قسم التحقيقات / لا ميديا -
تعيش مدينة تعز المحتلة مأساة يضاعفها الإهمال والفساد في ظل انتشار مهول لأكوام القمامة في كافة شوارع المدينة المنكوبة، بشكل أصبح يهدد البيئة والمجتمع بالعديد من الأمراض والكوارث البيئية، فيما لم تحرك سلطات الارتزاق التابعة لخونج التحالف ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها.
بات سكان مدينة تعز يحلمون بأن يستنشقوا الهواء النقي بعيداً عن استنشاق رائحة القمامة المكدسة في كل شوارعها بسبب غياب الجهات المعنية التي لا يسمعون عنها إلا وقت الجبايات ونهب ممتلكات المواطنين.
أكوام القمامة منتشرة على امتداد شوارع المدينة، والروائح المتأججة تنفذ إلى كل منزل حاملة معها العدوى والأمراض والشعور بالاختناق في ظل أجواء الصيف الخانقة.

آراء مواطنين
يؤكد أحمد غالب النويهي (اسم مستعار) وهو من حي المغتربين بمديرية القاهرة في مدينة تعز ويعمل مدرسا، أن عودة تكدس القمامة في شوارع المدينة وأحيائها تنذر بانتشار الأوبئة والأمراض بين السكان مع دخول الصيف وموجة الحر.
يقول النويهي: "نحن مانزال في بداية فصل الصيف، والقمامة مكدسة في الشوارع بالأطنان منذ فترة طويلة، بينما السلطة المحلية لا تحرك ساكنا ولا نعلم ما هي مهمتها وعملها.
وأشار إلى أن "القمامة منتشرة في شوارع وأحياء مديريات المدينة، على الرغم من أن هناك من يسمون رؤساء المجالس المحلية وأيضاً محافظ المحافطة وأكثر من 10 وكيلا لا نعلم مهمة هؤلاء وما عملهم، كما توجد جهة مسؤولة عن النظافه والتحسين ومدير عام للأشغال والبلديات ولكنهم لم يحركوا ساكنا".
المواطن عبده إسماعيل الخليدي (56 عاما) والذي يعمل ممرضا في أحد مشافي المدينة، يتحدث قائلاً: "ليست القمامة وحدها هي ما نعاني منه، بل يقابل هذه الكارثة كارثة أخرى هي مياه الصرف الصحي التي طفحت منها شوارع المدينة".
يضيف الخليدي: نتج عن هاتين المشكلتين انتشار عدد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين وخصوصاً النساء والأطفال، وأكثر هذه الأمراض انتشاراً وخطورة هو وباء الكوليرا الذي انتشر بشكل كبير ومخيف.
وتابع: وزاد من معاناة المواطنين وتدهور أوضاعهم الإنسانية والصحية إهمال وفساد السلطة المحلية ومتاجرة البعض بأرواح وحقوق المواطن البسيط المغلوب على أمره.

إهمال معتمد
يقول مروان العقاقي الذي يعمل سائق دراجة نارية وهو من منطقة حبيل سلمان بمديرية صبر الموادم إن هناك إهمالا معتمدا من قبل سلطات الارتزاق في المدينة بعدم رفع القمامة من شوارع وأحياء مديرية المظفر وكذلك الأماكن التابعة لمديرية صبر الموادم كالحبيل وعقاقة القريبة من جامعة تعز، مشيرا إلى أن هذه المناطق تعاني من إهمال كبير، خصوصاً الأماكن القريبة من مقلب القمامة بسبب عدم إحراقها وكذا عدم مكافحة البعوض القادم من حدائق الصالح مما يسبب أمراضا وبائية.
وأضاف العقاقي أن سكان منطقة بئر باشا والمطار القديم يشكون من انتشار وباء الكوليرا والإسهال المائي خلال هذه الأيام بسبب تكدس القمامة في شوارع وأحياء مدينة تعز، على الرغم من عملية التدوير الوظيفي لمدراء صندوق النظافة والتحسين، إلا أن كل من يأتي لا يلبث أن يتحول مثل من سبقوه، حيث يعمل فترة قصيرة ثم يغير نشاطه في رفع القمامة من الشوارع.
واختتم العقاقي حديثه قائلاً: كنا نظن حينما تم تعيين امرأة مديراً عاماً لصندوق النظافة والتحسين بأنها ستعمل من أجل نظافة شوارع المدينة ولكن بمجرد مرور فترة قصيرة كانت القمامة قد عادت إلى التكدس من جديد وكما يقول المثل يا أبو زيد كأنك ما غزيت".

القمامة ومياه الصرف الصحي تغرق أحياء التربة
ليس سكان المدينة وحدهم من يعانون، بل هناك أيضا سكان مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين المسيطر عليها من قبل الخونج يعانون من تكدس القمامة وطفح مياه الصرف الصحي وانقطاع كابلات الهاتف الأرضي منذ أسبوعين بسبب عمليات الحفر التي قام بها الصندوق الاجتماعي للتنمية بهدف ترميم الشوارع ولم يفعل ذلك.
ويشكو أصحاب المحال التجارية من إغلاق الشوارع واختلاط المجاري بمياه الأمطار، وانبعاث روائح كريهة، وانتشار البعوض والذباب والحشرات في الأحياء السكنية والأسواق.

ملاك البنايات
مصدر محلي أفاد بأن ملاك البنايات تقدموا بشكوى إلى المرتزق عبدالعزيز الشيباني المعين مديرا عاما لمديرية الشمايتين، لما يتعرضون له من خسائر مادية وصحية، لكن الشيباني فرض على كل مالك عمارة مبلغ مائة ألف ريال مقابل إصلاح الأنابيب، ولم يف بما وعد به بل زادت المعاناة.

مناشدة
أهالي وسكان مدينة التربة وجهوا مناشدة إلى حكومة الفنادق بإلزام الشيباني بإعادة ما أخذه من أموال من المواطنين، وسرعة إنقاذهم من التلوث البيئي والروائح الكريهة وفتح الشوارع المغلقة.

صفقة فساد تدار بالكواليس
وكشفت وثيقة رسمية حصلت عليها صحيفة "لا" اعتراض مكتب الزراعة بتعز على تسليم المعدات التابعة للمكتب لجهات أخرى.
الوثيقة الموجهة للمرتزق نبيل شمسان المعين محافظا للمحافظة بتاريخ 4 يناير الماضي كشفت أيضا أنه تم نهب كافة معدات الهيئة من حوش المكتب، وذلك بالتنسيق مع النهابين عبر المحافظة وصندوق النظافة.
وتوضح الوثيقة أن "الشيول الذي يعتزم نقل ملكيته من مكتب الزراعة إلى صندوق النظافة والتحسين تقدر قيمته بأكثر من مائة مليون ريال، وتستخدمه البحوث الزراعية في جميع فروعها (تعز، ولحج، وأبين)".