شايف العين / لا ميديا -
منذ العام 2018 لا يمر نيسان/ أبريل من كل عام على اليمن إلا وجلب الحزن والألم والقهر والحسرة لشعبه وشجره وحجره ومياهه ورماله وكل ما فيه، بذكرى استشهاد رئيس الجمهورية اليمنية، الرئيس صالح علي الصماد، الذي اغتاله تحالف العدوان الأمريكي السعودي، بعد إدراك أنظمة الهيمنة والاستكبار أن مشروعها في اليمن، لاسيما الذي كانت تسعى إلى إعادة تدويره عبر احتلالها محافظة الحديدة، بعد عجزها طيلة ثلاثة أعوام من العدوان، لن يمر أو يجد بصيص حظ لتحقيقه طالما ظل رئيسه صالح الصماد.
وفي الذكرى الرابعة لاستشهاده تسلط صحيفة «لا» الضوء على أبرز ما جاء في خطاباته في الفترة بين ترؤسه المجلس السياسي الأعلى حتى استشهاده في 19 نيسان/ أبريل 2018 بمحافظة الحديدة.
الإنسان الذي يتهرب من المواجهة والقتال لا يفعل ذلك إلا خوفا على نفسه أو ماله، وقال الله: لا تتهرب خوفا على ذلك، هم مقبلون يشتوا نفسك ومالك.
***
لا يوجد بفضل الله سبحانه وتعالى ما نختلف عليه نهائيا. صالح الصماد لو يستشهد غدا ما مع جهاله آخر الشهر أين يرقدوا، إلا يرجعوا مسقط رأسهم، وهذه نعمة كبيرة بفضل الله سبحانه وتعالى.
نحن نعتبر المنصب مسؤولية، ويجب أن تسود هذه الروحية لدى جميع مسؤولي الدولة في هذه المرحلة.
ذي عاده بيحاول يلهف أو يحصل على أرضية أو يبني له بيت والا يسبر، ورجال الله بيقدموا أعضاءهم في الجبهات، بيقدموا أرواحهم، فاكتبوا على جبينه «سارق»، كائناً من كان. 
كلنا مجاهدون، سواء في مناصبنا أو في مواقعنا الرسمية، من موقع المسؤولية. ومن يعتبر المسؤولية مغنماً فهو يخون الله ويخون وطنه ويخون دماء الشهداء. يجب أن نستشعر أن هذه المسؤولية الملقاة على عواتقنا هي نفسها المسؤولية الملقاة على عواتق أولئك الرجال الأبطال في جبهات القتال، لذلك كل ما نعمله هو في إطار هذا المشروع «يد تبني ويد تحمي».
نطمح إلى بناء قضاء قوي ومستقل وحر يراعي الحقوق والحريات بعيدا عن المزايدات والمحسوبيات.

إلى المشائخ ووجهاء القبائل:
أي طرف يعرف أن هذه القوى والشخصيات لن تقف معه في موقفه وفي مشروعه فهو سينزجر وسيهزم في يوم من الأيام. وأي طرف تقفون معه فهو المنتصر بفضلكم بعد الله سبحانه وتعالى.
***
المجلس السياسي الأعلى جاء ليلبي طموحاتكم وي  عمل على خدمتكم وإخراج البلد من محنته. وأمام هذا الحشد نقول بكل موضوعية حتى لا يظن البعض -وهم معذورون- أن في يد هذا المجلس عصا سحرية وباستطاعته أن يقضي على كل التحديات فورا، لا، فهناك مصاعب جمة، ولكن ليس هناك شيء مستحيل، فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات وستكون في صدارة اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية، ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي. وإننا هنا ونيابة عن أعضاء المجلس، نعاهدكم أن نكون عند حسن ظنكم، وأن نبذل كل الجهود والطاقات في سبيل ذلك.

للخريجين من معسكرات التدريب:
والله إنها أشرف معركة حصلت من بعد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، فلم يحصل أن تجمع شذاذ الآفاق من الأمريكان والصهاينة ومنافقي العرب ومنافقي البلد في مثل معركة كهذه المعركة، فأنتم تواجهون شذاذ الآفاق في العالم، وأنتم ستحررون الأمة العربية والإسلامية، والنصر قاب قوسين أو أدنى، فالخسارة هي على من قعد في بيته وتنصل عن المواجهة. أما النصر فهو آت لا محالة. لذلك أذكر من لم يلتحق بهذه المعسكرات بقول الله سبحانه وتعالى: «وإن منكم لمن ليبطّئنّ فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم».

