حاورها:طلال سفيان / لا ميديا
أمل هزاع منصر، نائب رئيس اللجنة البارالمبية اليمنية والقائم حاليا بأعمال رئاسة اللجنة، الدينامو المحرك لأنشطة ألعاب الأشخاص ذوي الإعاقة على المستوى الداخلي والخارجي من خلال ترؤسها لوفود الوطن في المشاركات الخارجية.
تتبوأ الأستاذة أمل منصبا مهما (أمينا عاما) في الاتحاد الرياضي اليمني للأشخاص ذوي الإعاقة، وتعمل بجهد عظيم وبكل عقلانية على رمي حجر في المياه الراكدة المتمثلة بعدم دعم وزارتي الشباب والرياضة في صنعاء وعدن لأنشطة هذه الشريحة المهمة في المجتمع.
من وسط أنشطة محدودة وعدم توفر الإمكانات تنصب سهام البارالمبية اليمنية نحو هدف المشاركة في دورة ألعاب باريس 2024، وذلك بعد أول مشاركتين باسم اليمن في دورتي ألعاب طوكيو وهانغشتو الآسيويتين، والأخيرة تزينت بأول تشريف برونزي، إضافة للمشاركات العربية والغرب آسيوية المتعددة، تجري سفينة بارالمبي اليمن وسط أمواج عاتية؛ لكنها أقوى في الإرادة.
صحيفة "لا" حاورت الأستاذة النشطة أمل هزاع، وهذه هي الحصيلة...

 هلا تطلعينا على مهام وأنشطة اللجنة البارالمبية؟
- اللجنة البارالمبية هي لجنة موازية للجنة الأولمبية، وهي خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتتميز كـ"بارا" خاصة بالقدرات العضلية والحركية للإنسان، وتسمى بشكل عام اللجنة البارالمبية، ولدينا كل الألعاب التي يستخدمها الأشخاص غير المعاقين، وكل لعبة لدينا لها تصنيف حسب الإعاقة، وتشمل اللجنة البارالمبية الإعاقات الحركية والمكفوفين والشلل الدماغي. وبالنسبة للأنشطة الرياضية التي نمارسها حاليا في اليمن هي كرة السلة على الكراسي المتحركة، وألعاب قوى، ورفع الأثقال لفئتي المعاقين حركيا والمكفوفين، وكرة الهدف للمكفوفين، وأيضا لدينا كرة الطاولة والريشة الطائرة والجودو والتايكواندو للمكفوفين، ونحن بصدد إنشاء لعبة البوتشي للذين لديهم إعاقة كلية.
 ماذا عن أنشطتكم الداخلية والخارجية؟
-أنشطتنا الداخلية محدودة جدا، نتيجة تدني وانعدام الوعي لدى الجهات الخاصة والمجتمع نفسه بأهمية رياضة ذوي الإعاقة. وبالنسبة لأنشطتنا الخارجية هي أكثر بكثير من الأنشطة الداخلية، وشاركنا فـــــي دورة الألعاب البـــارالمبيــــة طوكيو 2022، وطبعا أي دورة ألعاب أولمبية تتبعها مباشرة دورة ألعاب بارالمبية، ويعتبر ثاني أهم حدث رياضي في العالم، وكانت مشاركتنا في دورة طوكيو 2022 هي الأولى لليمن وذلك بعد توقف مشاركتنا في الألعاب البارالمبية لمدة 29 سنة.
