المحترف السابق في الدوري اليمني، النيجيري فتاي اديسا لـــ«لا الرياضي»:أشتاق لليمن وأجواء رمضان فيه رائعة جـداً
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا

حوار وترجمة:طارق الأسلمي / لا ميديا -
تمكّن من ترك بصمة لا تُمحى في الملاعب اليمنية، وأصبح واحداً من أبرز المحترفين الأجانب الذين مروا بالدوري اليمني. مهاراته الاستثنائية وبنيته الجسدية القوية جعلت منه مدافعاً من طراز رفيع وسداً منيعاً أمام أقوى المنافسين.
الحديث هنا عن النجم النيجيري فتاي أديسا علاو، الذي خاض تجربة احترافية مميزة في الدوري اليمني، قبل أن تضطره ظروف العدوان على اليمن للمغادرة.
في هذا الحوار الخاص مع صحيفة "لا"، استعاد فتاي أديسا ذكرياته الجميلة في الملاعب اليمنية، وتحدث عن أبرز محطاته الكروية، واختتمنا الحديث معه بمناقشة أجواء رمضان وتجربته مع هذا الشهر الكريم.
دعنا نبدأ من حيث انتهيت، مع العروبة. نرحب بك ونقول: أين أنت الآن؟
- مرحباً بكم أعزائي وأصدقائي في اليمن. سعيد جداً بهذا اللقاء بعد غياب طويل. أنا حالياً في بلدي نيجيريا. ومنذ مغادرتي نادي العروبة، مازلت مستمراً في لعب كرة القدم حتى الآن.
حدثنا عن بداياتك في كرة القدم، وكيف كانت رحلتك للوصول إلى اليمن؟
- بدأت مسيرتي الكروية في نيجيريا مع نادي "كوارا يونايتد"، ومن هناك انتقلت إلى أذربيجان لخوض تجربة احترافية. كما خضت أيضا تجربة في الدوري الهندي مع نادي "موهون باغان إف سي". بعد ذلك، كانت وجهتي إلى اليمن، حيث بدأت مع نادي "سلام الغرفة". لقد أحببت أهل مدينة سيئون كثيراً، فقد أظهروا لي حباً كبيراً، سواء على المستوى الكروي أو من الجانب الديني.
مثّلت أندية سلام الغرفة، اتحاد إب، وأخيراً العروبة. كيف تقيّم مسيرتك مع هذه الأندية؟ وأي تجربة تعتبرها الأفضل؟
- في البداية، كانت تجربتي مع نادي سلام الغرفة مميزة، رغم التحديات، فقد كنا قريبين من الهبوط؛ لكن بفضل الله وخبرتي، تمكنا من البقاء في الدوري. ومع اتحاد إب، كانت التجربة جيدة. لكن الأفضل على الإطلاق كانت مع نادي العروبة؛ فزنا ببطولة الدوري وشاركنا في كأس الاتحاد الآسيوي. وهذه التجربة تُعد الأبرز في مسيرتي في اليمن. بشكل عام أعتبر مسيرتي في الدوري اليمني ناجحة جداً.
تألقت بشكل لافت مع نادي العروبة، وساهمت في تحقيق لقب الدوري والمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي. كيف كان شعورك خلال تلك الفترة؟ وما الذي تعنيه لك هذه التجربة؟
- كانت تلك الفترة من أجمل فترات حياتي الكروية. تحقيق بطولة الدوري كان إنجازاً كبيراً بالنسبة لي. كما أن المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي منحتني فرصة رائعة للسفر واللعب مع فرق قوية. استمتعت بكل لحظة، وأعتبرها محطة فارقة في مسيرتي.
ما هي المباراة الأجمل والأكثر تميزاً بالنسبة لك في مشوارك بالدوري اليمني؟
- هناك مباراتان لا أنساهما: الأولى كانت ضد نادي أهلي صنعاء، والثانية مع اتحاد إب. كانت مباريات مميزة وشهدت أداءً رائعاً.
هل تتابع أخبار أنديتك السابقة؟ وكيف ترى الكرة اليمنية الآن؟
- نعم، ما زلت أتابع أخبار أنديتي وأتواصل مع أصدقائي هناك. للأسف، توقف الدوري اليمني بسبب الحرب؛ لكن رغم الظروف الصعبة، تقدم المنتخبات اليمنية أداءً جيداً، وهذا أمر يشرف الجميع.
