عادل بشر / لا ميديا -
أثارت تقارير غربية حول امتلاك القوات المسلحة اليمنية تقنية متطورة تجعل طائراتها المسيّرة أكثر قدرة على التخفي وقطع مسافات أطول، الرُعب لدى الكيان الصهيوني، حيث وصفت وسائل إعلام عبرية تلك الأنباء بأنها "مقلقة لإسرائيل"، خصوصاً وأن هذه التقنية ستمنح قوات صنعاء عنصر المفاجأة ضد القوات الأمريكية والصهيونية في حال استئناف المواجهات مع اليمن على خلفية موقفه المساند للشعب الفلسطيني.
ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية، أمس، تقريراً بعنوان "تقرير مقلق لإسرائيل: طائرات الحوثي المسيرة ستكون أكثر فتكاً بكثير"، تناولت فيه ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس الأول، حول توصل باحثين في مجال الأسلحة إلى نتائج تفيد بأن من وصفتهم الصحيفة بـ"الحوثيين" ربما تمكنوا من الحصول على تقنيات متطورة جديدة تجعل من  اكتشاف طائراتهم المُسيّرة أمراً صعباً وتساعدها على التحليق لمسافات أطول.
وأكدت "معاريف" أن هذه التقنية الجديدة "من شأنها أن توفر للمقاتلين الحوثيين قفزة تكنولوجية كبيرة".. مشيرة إلى أن امتلاك "الحوثيين خلايا وقود الهيدروجين سيمنحهم تفوقاً تكنولوجياً كبيراً".
واستندت الصحيفة العبرية إلى تقرير "نيويورك تايمز" الذي أوضحت فيه أن الباحثين في مجال الأسلحة "وجدوا أدلة على أن الحوثيين قد اكتسبوا تقنية جديدة قد تُصعّب اكتشاف طائراتهم المسيرة، وتُمكّنها من التحليق لمسافات أطول".
وصرح تيمور خان، الباحث في منظمة أبحاث التسلح في الصراعات (CAR) ومقرها في لندن، لـ"نيويورك تايمز" قائلاً: "قد يمنح هذا الحوثيين ميزة المفاجأة ضد القوات الأمريكية أو الإسرائيلية إذا استؤنف القتال".
ووفقاً للتقرير فإن هذه التقنيات تشمل خلايا وقود الهيدروجين، التي "تُنتج الكهرباء من خلال تفاعل كيميائي بين الأكسجين وذرات الهيدروجين المضغوط، مما يؤدي إلى إطلاق بخار الماء دون أي حرارة أو ضوضاء تقريبًا".
وأشار إلى أن "طائرات الحوثيين بدون طيار التي تعمل بمحركات الاحتراق أو بطاريات الليثيوم، تستطيع الطيران لمسافة تصل إلى 1200 كيلومتر، ولكن مع خلايا وقود الهيدروجين سيكون من الممكن زيادة المدى بما يصل إلى ثلاثة أضعاف وجعل الكشف بواسطة أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء أكثر صعوبة".
وقال خان: "إذا كان الحوثيون قد حصلوا على هذه المكونات بأنفسهم، فقد يشير هذا إلى سلسلة توريد جديدة من الأسواق التجارية، وهو ما من شأنه أن يزيد من استقلاليتهم التكنولوجية".
وتشير الصحيفة إلى أن تقنية الدفع الهيدروجيني استخدمتها وكالة ناسا منذ بعثات أبولو، إلا أنها لم تدخل الاستخدام العسكري إلا في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلال الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان. ومنذ ذلك الحين، انتشرت هذه التقنية، ويتزايد استخدامها في الطائرات المسيرة العسكرية والتجارية نظرًا لمزاياها: تخزين طاقة أعلى بثلاث مرات من بطاريات الليثيوم، ووزن أخف، وتحسين استقرار كاميرات المراقبة، وتقليل الحاجة إلى استبدال البطاريات بشكل متكرر.

تطوّر كبير
في السياق نشر موقع أخبار الهيدروجين والمعلومات الاستخباراتية Hydrogen Insight البريطاني، تقريراً تناول ذات المعلومات نقلاً عن محققين في منظمة أبحاث التسلح في الصراعات (CAR).
وذكر التقرير أن "الحوثيين يعملون على تطوير طائرات بدون طيار تعمل بالهيدروجين وقادرة على السفر لمسافة أبعد بثلاث مرات من التكنولوجيا الحالية".
ونقل عن الخبراء المحققين في منظمة  (CAR) القول: "إذا نجحت هذه التجربة، فإنها ستمثل تصعيدًا كبيرًا في قدرات الحوثيين، مما يسمح للمركبات غير المأهولة -سواء كانت جوية أو برية أو بحرية- بحمل حمولات أكبر والسفر لفترات ومدى أطول بكثير مما تسمح به مصادر الطاقة التقليدية".. لافتين إلى أنه "وعلى الرغم من أن المركبات غير المأهولة قد تحمل متفجرات، فمن الممكن أيضًا استخدامها للمراقبة على مسافات طويلة".
وأضافت منظمة الأبحاث في مجال الصراعات: "في حين أن التكلفة والسلامة والحواجز الفنية قد تمنع الجهات المسلحة غير الحكومية الأخرى من محاولة اعتماد وقود الهيدروجين كمصدر للطاقة للأنظمة غير المأهولة، فإن هذا الاكتشاف يوضح أن الجماعات ذات الموارد الجيدة مثل الحوثيين قد تبحث بنشاط عن التغلب على هذه القيود".
ومنذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، خاضت القوات المسلحة اليمنية الحرب ضد الكيان الصهيوني، إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية ينفذها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة على مدار الأشهر التي تلت عملية طوفان الأقصى الفلسطينية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وخلال معركة الإسناد أطلقت صنعاء مئات الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية والمجنحة على مصالح الكيان الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مسرح العمليات اليمنية على امتداد البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وصولاً إلى المحيط الهندي.
وباعتراف قيادات وخبراء عسكريين أمريكيين و"إسرائيليين" وغربيين، فقد حققت القوات المسلحة اليمنية قفزة كبيرة في تطوير قدراتها العسكرية وترسانتها القتالية، ونجحت في التفوق على أحدث التقنيات الحربية الأمريكية والمنظومات الدفاعية "الإسرائيلية"، رغم الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والصهيونية على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.