تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
أكدت وسائل إعلام عبرية أن اليمن نجحت في فرض إطار مشاركتها في الحرب ضد الكيان الصهيوني، دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني، وفرضت عقوبات مركزة على السفن المرتبطة بكيان الاحتلال، مُتسببة بتعطيل ميناء أم الرشراش "إيلات".
وأشار الإعلام العبري إلى أن "إسرائيل" ومعها الولايات المتحدة فشلتا في حشد تحالف دولي كبير ضد صنعاء.. موضحاً أن الغارات الصهيونية على ميناء الحديدة لم توقف القوات المسلحة اليمنية من مواصلة عملياتها ضد "إسرائيل" والسفن الأمريكية والبريطانية.
في هذا الصدد نشرت القناة الثانية عشرة العبرية، عبر موقعها الإلكتروني تقريراً بعنوان "مشكلة الحوثيين والدرس الذي يجب تعلّمهُ من الفشل السعودي".
وأفاد التقرير بأن من وصفهم بالحوثيين، استطاعوا تثبيت سيطرتهم على البحر الأحمر وباب المندب وفرض عقوبات مُركزَة على السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني.. مشيراً إلى وجوب أن تتعلم "إسرائيل" من فشل التحالف السعودي في ما يتعلق بالحصار الاقتصادي خلال سنوات العدوان على اليمن منذ مطلع 2015م.

البحر المتوسط
واعترف التقرير بأن القوات المسلحة اليمنية أوصلت عملياتها البحرية إلى البحر الأبيض المتوسط، مستهدفة السفن الصهيونية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وفرضت مسرح عمليات يمتد من البحر العربي، جنوباً، إلى البحر المتوسط، شمالاً، حيث أفاد التقرير بأن "القتال غير المتكافئ الذي يخوضه الحوثيون في منطقة البحر الأحمر وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط شمالاً ونحو خليج عدن وبحر العرب جنوباً، يمنحهم قوة كبيرة".
وأوضح تقرير القناة 12 العبرية أن "إسرائيل" سعت منذ بدء الهجمات اليمنية، إلى "تصوير تلك الهجمات بأنها عمليات إرهابية تستهدف الأمن الملاحي الدولي في البحر الأحمر، لكنها واجهت صعوبة في حشد دعم دولي واسع، حتى عندما قادت الولايات المتحدة والدول الأوروبية هذه الدعوة لتشكيل تحالف دولي بحري ضد اليمن".
وأفاد التقرير بأن "الحوثيين حرصوا على تأطير مشاركتهم في الحرب ضد إسرائيل، بأنها إسناد لغزة، وأنهم مستعدون لممارسة أي ضغط ضروري على إسرائيل، بشكل مباشر أو غير مباشر، لوقف عملياتها في غزة".. لافتاً إلى أن صنعاء عندما "وسعت عملياتها تدريجياً، فعلت ذلك انطلاقاً من تعريف متجدد أو أكثر مرونة لاستهداف إسرائيل، حيث شمل توسيع التعريف السفن التي ترتبط بشكل فضفاض بإسرائيل أو التي تسعى إلى الرسو في الموانئ الإسرائيلية أو تلك التي تساعد إسرائيل في الحملة العسكرية، بما في ذلك قوات التحالف البحرية التي تعمل ضد الحوثيين".
واعتبر التقرير أن هذا الإطار الذي حددته قوات صنعاء لعملياتها "عزز البعد المناهض لأمريكا وإسرائيل بشكل أساسي أمام العالم، وعزز تمسك اليمنيين بالقضية الفلسطينية ومحور المقاومة، وكسب التعاطف داخل اليمن وفي العالم العربي والإسلامي".. مضيفاً أن "السياق المُركز الذي أضفاه الحوثيون على هجماتهم، إلى جانب قدرتهم على تطبيق عقوبات انتقائية في المعبر البحري كان في صالحهم".
ووصف التقرير قدرات القوات المسلحة اليمنية، بأنها "مثيرة للإعجاب"، حيث نجحت في "تقوية وإتقان أساليب الحرب غير المتكافئة وتكتيكات حرب العصابات، معتمدة أسلحة تكنولوجية غير مكلفة نسبياً واستخدمتها لتدمير السفن المستهدفة وفي بعض الحالات إغراقها".

عقوبات على "إسرائيل"
تقرير القناة العبرية فَنّد بشكل غير مباشر مزاعم أن العمليات اليمنية تستهدف السفن التجارية بشكل عشوائي.. مؤكداً بالقول إن صنعاء "سيطرت فعلياً على شريان بحري دولي مهم وعلى باب المندب، مستخدمة عقوبات اقتصادية مركزة على سفن معينة، وفقاً للفئة التي حددتها في ما يتعلق باتصال كل سفينة بإسرائيل أو بشعب إسرائيل، وهذا عمل انتقائي، ولكن له تأثيرات وخيمة وبعيدة المدى".
ولفت التقرير إلى أنه "أصبح من الصعب إنشاء جبهة شاملة وواسعة ضد الحوثيين، خصوصاً وأن الإطار الذي قدموه في إسنادهم لغزة لم يرفضه المجتمع الدولي بشكل كامل".

التجربة السعودية
وحول الغارات الصهيونية على ميناء الحديدة، ذكرت القناة العبرية أن هذا الاستهداف أضرّ "بشريان الحياة الرئيسي للشعب اليمني" وليس بالقدرات العسكرية كالصواريخ الباليتسية والطائرات المسيرة التي تستهدف المصالح الصهيونية في البحر وأيضاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. لافتة إلى وجوب أن تستفيد "إسرائيل من تجربة التحالف الذي أسسته السعودية ضد اليمن مطلع عام 2015م، وشاركت فيه أمريكا، ويتمثل في هجمات عسكرية على الموانئ الحيوية وفرض حصار بحري وجوي ومنع إدخال السلع والمنتجات، كل ذلك حكم على الشعب اليمني بكوارث إنسانية خطيرة، لكن تلك الإجراءات لم تغير عملياً ميزان القوى".

خسائر بالمليارات
موقع "ماكو - mako" العبري، التابع للقناة الـ12 العبرية، هو الآخر نشر تقريراً بعنوان "هل أدى الهجوم في اليمن إلى ردع الحوثيين حقاً؟"، ليجيب على ذات السؤال بالقول: "لازال الحوثيون يواصلون تعطيل الشحن البحري إلى الموانئ الإسرائيلية وفي مقدمتها ميناء إيلات، متسببين بأضرار اقتصادية بالمليارات، وهو ما يعتبر أحد أعظم إخفاقات إسرائيل، التي ذهبت في الماضي إلى الحرب فقط بسبب التهديد الذي يتعرض له طريق الشحن هذا برمته".. مستطرداً: "لقد تمكنوا من القيام بذلك بقوة عسكرية صغيرة وأقل بكثير من أولئك الذين يقفون أمامهم، ويحدث ذلك بسبب القرارات وليس القدرات".
وأكد التقرير أنه لا يمكن للكيان الصهيوني أن يكون "راضياً بما يجري في ميناء إيلات الذي ظل فارغاً تماماً منذ أشهر نتيجة هجمات الحوثيين على السفن وكذلك على الطرق السياحية، وتهديداتهم المتواصلة، مما أدى إلى خسائر مباشرة وغير مباشرة بالمليارات".
وكان ميناء أمر الرشراش (إيلات) قد أعلن منتصف تموز/ يوليو الماضي، إفلاسه رسميا، بعد أكثر من ثمانية أشهر من الشلل التام في نشاطه التجاري نتيجة الهجمات اليمنية على السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، إسناداً لقطاع غزة.