لأبناء الحديدة:
من المهم جدا أن يستوعب الإخوة في الحديدة هذه التطورات الجديدة، أنه لا بد أن يكون هذان الشهران زخماً قوياً وحالة استنفار من الجميع، رجالا ونساء، صغارا وكبارا. واحنا يا أبناء الحديدة مثلما قال المحافظ: باتخوضوا البحر معنا، سنقول لكم: أبناء اليمن سيخوضون البحر دونكم، من صعدة إلى المهرة إلى حضرموت إلى تعز إلى ذمار، من كل اليمن، سيدافعون عن هذه المحافظة وعن غيرها من المحافظات، ولا قلق إطلاقا، نحن بالله أقوى، وهؤلاء ما به الا راحوا يستأجروا لهم من أوغندا، فقلعبوا لهم في برميل القمامة عن عملاء قدامى جدد، وقالوا لهم: الحديدة علينا وبا تفرش لكم الورود. هكذا وصلت تطمينات للسفير الأمريكي، على أساس أن أبناء الحديدة بايستقبلوهم بالورود، لأن قدهم ضابحين... يشتوا نستقبلهم يسبروا بنا مثلما بيسبروا بالأفارقة. هذا عيب!
أمس نشرت «هيومن رايتس» تقارير عن فظائع بيفعلوها بالمهجرين الأفارقة، اغتصاب للرجال والنساء في عدن، والإماراتيين ما معهم شي، ما به الا جايين يتلذذوا بفلوسهم وينتهكوا كرامة اليمنيين.
وهؤلاء العملاء القدامى الجدد بيقولوا للأمريكيين إن المجتمع في الحديدة ضابح وبا يفرش لهم الورود. نشتي أبناء الحديدة في هذا الأسبوع يوجهوا رسالة للسفير الأمريكي يقولوا له: «بانستقبلك على خناجر بنادقنا»، في مسيرة عارمة يخرجوا شاهرين سلاحهم ليعلم الأمريكي على ويش بانستقبله.

أثناء لقائه نائب المبعوث الأممي إلى اليمن معين شريم في 8 يناير 2018:
لن نسمح بأن يمروا من مياهنا ببواخرهم وشعبنا يموت جوعا، فإذا استمر تصعيد العدوان باتجاه الحديدة سندخل في خيارات استراتيجية، هناك خيارات سيتم استخدامها في طريق اللا عودة وأثناء وصول الحل السياسي إلى طريق مسدود، ومنها خيارات قطع البحر الأحمر والملاحة الدولية.

