عادل بشر / لا ميديا -
مع دخول حرب الإبادة الوحشية في غزة شهرها الثاني، مازالت الصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية تستهدف، بين وقت وآخر، مواقع للاحتلال الصهيوني جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتراف وسائل إعلام عبرية، وأخرى ناطقة باسم قوات الكيان الغاصب.
ورغم محاولة البعض ممن يطلقون على أنفسهم «محللين»، سياسيين وعسكريين، وينتمون (غالباً) لدول خليجية، التقليل من أهمية ومدى خطورة الضربات الجوية التي تُنفذها القوات المسلحة في جغرافيا السيادة اليمنية، ضد الاحتلال الصهيوني، إلا أن وقع تلك الضربات كان قوياً بالنسبة للكيان المؤقت وشركاءه الأمريكيين، لدرجة أن «معهد أبحاث الأمن القومي» الصهيوني يُصدر تقريراً مطولاً عن «معضلات» الكيان مع دخول صنعاء الحرب رسمياً، بينما نشرت مجلة «إنترسبت» الأمريكية تحليلاً، بألسنة خبراء ومحللين أمريكيين، عن استهداف «إسرائيل» بصواريخ بالستية لأول مرة منذ العام 1991.
وعربياً كشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية معلومات جديدة تؤكد جدية القوات المسلحة اليمنية في خوض حرب طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني، حتى إيقاف حرب الإبادة بحق الفلسطينيين.

للسعوديين مصلحة أساسية باستهداف حماس ومنع إنجاز يحققه محور المقاومة
نقل موقع «عرب 48»، ومقره مدينة حيفا المحتلة، عن مسؤولين أمنيين صهاينة، أن الاحتلال يدرس الرد على حركة «أنصار الله» في العاصمة اليمنية صنعاء، في أعقاب إطلاق عدة صواريخ وطائرات مسيّرة ضد أهداف للكيان الصهيوني في مدينة «إيلات» (أُم الرشراش) المحتلة.
وذكر الموقع، أمس، أن «إسرائيل قد ترد على ذلك باستهداف الحوثيين»، حد تعبيره.
وفي السياق نشر «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة «تل أبيب» الصهيونية، تقريراً، أمس الأول الأحد، حذر فيه من تصاعد الخطر القادم من صنعاء، مشيراً إلى أن «بالإمكان حالياً احتواء الهجمات، في حال عدم تصاعدها».
ولفت التقرير إلى أن التخوف من دخول «الحوثيين» الحرب إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة قد ينعكس على دول أخرى بالمنطقة، وعلى السعودية بشكل خاص، خصوصاً إذا استمرت الأخيرة في اعتراض الصواريخ اليمنية العابرة أجواءها نحو «إسرائيل».
وأشار التقرير إلى أن «هناك عوامل تُمارس على القوات المسلحة في صنعاء، لإيقافهم عن الدخول والتعمق أكثر في الحرب مع إسرائيل، وبالمثل تمارس العوامل على إسرائيل أيضاً، ومن ضمنها البعد الجغرافي وتعقيدات الحلبة اليمنية، التي تضع أمام إسرائيل مصاعب لتطوير ردود لاستهداف الحوثيين كرد فعل أو ردعهم من مواصلة هجماتهم».
واستدل التقرير على ذلك بأن «السعودية والإمارات واجهتا صعوبة بالغة طوال الحرب التي استمرت سبع سنوات (العدوان على اليمن) في مواجهة هجمات الحوثيين ضدها، رغم قربها الجغرافي من اليمن».
وتابع التقرير أن «هجوما إسرائيليا ضد الحوثيين يستوجب مشاورات وكذلك تنسيقاً مسبقاً ليس مع الولايات المتحدة فقط، وإنما مع حلفاء إقليميين آخرين، في مقدمتهم السعودية والإمارات، وليسوا معنيين باتساع الحرب وانتقالها إلى أراضيهم».
التقرير الصادر عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة «تل أبيب» الصهيونية، أكد أن «للسعوديين مصلحة أساسية باستهداف حماس ومنع إنجاز يحققه محور المقاومة؛ لكنها (أي المملكة) تفضل بشكل واضح أن تبقى خارج المواجهة، التي في مركزها الحرب بين إسرائيل وحماس، لأن الحرب قد تنتقل إلى أراضيها أيضا»، مضيفاً: «وعموما، الخطورة المتزايدة بنشوب حرب إقليمية تزيد مستوى المخاوف في الخليج، ومن شأنها أن تدفع دول الخليج إلى تفضيل إنهاء الحرب على الفائدة التي يجنونها من استهداف محتمل لحماس».
وتابع التقرير أن «الحوثيين يدركون ذلك ويحاولون توضيح المعضلة أمام السعودية ومعرفة إلى أي مدى المملكة مستعدة للانضمام إلى جانب الأمريكيين، أي إلى إسرائيل».
وتوقع التقرير أنه في حال «تصعيد الهجمات الصاروخية من صنعاء، ستواجه إسرائيل صعوبة في احتواء تلك الهجمات وسيؤدي ذلك إلى تنفيذ عمليات ضد القوات المسلحة اليمنية، ومن شأن ذلك أن يتسبب بإشعال منطقة الخليج، وحتى اشتعال إقليمي أوسع».


الرياض تنحاز للاحتلال وترفض عرضاً «مغرياً»  من صنعاء مقابل السماح بمرور الصواريخ في أجوائها
قالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، أمس، إن المملكة السعودية رفضت عرضاً قدمته لها حكومة صنعاء، يتعلق ببند تعويضات حربها على اليمن، وذلك مقابل السماح للصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة بالمرور من أجواء السعودية لقصف الكيان الصهيوني؛ كون السعودية تمتلك حدوداً بحرية مشتركة مع فلسطين المحتلة.
وعلمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر سياسي، أن صنعاء أبلغت عدداً من الدول، منها الأردن، نيّتها استهداف الكيان رداً على جرائم الإبادة التي يرتكبها ضد الفلسطينيين؛ إلا أن الرد على تلك الرسائل كان الرفض. وفضلاً عن ذلك، طالبت الرياض بمنظومة دفاعية لصدّ أي هجمات جديدة على «إسرائيل»، كما طالب الأردن الأميركيين بتزويده ببطاريات «باتريوت» للغرض نفسه.
وأضافت الصحيفة اللبنانية: «واصلت صنعاء، التي تلقت المزيد من التهديدات الأميركية منذ إعلانها الدخول بشكل رسمي على خط المواجهة مع الكيان، بحسب مصادر مطلعة، عملياتها الجوية ضد أهداف إسرائيلية في جنوب الأراضي المحتلة، في اليومين الماضيين، وهي تعمل على توسيع عملياتها لتطاول مصالح كيان الاحتلال في مدن عدة، بعدما اقتصرت على مدينة إيلات ومينائها خلال الأيام الفائتة».
ورداً على تهديدات أمريكية بتحريك الأساطيل نحو سواحل اليمن، قررت صنعاء نشر دوريات بحرية في المياه الإقليمية اليمنية وعند أطراف المياه الدولية لرصد أي تحركات عسكرية للعدو.
وأكد قائد لواء الدفاع الساحلي في محافظة الحديدة، اللواء الركن محمد علي القادري، أن قواته البحرية «تراقب وترصد كل تحركات الأميركيين والصهاينة وأدواتهم من دول العدوان في البحر الأحمر»، وأشار إلى أن قواته «هي التي تتحكّم بمسار الأمور في المياه الإقليمية اليمنية».