التهديد الحوثي .. عملياتنا في اليمن تثبت هزيمتنا كل يوم
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة:إياد الشرفـي / لا ميديا

بقلم: نوام نور - «تايمز أوف إسرائيل»
ترجمة خاصة:إياد الشرفي / لا ميديا -
على «إسرائيل» أن تنقل فائض أسلحتها التي استولت عليها من لبنان أو سورية إلى الحكومة اليمنية لتعزيز قتالها ضد الحوثيين، بالإضافة إلى التدريب والمعلومات الاستخباراتية والتعاون المشترك.
لفتت الحرب في غزة انتباه إسرائيل إلى التحديات الأوسع نطاقاً الناشئة في المنطقة، وخاصة في البحر الأحمر. لأكثر من عام، كان المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران يستهدفون السفن بالقرب من مضيق باب المندب، وهو نقطة عبور حاسمة للتجارة العالمية، ويطلقون الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل. وكما كتبنا في العمود السابق، فقد عطلت هذه الهجمات 12% من التجارة العالمية وأدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن. ومع ذلك، كان الرد من جانب إسرائيل والمجتمع الدولي ضعيفا في أحسن الأحوال وموجها بشكل سيئ في أسوأ الأحوال.
أعتقد أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تعتمد بشكل كبير على الضربات الجوية، مضللة بشكل أساسي عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع طرف فاعل مثل اليمنيين، فهؤلاء ليسوا لاعبين عقلانيين مقيدين بالردع التقليدي. إن التعصب الأيديولوجي للحوثيين، إلى جانب تجاهلهم لرفاهية المدنيين، يجعلهم غير مبالين بتهديد الدمار. وعلاوة على ذلك، فإن المسافة إلى اليمن كبيرة، وإجراء العمليات هناك يفرض تحديات مختلفة تماما مقارنة بالضربات الروتينية والأقرب جغرافيا نسبيا في غزة أو لبنان أو سورية. والعمليات اليومية في اليمن ليست عملية ولا فعّالة من حيث التكلفة بالنسبة لإسرائيل. وعلى الرغم من خمس عمليات واسعة النطاق في اليمن، يظل الحوثيون غير مردوعين. وإذا لم تنجح هذه الإجراءات، فلماذا نعتقد أن الإجراءات التالية ستنجح؟ لذلك، أعتقد أن إسرائيل وحلفاءها بحاجة إلى أفكار جديدة ويجب أن يتحرروا من التفكير التقليدي.
تحول التوازن في اليمن
إن مفتاح التصدي للتهديد الحوثي لا يكمن في المواجهة المباشرة، بل في تمكين أولئك الموجودين بالفعل على الأرض. فقد فقدت قوات المشاة القبلية التابعة للحوثيين، والتي كانت مهيمنة ذات يوم، نفوذها لصالح القيادة المركزية. ويخلق هذا التحول فرصة. والحكومة اليمنية، التي لا تزال تعاني من خسارة صنعاء وغيرها من الأراضي، حريصة على الرد. ولكن ما ينقصها هو الموارد - التي تستطيع إسرائيل والغرب توفيرها بسهولة.
يمكن لإسرائيل أن تنقل فائض أسلحتها التي استولت عليها من لبنان إلى الحكومة اليمنية لتعزيز قتالها ضد المتمردين. وبالإضافة إلى التدريب والمعلومات الاستخباراتية التي يقدمها حلفاء مثل الولايات المتحدة والدول المعتدلة، فإن هذه الإمدادات من شأنها أن تمكن القوات اليمنية من تحدي الحوثيين على أرضهم. وإذا حصلت الحكومة اليمنية على الموارد التي تحتاجها، فقد تتمكن من إطلاق حملة ضد الحوثيين في أراضيها. ومن شأن هذا أن يوفر للمقاتلين القبليين ما يقدرونه أكثر من أي شيء آخر: الفرصة لخوض معارك وجهاً لوجه من أجل أرضهم. ويمكن لكل قبيلة أن تستعرض قوتها، وتكتسب الهيبة، وتحسن مكانتها مع تخفيف تبعيتها المحبطة للقيادة الحوثية المركزية. ومن الممكن أن يؤدي مثل هذا السيناريو إلى خلق ديناميكية تضطر الحوثيين إلى التركيز على الدفاع عن أراضيهم بدلاً من تصعيد الهجمات في البحر الأحمر.