من هو اللاعب اليمني الذي ما زلت على تواصل معه؟ ومن لفت نظرك من اللاعبين اليمنيين في فترة احترافك؟
- ما زلت على تواصل مع العديد من اللاعبين والمدربين، مثل عبد الإله شريان، المدرب شفيق سلام، والكابتن علي باشا.
وخلال احترافي في اليمن، كان هناك لاعبون مميزون جداً، أبرزهم فضل العرومي وحسين غازي.
ما هو الحدث الذي لا تزال تتذكره ولا يمكن أن تنساه خلال فترة وجودك في اليمن؟
- اليوم الذي توّجنا فيه أبطالاً للدوري اليمني. احتفلنا من عدن إلى صنعاء، وكان يوماً رائعاً لا يمكن نسيانه أبداً.
برأيك، ما هي أبرز ميزات اللاعب اليمني؟ وما هي العوامل التي يحتاجها لتحقيق النجاح على المستوى الدولي؟
- اللاعب اليمني يتمتع بموهبة ومهارة عالية؛ لكنه يفتقر إلى الاحترافية لتحقيق النجاح دولياً، ويحتاج إلى بيئة وظروف مناسبة تساعده على التطور، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الاحتراف والانضباط.
من خلال مسيرتك الاحترافية، هل صحيح أن اللاعب اليمني غير منضبط؟
- لا، على الإطلاق, اللاعبون اليمنيون يتميزون بالانضباط والالتزام داخل وخارج الملعب.
ما النادي الذي انضممت إليه بعد مغادرتك اليمن؟
- بعد مغادرة اليمن، احترفت في الدوري الموريتاني مع نادي الشرطة.
هل حضرت أي مناسبات اجتماعية في اليمن؟ وكيف وجدت طبيعة الحياة فيها؟
- نعم، حضرت العديد من المناسبات الاجتماعية، وكنت أحب مشاهدة الرقص الثقافي اليمني. طبيعة الحياة في اليمن رائعة، والناس ودودون جداً, لقد أحببت هذا البلد الجميل.
كيف تركت اليمن؟ وبماذا تشعر حيالها اليوم؟
- غادرت اليمن في بداية الحرب. وقد بذلت إدارة نادي العروبة جهوداً كبيرة لتأمين مغادرتي بسلام. أشعر بالحزن على الأوضاع التي يواجهها اليمن، وأدعو الله أن ينعم هذا البلد بالاستقرار والسلام.
متى ستقرر الاعتزال؟ وما هي خططك المستقبلية؟
- أخطط حالياً للاعتزال قريباً، وأركز على الدخول في مجال التسويق الرياضي والعمل كوكيل أعمال للاعبين.
أجواء رمضانية
ما هي عاداتك أو طقوسك المفضلة في رمضان؟
- رمضان هو شهر البركة والقرآن. أحب قراءة القرآن وأداء الصلاة في المسجد. الحمد لله على نعمة الإسلام.
ما هي وجبتك المفضلة على مائدة الإفطار؟
- أحب تناول الفاكهة بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى الأرز.
هل سبق أن لعبت مباراة مهمة أثناء الصيام؟
- نعم، لعبت عدة مباريات أثناء الصيام، ومنها مباراة في الدوري الموريتاني، عندما كنت لاعباً لنادي الشرطة، ضد فريق القصر، وفزنا بثلاثة أهداف دون مقابل.
صف لنا أجواء شهر رمضان عندما كنت في اليمن؟
- كانت أجواء رمضان هناك رائعة جداً. لقد أحببت الكثير من العادات اليمنية في رمضان؛ لكن أبرز ما لفت نظري هو تجمع الناس والاجتماعات العائلية أثناء الإفطار على مائدة واحدة. كانت لحظات جميلة مليئة بالود والمحبة.
ما هي أبرز الأطباق اليمنية التي كنت تستمتع بتناولها خلال رمضان؟
- كنت أحب الأرز واللحوم، والعصائر الطازجة. الأطباق اليمنية متنوعة في شهر رمضان ولذيذة جداً.
ما هي نصيحتك للشباب في هذا الشهر؟
- استغلوا شهر رمضان بالعبادة، قراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة, واجتهدوا لتحقيق أحلامكم وطموحاتكم.
كلمة تود قولها في نهاية هذا اللقاء...؟
-اشتقت لليمن، وخاصة أهل صنعاء. أدعو الله أن يستقر اليمن ويكون له المجد والقوة. وأشكركم على هذا اللقاء الجميل وأتمنى للجميع دوام التوفيق.
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا