في جلسة استجواب للبنتاغون في الكونجرس.. كيف خرجت «أيزنهاور» و«غريفلي» مطرودتين من البحر الأحمر؟
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير عادل بشر / لا ميديا -
اعترف قيادات عسكرية أمريكية بالصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في ما يسمى تحالف «حارس الازدهار» نتيجة المواجهة الشرسة مع القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.
وشهد مجلس الشيوخ الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية جلسات استماع من قبل لجنة القوات المسلحة في المجلس، لاستجواب جنرالات الدفاع والمخابرات الأمريكية حول التهديدات العالمية التي تواجه الولايات المتحدة، بما في ذلك الوضع الأمريكي عسكرياً في الحرب التي شنتها واشنطن ضد اليمن لحماية كيان الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى الاستماع لشهادة وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الجوية الأمريكية سي كيو براون حول ميزانية وزارة الدفاع «البنتاغون» للسنة المالية 2025م.
وذكر موقع Business Insider الأمريكي، في تقرير له، اليوم، أن مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية آفريل هينز اعترفت أن الهجمات البحرية اليمنية بالصواريخ والطائرات بدون طيار «لن تتوقف أو تتباطأ في أي وقت قريب»، مشيرة إلى أن من وصفتهم بـ«الحوثيين» أطقلوا على مدى الأشهر الماضي، وبلا هوادة صواريخ وطائرات مسيرة لم يحدث أن شهدت البحرية الأمريكية مثلها من قبل.
وقالت هينز، يوم الخميس ردا على أسئلة المشرعين الأمريكيين حول المدة التي سيستمر فيها تهديد الحوثيين: «تقييمنا هو في الأساس أنه سيظل نشطا لفترة ليست قليلة».
وأوضحت أن تقييمها يعود إلى أن اليمنيين «ينتجون محليًا الكثير من الطائرات بدون طيار والأسلحة الأخرى داخل اليمن». مضيفة: «من غير المرجح أن يتغير أي من هذه الأمور في المستقبل القريب».
واعترفت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية بأن الضربات التي نفذتها واشنطن مع حلفائها في ما يسمى «حارس الازدهار» على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، لم تتمكن من «منع الحوثيين حقاً من السير في هذا الطريق» في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل الاحتلال الصهيوني في غزة.
ورداً على سؤال السيناتور تيم كين، عما إذا كان وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وحماس سيقلل بشكل كبير من وتيرة هجمات اليمنيين، قالت هينز إن «الحوثيين أشاروا في أوقات مختلفة إلى أنهم سيلتزمون بوقف إطلاق النار إذا توقفت الحرب على غزة، وأعتقد أن هناك احتمالاً معقولاً لإيقاف هجماتهم على السفن».
وأضافت: «أحد الأشياء التي كانت تمثل تحديا هو أن لدى الحوثيين مبررات منطقية، وقد تغيرت هجماتهم بمرور الوقت قليلا وأصبح الأمر أكثر تعقيدا في بعض الأحيان، لقد قالوا إنهم لن يتوقفوا إلا إذا تم تسليم المساعدات إلى غزة، ويبدو أن هناك متطلبات إضافية ولكن هذا لا يعني أنهم لن يتوقفوا إذا كان هناك وقف لإطلاق النار».
وخلص تقرير المخابرات الأمريكية إلى أن هجمات «الحوثيين» على السفن التي تعبر البحر الأحمر متجهة إلى الكيان الصهيوني، وكذلك الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على مواقع صهيونية في مدينة أم الرشراش المحتلة تخلق «خطرًا حقيقيًا لتصعيد أوسع نطاقًا».
ومكتب مدير المخابرات الوطنية (أو دي إن آي) أنشأه الكونغرس ردا على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من عام 2001، ويعمل هذا المكتب على تنسيق عملية جمع المعلومات الاستخبارية وتبادلها بين وكالات الاستخبارات الأمريكية.
وآفريل هينز أول امرأة ترأس الاستخبارات الوطنية الأمريكية.
وفي جلسة خصصت للاستماع لشهادات قادة القوات البحرية، قال وزير البحرية الأمريكية ديل تريو إن قواتهم «خاضت 200 اشتباك مع صواريخ وطائرات بدون طيار أطلقها الحوثيون».
وأضاف تريو: «لقد تم إطلاق النار على سفننا مباشرة وعلى البحارة في جميع أنحاء البحر الأحمر، وقد فقدنا للأسف 3 من عناصر قواتنا الخاصة».
من جهته أشار رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مايك روجرز إلى أن البحرية الأمريكية تقوم بتنفيذ العمليات بوتيرة أسرع بكثير من المخطط لها، حيث تستهلك الصواريخ بسرعة، وتحرق الوقود، وتمدد فترات الانتشار أثناء الدفاع في البحر الأحمر وحماية «إسرائيل».
فيما قال السيناتور أنجوس كينغ مخاطبا قائد البحرية الأمريكية: نحن ننفق 4 ملايين دولار لإسقاط طائرة بدون طيار من الحوثيين قيمتها 20 ألف دولار.. ماذا بحق الجحيم تعتقدون يا رفاق؟».
واعترف السيناتور دان سوليفيان أن حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت أيزنهاور والمدمرة يو إس إس غيرفلي غادرتا البحر الأحمر مطرودتين من قبل اليمن.
وكانت البحرية الأمريكية على موقعها الإلكتروني أعلنت، الجمعة قبل الماضية، أن حاملة الطائرات «أيزنهاور» والمدمرة «غيرفلي» عبرتا قناة السويس إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بعد مغادرتهما البحر الأحمر.
وخلال جلسة مجلس الشيوخ الأمريكي، قلل السيناتور مايك والتز من قوة واشنطن في عهد الرئيس بايدن، قائلاً إن «أمريكا باتت أقل أمانا بعد ثلاثة أعوام من حكم بايدن».
وعرض والتز في مساءلته لوزير الدفاع أوستن قائمة فيها عدد من إخفاقات الولايات المتحدة من بينها الفشل في ردع الهجمات البحرية اليمنية، مشيراً إلى أن أعداء وخصوم الولايات المتحدة لم يعودوا يحترمونها وهذا يعد فشلا ذريعا لواشنطن وضربة موجعة توجهها صنعاء التي تساند الشعب الفلسطيني في غزة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا