تقرير / لا ميديا -
في غزة عدوان الإبادة الصهيوني مستمر مع زيادة لهيب الصراع الصهيوني الداخلي والذي عمقه تصدي المقاومة للاحتلال ومنعه من تحقيق أي من أهدافه وعلى رأسها استعادة أسراه عبر الأعمال العسكرية.
وارتكبت قوات الاحتلال 3 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 48 شهيدا و70 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك مع تواصل هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق متفرقة بعد 332 يوما على الحرب، وسط استهداف متعمد للنازحين.
وبذلك، ارتفعت حصيلة العدوان إلى 50,786 شهيدا ومفقودا و94,224 جريحا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في غزة أمس الاثنين.
وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على المناطق المأهولة والمنازل السكنية وسط القطاع، واستهدفت الغارات مساكن بمخيم البريج، وشارع صلاح الدين، ومدينة رفح، ومخيم النصيرات وحي الصبرة، حيث استهدفت الغارات عشرات العائلات.
سياسيا استمرت الاحتجاجات الضخمة في الكيان الصهيوني، والتي تطالب بالتوصّل إلى اتفاق تبادل أسرى والإطاحة بنتنياهو، بالتزامن مع تجمد اقتصاد الاحتلال عقب الإضراب الشامل التي أعلنه الهستدروت (اتحاد النقابات العمالية في الاحتلال) والذي كان أكبر ضربة لنتنياهو ضمن حالة الصراع الصهيوني الداخلي.
وقال نتنياهو معلّقا على إضراب «الهستدروت» أمس: «إنه عار، وهو مثل القول للسنوار، نحن هنا ندعمك».
بدوره رد «الهستدروت»: «نتنياهو يحرّض ويهدف إلى جعل جمهور المستوطنين ينسى من حدثت في عهده أكبر كارثة.. أعيدوا أبناءنا وبناتنا أحياء وليس في أكياس سوداء».
في سياق متصل أقر الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين المقاومة والكيان الصهيوني.
وزعم بايدن في بداية حديثه أن اتفاق تبادل الأسرى بات قريبا جدا، غير أنه أشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لا يفعل ما يكفي من أجل التوصّل إلى ذلك.
وقال بايدن، أمس: «قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الرهائن في غزة».
وأضاف: «لا أعتقد أن نتنياهو يبذل جهدا كافيا للتوصل إلى صفقة رهائن».
إلى ذلك اتهم «منتدى عائلات الأسرى» في قطاع غزة، في بيان، رئيس حكومة الاحتلال بمواصلة عرقلة المفاوضات ومنع التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وقال في بيان أصدره، بعد تصريحات بايدن: «إذا كنا بحاجة إلى دليل إضافيّ على أن نتنياهو يُفشل عودة المختطَفين، فقد حصلنا عليه من الرئيس الأميركيّ».
وقالت العائلات في بيانها إن تصريحات نتنياهو بأن إسرائيل لن تغادر محور فيلادلفيا، «لا بعد 42 يوما ولا بعد 42 عاما، خطيرة وتعني أنه لن تكون هناك صفقة».
وشدّد منتدى العائلات على أن «الشعب الإسرائيلي لن يسمح للكابينيت (وصفته بأنه الكابينيت الذي تخلى عن مواطنيه) بمواصلة تمييع الصفقة التي كان من الممكن أن تنقذ حياة ثلاثة على الأقل من بين الرهائن الستة الذين دفنوا في اليومين الأخيرين».
وكان نتنياهو قال في خطاب مطول في هذا الشأن خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته التي عقدت أمس الاثنين،  إن كيان الاحتلال لن ينسحب من محور فيلادلفيا «لا بعد 42 يوما ولا بعد 42 عاما»، على حد تعبيره.
وكان القيادي ومسؤول ملف التفاوض في حركة حماس خليل الحية قال إن الحركة سمعت عن لجان فنية تواصل المناقشات وتبحث بعض التفاصيل، لكن حماس لم تنخرط فيها ولم تتوصل إلى شيء. وأكد أنه دون «الانسحاب الإسرائيلي» من ممري «فيلادلفيا ونتساريم» ومعبر رفح، فلن يكون هناك أي اتفاق.
وأضاف أن موضوع المفاوضات الآن بات يدور حول شروط نتنياهو الجديدة، مشددًا على أن حركة حماس غير معنية بالتفاوض على هذه الشروط وأن قرارها هو عدم التنازل عن مقترح 2 يوليو.

أبو عبيدة يحمل نتنياهو مسؤولية مقتل الأسرى
بدوره الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة قال أمس إن نتنياهو وقوات الاحتلال وحدهم من يتحملون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوةً على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر.
وأضاف في بيان على قناته بتيليجرام: «نقول للجميع وبشكلٍ واضحٍ إنه وبعد حادثة النصيرات، صدرت تعليماتٌ جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم».
وتابع: «إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقةٍ سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم الاختيار إما قتلى وإما أحياء».

الضفة تتفجر في وجه عدوان الاحتلال
لليوم السابع تواليا تدور اشتباكات ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تشن عدوانا على الضفة الغربية المحتلة هو الأكبر منذ 2002.
وواصلت فصائل المقاومة التصدي لقوات الاحتلال في عدد من الأحياء ومحاور التوغل بمدن الضفة، بينما واصلت قوات الاحتلال تدمير البنى التحتية والمرافق الحياتية والخدماتية وتحديدا في مخيمات طولكرم وجنين، والتنكيل بالفلسطينيين وفرض عقوبات جماعية بحقهم وحصارهم ومنعهم من التنقل، مع دفع عشرات العائلات من مخيم جنين إلى النزوح قسرا.
واندلعت مساء الأمس، اشتباكات ضارية في طولكرم، حيث أكّدت كتائب القسام هناك، استهداف «قوة من المشاة في محور التوغل بحارة الغانم، وإمطارها بالرصاص، ما أدى إلى إيقاعهم بين قتيل وجريح»، بينما عزّزت قوات الاحتلال، وجودها بجنين، حيث تحاول عزل أحياء «الدمج» و«الجابريات»، والمخيّم.
بدورها سرايا القدس -كتيبة طولكرم قالت: «تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار في جرافة عسكرية صهيونية من نوع D9 في محور المدارس في مخيم طولكرم».
أما كتائب شهداء الأقصى فقالت: «يخوض مجاهدونا اشتباكات مع جنود العدو في مدينة جنين وتم استهدافهم برشقات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة».
في سياق متصل تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن العثور على سيارة مفخخة في مدخل مستوطنة عطيرت في الضفة الغربية.