 كيف جاءت مشاركتكم في دورة ألعاب طوكيو ودورة الألعاب آسيا البارالمبية الفائتتين؟
- شاركنا كمنتخب، وكنت أنا رئيسة الوفد. والمشاركة الثانية لنا كانت في دورة ألعاب البارالمبية الآسيوية في هانغتشو الصينية، وهي أيضا المشاركة لليمن الأولى في هذه التظاهرة الرياضية الآسيوية، وحصلنا فيها على ميدالية برونزية في لعبة الجودو، وهي الميدالية الأولى في تاريخ اليمن على مستوى الألعاب البارالمبية الآسيوية. وطبعا نحن نشارك دائما في بطولات غرب آسيا، وحصلنا خلال مشاركتنا في هذه البطولات على 3 ميداليات ذهبية في الريشة الطائرة ورفع الأثقال، إضافة لحصولنا على ميداليتين فضيتين وميدالية برونزية في دورات غرب آسيا في البحرين والأردن وفي خورفكان الإماراتية.
 هل الأمر نفسه ينطبق على الاتحاد اليمني لرياضة المعاقين؟
- بالعكس، أنشطة الاتحاد الداخلية أقوى من اللجنة البارالمبية؛ لأن أنشطتنا الداخلية تعتمد على الاتحاد الرياضي لذوي الإعاقة، ونمثل فيه بأنشطة كرة السلة على الكراسي المتحركة باسم الاتحاد الرياضي وبدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وندرب 54 لاعبا ولاعبة، وأنشأنا الآن فريق كرة سلة مكونا من 24 لاعبا في محافظة حضرموت، ولدينا 12 لاعب تنس ميدان في عدن، وهذا كله بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
 كان لديكم مشاركة قادمة في كرة الطاولة في الأردن. ما أخبار هذه المشاركة؟
- الآن المشاركة معرقلة. كان لا بد من حجز التذاكر للفريق، الجهات الخاصة، كصندوق المعاقين ووزارة الشباب، لم يقولوا: لا؛ لكن الإجراءات عندهم دائما تتأخر، وهذا التأخير يتسبب في أن المشاركة تفوت علينا والتسجيل أيضا. وحتى الآن لدينا في أجندة الاتحاد مشاركة لفريق كرة الطاولة المكون من إداري ومدرب و4 لاعبين في بطولة غرب آسيا بالأردن والمعتمدة دوليا، وننتظر خروج الدعم وتسريع هذه الإجراءات الطويلة. وهذه المرة الثانية نعامل وتخرج لنا الفيز ويعتمد لنا المبلغ المالي ولكن تفوت علينا التذاكر ولا يبقى لدينا وقت للحاق بالمشاركة بسبب هذه الإجراءات.
 كيف هي علاقتكم مع اللجنة الأولمبية؟
- اللجنة الأولمبية مستقلة بحد ذاتها، ونحن كلجنة بارالمبية موازون لها، إلا أن دعمها كبير، بينما نحن دعمنا قليل، كما أننا إذا كنا سنشارك في حدث رياضي كبير تتبنى لجنة التضامن الرياضي الإقامة والتذاكر أحيانا، ولا يتبنون تكلفة السفريات الداخلية، لأنها على البلد نفسه، ونحن نعاني في اليمن من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وأيضا نعاني من عدم تفاعل وتجاوب وزارتي الشباب والرياضة في صنعاء وعدن مع الألعاب البارالمبية.
 هل ستشاركون في دورة ألعاب باريس الأولمبية 2024؟
- نحن في اللجنة اليمنية البارالمبية نتلقى الدعم من البارالمبية الدولية في مثل هكذا أحداث، كدورة الألعاب الأولمبية التي ستجرى في باريس، بدعمهم لنا بالإقامة ودفع جزء من قيمة التذاكر، والجزء الباقي يتكفل به البلد. وحتى الآن لا نعرف ما إذا كانت الوزارتان في صنعاء وعدن ستتعاونان معنا أم لا، ولا يوجد لدينا رؤية واضحة تجاه دعم الوزارتين لمشاركتنا في بارالمبية باريس 2024، نحن ما زلنا نحاول أن ننسق مع الوزارتين وسنرى. لدينا الآن لاعبون نحضرهم لألعاب باريس، وهدفنا خلال هذا العام هو كيف نحضر لألعاب باريس.