لضباط القوات المسلحة:
أقسم لكم أنه لم يحصل أشرف وأعظم وأرقى من هذه المعركة التي نخوضها، فنحن نواجه أسوأ وأشر خلق الله على وجه الأرض.
***
نزلنا إلى تهامة لنسلم على أبنائها ولنحضر حفل التخرج هذا. وقد نصحنا الكثير أن نرسل أو نبعث من يحضر هذا التخرج، فأبينا إلا أن نحضر بين أوساطكم، فليست دماؤنا أغلى من دمائكم ودماء زملائكم في الجبهات، ولا جوارحنا أغلى من جوارحكم، وإذا لم تكن مواقعنا في المسؤولية مسخرة لخدمتكم وخدمة زملائكم في الجبهات العسكرية، الذين يسطرون أروع الملاحم، فلا خير فيها من مسؤولية، وإذا لم نكن جميعا خداما لهذا الشعب الذي بذل الغالي والرخيص في سبيل عزته وكرامته فالأفضل لكل واحد منا أن يذهب ويقاتل جنبا إلى جنب مع أولئك الرجال المقاتلين في ساحات الوغى.
***
نحن نخجل ألا نكون في مقدمة الصفوف معكم إلى جبهات القتال، ولكن نعتبر الحضور معكم في مثل هذه الدورات وفي حفل التخرج قليل القليل في سبيل ما واجهتموه من المعاناة أثناء هذه الدورات.
***
أحيانا ننتصر وأحيانا قد نُقهر في معركة ما، ولكننا لن نخسر الحرب، ونحن من سينتصر في نهاية المطاف، لذلك تأتي هذه الابتلاءات والمواقف ليتبين الصادق من الكاذب.
***
الأعداء يريدون إخراجنا من أرضنا أو نرتمي في أحضانهم، في أحضان الأمريكان والصهاينة، ونحن سائرون في طريق الله وطريق القرآن وطريق الأنبياء، وعندما ترونهم متوجهين في هذا التوجه فتأكدوا أن الله سيهلكهم.
***
من ضحى بفلذة كبده وبماله وتجارته، من بذل خيرة ما يملك في سبيل الدفاع عن هذا الوطن، وما من بيت إلا وأخذ نصيبا من أذى هذا العدوان، لذلك نحن نقدر حجم التضحيات وحجم المعاناة، حتى الكادر الوظيفي الصامد في عمله والصابر نحن نعتبرهم في متارسهم في مواجهة هذا العدوان. فاستمرار العمل الإداري رغم المعاناة، حتى ذلك الراتب لا يكفي في الظروف العادية ناهيك وقد ارتفعت الأسعار وانقطع، ورغم أن العدو كان ينتظر ثورة من الداخل فتفاجأ بالصمود، والدولة في يوم من الأيام ستعوض الجميع والحكومة الآن تعمل على توفير القدر المتاح من الراتب.
***
يشرفنا أننا قرارنا يمني ونحن أصحاب القرار، حتى واحنا بنقول للسعودية في كل لقاء نحن نتحرك بكل اطمئنان، احنا رجال سلم ورجال حرب، تشتوا سلام احنا أهل السلام، مستعدون نوقف في 12 ساعة إذا هم بايوقفوا، بينما هم لا يوجد لديهم قرار. 
***
لنا الشرف والاعتزاز والفخر أن نأتي زيارة إليكم في جبهات الحدود. لم نأتِ لنرفع معنوياتكم، وإنما لنقتبس من نوركم ومن صبركم ومن صمودكم، وليعلم أبناء شعبنا أن هؤلاء الرجال المرابطين في جبهات القتال هم من يذودون عن شرف وكرامة هذه الأمة.
نحن آثرنا في عيد الفطر أن نكون حاضرين بين أوساطكم. لم نفتح القصور ليأتي الناس لزيارتنا. سنأتي لزيارة رجال الرجال، فنحن نعتبر أن اليمن بكم كل شيء، وبغيركم لا شيء.
يشرف الواحد أن يمسح الغبار من على نعال المجاهدين أشرف له من مناصب الدنيا، وهذا يعتبر شرفاً عظيما، فأنتم شركاء في الأمن والاستقرار وصيانة الأعراض وصيانة الدين، لأن الله تعالى قال: «نكتب ما قدموا وآثارهم». وأنتم آثار صمودكم وتضحياتكم تنعكس على الميدان، ولنفترض أنهم اخترقوا الجبهات، بايدخلوا يهينوا كرامة الناس وينتهكوا أعراضهم.
***

عندما تتحرك الأجهزة المعنية لتقوم بدورها وتتحقق من كل القضايا التي تُطرح ومن كل القضايا محل الخلاف، ينبغي أن يكون هناك عدم تحسس، وأي وزير أو أي رئيس أو أي عضو في المجلس السياسي أو في الحكومة يتحسس من الشفافية ومن النزاهة ومن المساءلة فليذهب غير مأسوف عليه.
ربما لم تحصل فرصة مثل هذه الفرصة أن يكون هناك توجه من القيادة السياسية والمجلس الأعلى والحكومة لتفعيل الأجهزة الرقابية، انزلوا وتحركوا وقوموا بدوركم، ومن يعترض طريقكم لكم الوعد منا ألا يمر على اعتراضه 24 ساعة إلا وقد رحل غير آبهين به، كائنا من كان.
***

نحن قلنا في هذا المكان وفي ذكرى عام على تأسيس المجلس السياسي إننا بإذن الله سنمضي بما استطعنا من الإصلاحات. نحن في مرحلة حساسة وخطيرة، لا نستمع لأولئك المناكفين في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. لدينا أجهزة قضائية ولدينا أجهزة رقابية ولدينا مكافحة فساد ولدينا مجلس سياسي أعلى ورئاسة وزراء، ينبغي أن ينزلوا ويحاسبوا الجميع، أن يكون هناك حساب وعقاب للجميع، من عند صالح الصماد إلى عند أصغر موظف في الدولة.