حماس: لم نتلق أي مقترحات جديدة للهدنة.. 26 شهيدا و60 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في يوم جديد يعلو فيه صوت المدافع فوق أصوات الحياة، استيقظ قطاع غزة، أمس، على مجازر دامية ارتكبتها آلة الإجرام الصهيونية، مستهدفة كل ما بقي من رمق في أرض أنهكها الحصار والموت، لتُضاف فصول جديدة إلى كتاب الألم الفلسطيني المفتوح منذ أكثر من نصف قرن.
وتتواصل الضربات الجوية والمدفعية الصهيونية على قطاع غزة، مخلفة دمارًا واسعًا وسقوطًا متزايدًا للضحايا المدنيين، في وقت تُجمع فيه التقارير الإنسانية على وصف الوضع بـ»المنهار تمامًا».
وزارة الصحة في غزة أعلنت عن استشهاد 26 فلسطينيًا وإصابة 60 آخرين خلال 24 ساعة فقط. ومنذ استئناف العدوان في 18 مارس الماضي، ارتفعت الحصيلة إلى 1,890 شهيدًا و4,950 مصابًا. أما منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، فقد بلغت الأرقام مستوى غير مسبوق: 51,266 شهيدًا و116,991 جريحًا.
في اليوم الـ36 من استئناف العدوان، لم تهدأ حمم القصف الصهيوني الحاقد، واستهدفت القوات الصهيونية خيام نازحين في خان يونس، وقتلت الفلسطينية فاطمة سليمان كوارع وأطفالها، وناهد سليمان كوارع وأطفالها، في مشهد مأساوي يلخص حجم الفاجعة. الدفاع المدني أكد أن الغارة استهدفت مجمعًا سكنيًا يؤوي عائلات نازحة.
جنوب القطاع، شهدت رفح انفجارات ضخمة ناتجة عن عمليات نسف وتدمير منظم. أما جباليا، فاستهدفت فيها طائرات الاحتلال مقر بلديتها، ما أدى إلى تدمير 9 جرافات كانت تُستخدم في إزالة الركام وانتشال الجثث. هذه الآليات أدخلت مؤخرًا بدعم كمساعدات خلال فترة وقف إطلاق النار.
وفي مدينة غزة، طالت الغارات منازل المدنيين، بينها منزل عائلة بكر في مخيم الشاطئ، ما أسفر عن شهداء وجرحى. القصف لم يفرّق بين طفل وامرأة، نازح أو مقيم.
في موازاة المأساة الميدانية، حذرت الأمم المتحدة من أن المخزون الغذائي في غزة يواجه خطر النفاد، وسط نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية. المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، حذر من كارثة إنسانية وشيكة.
تعثر الجهود السياسية
رغم فداحة المشهد، لاتزال التحركات السياسية متعثرة بسبب تعنت العدو الصهيوني. حركة المقاومة حماس نفت تلقي أي مقترحات جديدة للتهدئة، في حين تحدّثت مصادر عن جهود من الوسطاء لإحياء المفاوضات.
وذكرت مصادر إخبارية أن وفدا من حماس، يضم خليل الحية، توجه إلى القاهرة، أمس، لبحث «أفكار جديدة»، لكن موقف الحركة لايزال ثابتًا: لا تهدئة دون وقف شامل للعدوان.
ورغم كل المحاولات الدبلوماسية، تبدو الصور الخارجة من غزة أكثر بلاغة من أي بيان سياسي. صور لأمهات يحتضن أطفالهن الشهداء، لشوارع غطتها الأنقاض، لصرخات الدفاع المدني التي تتعثر وسط الركام، ولسكان يبحثون في وجوه بعضهم عن بصيص أمل أو خيط نجاة.
إنه اختبار للإنسانية، في زمن باتت فيه الكلمات بلا طائل، والحقائق بلا وزن، والعدالة مؤجلة إلى إشعار آخر. ومع ذلك، تبقى غزة، بما تمثله من صمود، ضمير العالم الحي. وتبقى دماء أطفالها، رغم كل الصمت، لعنة تلاحق الظالمين وتكتب الحقيقة بالأحمر القاني: أن الحياة لا تُقصف، وأن الحرية لا تموت.
«الكابينيت» يناقش توسيع الإبادة في غزة
في خطوة صهيونية متعطشة للدماء، قرر ما يسمى «الكابينيت الإسرائيلي» توسيع نطاق العدوان على قطاع غزة، مع تحديد مهلة أخيرة للمسار التفاوضي، في إشارة صارخة إلى أن العدو ومؤسساته لا تفقه سوى لغة الجريمة، بينما تدير ظهرها لكل النداءات الدولية من أجل السلام. هذا التمهيد الإجرامي يؤكد مرة أخرى أن نتنياهو وحكومته لا يسعون إلا لمحو وجود الشعب الفلسطيني، واستمرار سياسة الإبادة الجماعية تحت غطاء الاحتلال.
في وقت كانت فيه غزة، وكل الأراضي الفلسطينية، تنتظر بصيص أمل في إنهاء الحصار والمفاوضات العادلة، اختار العدو الصهيوني التصعيد.
ويرى مراقبون أن إغلاق نافذة التفاوض ليس مجرد تجاوز لفرصة السلام، بل هو إعلان رسمي عن مواصلة سياسة التدمير الشامل، حيث يواصل الاحتلال استهداف الأبرياء من النساء والأطفال، دون أدنى اعتبار للحقوق الإنسانية. حكومة نتنياهو تتحمل مسؤولية إطالة أمد هذا الصراع، وهي تقود المنطقة إلى أتون حرب لا نهاية لها.
المصدر لا ميديا