 ما هي العراقيل والصعوبات التي تواجه لجنة البارالمبية اليمنية؟
- الأوضاع الاقتصادية السيئة جدا للبلد، واللجنة البارالمبية اليمنية غير مدعومة وكأنها غير معترف بها داخليا، بينما معترف بها خارجيا. المشكلة أنهم لا يعترفون خارجيا إلا بشيء اسمها اللجنة البارالمبية.
حاليا لدينا هذا الاتحاد بدأنا نعمل من خلاله؛ ولكنه ليس بذاك النشاط المطلوب، والوزارة والصندوق يدعموننا في نشاط واحد، وهو بطولة نهاية السنة، بينما التدريبات وغيرها فالدعم صفر، لا برواتب للمدربين ولا بالأدوات. وأدواتنا خاصة، وليست كأدوات الرياضيين العاديين، وهي شبه معدومة لدينا. وبسبب ردود الوزارتين علينا بأنه لا يوجد لديهم دعم نتيجة أوضاع البلد، تكون سفرياتنا للمشاركات الخارجية محدودة جدا. كما أن تأهيل وتدريب الكوادر داخليا شبه معدوم. هذا التوقف في الرياضة اليمنية بشكل عام، لكن لذوي الإعاقة هو بشكل أسوأ.
 ذكرت أن اللجنة البارالمبية اليمنية لا تحظى باعتراف وزارتي الشباب في صنعاء وعدن... ما هي الأسباب؟
- يوجد اعتراف بالبارالمبية اليمنية؛ لكن دون أي دعم من وزارتي الشباب. اللجنة تأسست في العام 2012، وكان حينها معمر الإرياني وزيرا للشباب والرياضة، وكانت تحظى بوزراء ومنهم وزيرة الشؤون الاجتماعية. هؤلاء الوزراء رحلوا، ووزارتا الشباب والرياضة تقولان: كان فلان يدعمكم، مع أن الوضع قد تغير، ومن يدير اللجنة البارالمبية اليمنية اليوم هم أبناؤها المعاقون، نحن نحاول حاليا أن نحسن أوضاع اللجنة مع الوزارتين، لكنهم يقولون ليس لديهم دعم، وهذا الدعم متوقف عنا، وعندما نذهب إليهم فقط لأمر السفر الخارجي والأنشطة الداخلية يمكن أن يتكفل بها الاتحاد.
 نشاهد نشاطا موسميا لمسابقة كرة السلة على الكراسي المتحركة، عكس بقية الألعاب...؟
- كرة السلة على الكراسي المتحركة مدعومة من الصندوق واللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتكفل بالتدريبات وبدل مواصلات اللاعبين وببطولة نهاية السنة، وبقية الألعاب مهمشة تماما.
 ما هي الرسالة التي تودين إرسالها من خلال هذا الحوار؟
- رسالتي هي أن يهتموا برياضة البارالمبية، كونها أهم بكثير من رياضة الأشخاص غير المعاقين، فالأشخاص ذوي الإعاقة بحاجة ماسة للرياضة، كونها تخرجهم من الحالة النفسية وتجعلهم يتصرفون كأشخاص طبيعيين وتظهر للمجتمع مدى قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة، ورياضة البارالمبية تعتبر جزءا أساسيا للأشخاص ذوي الإعاقة، ونرجو من الجهات الخاصة كوزارتي الشباب والرياضة في صنعاء وعدن الاهتمام بهذا الكيان، فالبارالمبية تمثل الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، وليس من الصواب أن تشارك كل دول العالم في المظاهرات البارالمبية واليمن غير موجود بينها، نحن نعاني حتى نشارك في البطولات العالمية ونرفع علم بلدنا في المحافل الدولية.
 كلمة أخيرة أستاذة أمل...؟
- نشكركم في صحيفة "لا" على هذه الفرصة لنشر وتوعية المجتمع بأهمية رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة وما هو دور الجهات وما هو دور الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم بالألعاب البارالمبية.