تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
سخرت وسائل إعلام عبرية من تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، التي زعم فيها أن العدوان الأمريكي على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، مساء السبت الفائت، استهدف العديد من قيادات «أنصار الله»، مطالبةً والتز بأدلة على مزاعمه.
وقالت صحيفة «معاريف» العبرية، في تقرير لها، أمس: «أجرى مستشار ترامب للأمن القومي، مايك والتز، مقابلة مع شبكة (إيه بي سي)، وزعم أن الهجمات الأميركية ضربت بالفعل عدداً من قادة الحوثيين وقتلتهم؛ رغم أنه لم يوضح من هم هؤلاء القادة، ولم يقدم أدلة على ذلك».
وتناولت الصحيفة العبرية المسيرات الجماهيرية التي شهدتها، أمس، العاصمة صنعاء وبقية المحافظات في خارطة السيادة، تلبية لدعوة سيد الجهاد والمقاومة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تحت شعار «ثابتون مع غزة.. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد»، واصفة الحشود المليونية اليمنية بأنها «استعراض للقوة ضد أمريكا وإسرائيل»، وأن هذه المسيرات تأتي رغم أن الولايات المتحدة مازالت تواصل غاراتها على عدد من المناطق اليمنية.
في السياق قال موقع «جي دي إن» العبري إن من وصفهم بـ«الحوثيين في اليمن» يواصلون سياستهم ضد «إسرائيل» رغم الهجمات الأمريكية «الشرسة».
وتساءل الموقع: «أليست الهجمات الأمريكية رادعة؟!»، مستعرضاً المسيرات الجماهيرية الكبيرة في ميدان السبعين بصنعاء وعشرات الساحات اليمنية الأخرى.
وجاء في تقرير الموقع العبري: «تظاهر مئات الآلاف في صنعاء دعماً لاستمرار مهاجمة السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، وأعلنوا في بيانهم استعدادهم لمواجهة كل طغاة الأرض دون تردد».
وأضاف: «الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش الأميركي ضد الحوثيين لم تثنهم عن موقفهم المساند لغزة، حيث خرج مئات الآلاف من اليمنيين إلى شوارع صنعاء في بيان واضح لدعم استمرار سياسة الاعتداء على إسرائيل ومواصلة وقف حركة السفن في البحر الأحمر باتجاه إسرائيل».
وأردف الموقع: «تحت عنوان: نقف مع غزة ونواجه التصعيد الأمريكي، أعلن الحوثيون أنهم لن يوقفوا دعمهم لأهالي غزة، مؤكدين موقفهم الثابت معهم. كما أعلنوا تحركهم الشامل لمواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير عبر التصعيد العسكري والتعبئة العامة والمقاطعة الاقتصادية للأعداء».
من جهته قال موقع «كالكاليست» العبري إن الغارات الأمريكية لن تنجح في «سحق الحوثيين»، حدّ تعبيره.
وأوضح أن «الحوثيين سبق أن أثبتوا أن فرص ردعهم عسكرياً ضئيلة، حيث أظهروا جرأتهم بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على سفن أمريكية، وإسقاط عدد كبير من الطائرات الأمريكية المسيّرة المتطورة، ومواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، رغم الهجمات التي نفذها سلاح الجو في منطقة ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء».

ورطة ترامب
في سياق موازٍ، أكد دبلوماسي أمريكي سابق في اليمن تورط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن بعد التصعيد الأخير واستهداف العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
وقال نائب السفير الأمريكي السابق في اليمن، نبيل خوري، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة «الجزيرة»، أمس الأول، إن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية مرتبطة بغزة، مشيراً إلى أن ترامب ليس لديه عقيدة عسكرية، وهو ما اعتبره توريط أمريكا في حرب طويلة المدى مع اليمنيين.
وقلل خوري من تأثير الضربات الأمريكية على اليمن، مؤكداً أن المقاتلين اليمنيين سيصمدون، وأن الضربات ستغذي لديهم روح الانتقام من أمريكا.
ووصف نائب السفير الأمريكي السابق في اليمن ما يقوم به ترامب بأنه «استعراض عضلات»، بالتنسيق مع كيان الاحتلال «الإسرائيلي»، موضحاً أن الإدارة الأمريكية الجديدة ليس لديها خبرة، وأن وزير الدفاع الأمريكي مجرد إعلامي في «فوكس نيوز» ولا يعرف شيئاً، ويتصرف وفق ما يخطر ببال ترامب. كما توقع انتصار «اليمنيين» باعتبارهم يملكون خبرة وتعلموا ممارسة الحرب مع دول أقوى تكنولوجياً.