد مرّة، وبالأموال والمناصب مرة أخرى؛ لكنهم لم يفلحوا.

استشهاده
ضاق به والي الكوفة (زياد بن أبيه) ذرعاً، فكتب إلى معاوية بذلك، فأشار عليه أن يشده بالحديد ويحمله إليه. اختفى عن الأنظار بعد ذلك؛ ولكن سلم نفسه أخيراً بعد أن أحدق الخطر بعشيرته، فقامت السلطة باعتقال اثني عشر شخصاً معه (منهم ابنه همام) وأرسلتهم إلى الشام.
تردّد معاوية في قتل حُجر وأصحابه، خشية أن يتذمّر المسلمون وينقموا عليه، فأرسل إلى زياد يخبره بتردّده، فأجابه زياد: «إن كانت لك حاجة بهذا المصر فلا تردّن حُجراً وأصحابه إليّ».
وجّه معاوية إلى حجر وأصحابه وهم في «مرج عذراء» رسولاً، فقال له حجر: «أبلغ معاوية أننا على بيعتنا، وأنه إنما شهد علينا الأعداء والأظناء». فلما أخبر معاوية بما قال حجر، أجاب: «زياد أصدق عندنا من حجر». رجع رسول معاوية إليهم مرة أخرى وهو يحمل إليهم أمر معاوية بقتلهم أو البراءة من الإمام علي، فقال حجر: «إن العبرة على حد السيف أيسر علينا مما تدعونا إليه. ثم القدوم على الله، وعلى نبيه، وعلى وصيه أحبّ إلينا من دخول النار». فقال له السياف عندما أراد قتله: مدّ عنقك لأقتلك. قال: إني لا أعين الظالمين على ظلمهم. فضربه ضربة سقط على إثرها شهيداً (رضوان الله عليه) سنة 51 هـ، ودفن في «مرج عذراء»، وقبره معروف هناك.