عادل بشر / لا ميديا -
تأكيداً على الوجع الكبير الذي ألحقته صنعاء بـ»تل أبيب» في معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» خلال الخمسة عشر شهراً الماضية، إسناداً للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني المدعوم غربياً، يواصل الإعلام العبري تناول الجبهة اليمنية في التحليلات والدراسات والأطروحات الإعلامية، كقوة فرضت نفسها وأثبتت قدراتها العسكرية المتطورة أمام بعض من أقوى الجيوش في العالم.
في هذا الصدد نشرت صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل»، أمس، مقالاً تحليلاً بعنوان «صعود الحوثيين في عالم معولم» تناولت فيه التدخل اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي تعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م حتى دخول هدنة وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الفائت.
وبدأ كاتب التحليل وهو أكاديمي «إسرائيلي» بمقدمة قصصية تحمل نوعاً من السُخرية، قائلاً بأنه أثناء الصغر كان يعاني من الأرق ولا يستطيع النوم، فاضطر إلى الاستعانة بمقالات «علم النوم» في النسخ القديمة من المجلة الطبية البريطانية، وطبق استراتيجيات النوم التي وضعها المنوم المغناطيسي بول ماكينا لمدة 15 عامًا، كما استخدم كتابًا ورقيًا من تأليف نيرينا راملاخان، خبيرة علم النفس الشرقي الغربي، كدليل أثناء الدراسة في الجامعة ليتمكن من تحسين نومه.
وقال: «من المؤسف أن هؤلاء المؤلفين البريطانيين غير مؤهلين لتقديم المشورة بشأن الأرق في النوم، وفي السياق لم يكن لدى أحد وصفة للصواريخ الباليستية الحوثية»، مضيفاً: «لم تكن تمارين التنصت التي ابتكرها بول ماكينا، ولا كتاب فينج شيو الذي ابتكره راملاخان، كافية لتسهيل ليلة هادئة بينما كانت الصواريخ الحوثية الأسرع من الصوت تنهمر فوق الرؤوس في إسرائيل».
وتساءل كاتب التحليل: «لماذا يتدخل الحوثي في الحرب بين إسرائيل وحماس، بالرغم من أن صنعاء تقع على بعد 2000 كيلومتر من تل أبيب، ولا توجد حدود مشتركة، أو مصالح يمنية على المحك، ورغم ذلك، يطلق الحوثيون مئات الصواريخ على الإسرائيليين؟»، قبل أن يؤكد أن «مشاركة الحوثيين مع غزة في حرب إسرائيل ضدها تشكل وسام شرف لامع للحركة اليمنية».
وأشار إلى أنه ورغم أن القومية العربية ليست جديدة (فقد رفضت اليمن منح شركة العال الإذن حتى بالتحليق فوق مجالها الجوي في تسعينيات القرن العشرين)، فإن هذه الموجة من «المغامرات» هي الأولى من نوعها.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن أحد أسباب الموقف اليمني «العسكري والشعبي» المساند للفلسطينيين، يعود إلى المذبحة التي ارتكبها «الجيش الإسرائيلي» في غزة، مشيرة إلى أن هذه المذبحة كانت كافية لصرف انتباه الشعب اليمني عن «همومه وفقره» والالتفاف حول موقف صنعاء المناصر لمظلومية أبناء فلسطين.
وأردفت: «وإدراكاً منهم للحشود التي تتجمع في المدن اليمنية لدعم التحرك ضد إسرائيل، يطور الحوثيون ترسانتهم الصاروخية كحجر أساس لتأكيد شرعيتهم المحلية»، لافتة إلى أن نجحت في الظهور بمظهر اللاعب الإقليمي الرئيسي، وممارسة نفوذ كان في السابق محصوراً بالقوى العظمى.
وأفادت الصحيفة في تحليلها بأنه وعلى الرغم من الأزمة التي شهدها البحر الأحمر نتيجة الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني، وتأثير ذلك على التجارة العالمية، حدّ تعبير الصحيفة العبرية، فإنه وطوال الخمسة عشر شهراً الماضية لم يشهد العالم أي احتجاج شعبي ضد «الحوثيين»، موضحة أنه وعلى العكس من ذلك «تلقت الجماعة بالفعل مستوى واضحًا من الدعم، حيث سارت الحشود إلى ساحة البرلمان في لندن وهم يهتفون بأنهم فخورون بموقف صنعاء ويطالبون الحوثيين باحتجاز سفينة أخرى بعد سفينة جلاكسي ليدر».

تحالف دولي
في سياق موازٍ، قال وزير الخارجية «الإسرائيلي» جدعون ساعر،  إن استخدام مصطلح «الردع» لا يناسب الحديث عن مواجهة قوات صنعاء، داعياً إلى تشكيل تحالف دولي وإقليمي ضدها.
جاء ذلك خلال لقاء ساعر بوفد من مجلس الشيوخ الأمريكي في «تل أبيب»، أمس الأول.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن وزير خارجية الكيان الصهيوني قال لوفد الشيوخ الأمريكي إن «الحوثيين يشكلون تحدياً للنظام العالمي والتجارة العالمية وحرية الملاحة»، معتبراً أنهم «مشكلة إقليمية وعالمية وليست مشكلة لإسرائيل فقط».
وأضاف: «الحوثيون جهاديون وعلينا أن نكون حذرين في استخدام مصطلح (الردع) تجاههم، ولهذا السبب فإن هناك حاجة إلى تشكيل تحالف إقليمي ودولي لهزيمتهم»، حسب تعبيره.