الحلول التكتيكية لسد الفجوات
وبينما تتبلور الحلول الطويلة الأجل، أعتقد أن اتخاذ إجراءات فورية أمر ضروري للتخفيف من حدة التهديد الحالي. أولاً: يجب على إسرائيل والتحالف الدولي تفكيك سلاسل إمداد الحوثيين. ويعتمد المتمردون على طريقين رئيسيين للتهريب: أحدهما بحري والآخر جوي. إن تعزيز الدوريات البحرية وتنفيذ ضربات دقيقة على هذه الطرق يمكن أن يؤدي إلى قطع خطوط إمدادهم. وينبغي للأسطول الخامس الأميركي والمملكة المتحدة، إلى جانب سلاح الجو الإسرائيلي ذي القدرات العالية، أن يتولى زمام المبادرة في فرض هذه الحصارات.
ثانياً: من الواضح أن القضاء على قيادات الحوثيين أصبح على رأس الأولويات. ومع ذلك، يجب تنفيذ ذلك بسرعة وتخصيص قدر كبير من الموارد. وبدلاً من الاعتماد فقط على مهارات الاستخبارات الإسرائيلية، لا بد من التعاون القوي مع الحلفاء لتحقيق نتائج فعالة.
ثالثا: يجب أن تواجه إيران العواقب المترتبة على دعمها للحوثيين. لقد كشفت إيران، الداعم الرئيسي لإسرائيل، بالفعل عن قدرات إسرائيل، كما يتضح من الضربة الأخيرة في تشرين الأول/ أكتوبر. وبدلاً من تكرار الإجراءات في اليمن، فإن اتخاذ إجراءات محددة ضد الأصول الإيرانية قد يرسل رسالة واضحة. ومع عودة ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض، فإن مخاوف إيران توفر فرصة للضغط على طهران بشكل أكبر.
ورغم اعتقادي بأن هذه الجهود لن توقف الحوثيين بشكل مباشر، إلا أنها تعزز تكاليف استراتيجية إيران بالوكالة.
دور المجتمع الدولي
إن مضيق باب المندب لا يشكل مشكلة إسرائيل فحسب؛ إنه مشكلة عالمية. ومع ذلك، كانت الاستجابة الدولية ضعيفة. لقد فشل ائتلاف إدارة بايدن، المكلف بتأمين التجارة البحرية، في تحقيق هدفه. ومن الواضح أن هناك حاجة إلى جهد أقوى وأكثر تنسيقا.
ويجب على المجتمع الدولي أن يزيد من العمليات البحرية، ويوفر الحراسة المسلحة للسفن التجارية، ويعزز الدعم اللوجستي للحلفاء الإقليميين. إن تمكين الحكومة اليمنية من استعادة السيطرة على سواحلها أمر حيوي لمعالجة جذور المشكلة. لا يتعلق الأمر بالنية الحسنة؛ إن الأمر يتعلق بحماية الاستقرار الاقتصادي العالمي. وكما زعمت من قبل، فإن الحلول المحلية غالباً ما تكون أكثر فاعلية واستدامة من التدخلات الأجنبية.
التفكير خارج الوضع الراهن
ويجب على إسرائيل وحلفائها التخلي عن الاستراتيجيات القديمة التي تعالج فقط أعراض مشكلة الحوثيين. ومن خلال تجهيز القوات اليمنية، والاستفادة من الديناميكيات القبلية، وتكثيف الضغوط على إيران، يمكننا أن نبدأ في تفكيك التهديد الحوثي في جوهره. وفي الوقت نفسه، يمكن للخطوات التكتيكية مثل تعطيل طرق الإمداد وشبكات القيادة أن تقدم راحة مؤقتة. إن المخاطر كبيرة للغاية في حالة اتخاذ إجراءات مترددة. إن البحر الأحمر يشكل عنصرا أساسيا في التجارة العالمية، ولا يجوز ترك أمنه للصدفة. لقد حان الوقت لأن تفكر إسرائيل والمجتمع الدولي بشكل إبداعي وتتخذ إجراءات حاسمة. إن الوقت يمضي بسرعة، والعالم لا يستطيع أن يتحمل التأخير.
يتمتع الكاتب بخبرة تمتد لنحو عقد من الزمن كمحلل لشؤون الشرق الأوسط في إسرائيل. خريج زمالة أرجوف في القيادة والدبلوماسية.
المصدر ترجمة خاصة:إياد الشرفـي / لا ميديا