
تقرير / لا ميديا -
غليان واختطافات وحالات وفاة يُعلن عنها تباعا اختناقا بالحر، وحكومة فنادق لا يستحي رئيسها من كتابة تغريدات ناهقة على منصات التواصل الاجتماعي عن حضور ورشة عمل في أحد الفنادق وتجديده العهد من هناك بألا تهاون مع الفساد. أما الريال فلم يعد عملة كما يبدو بقدر ما أنه تحول إلى مهزلة أصبح الحديث عنها من نافل القول، تماما مثلما أن كارثية الاوضاع في عدن أصبحت شيئا اعتياديا لا خجل فيه لحكومة ولا لسلطات ارتزاق ومجلس انتقالي وقوات احتلال وما إلى ذلك. وحده المواطن هو صاحب المعاناة الذي يتجرع ما يتجرع فيخرج للتظاهر مطالبا برحيل ذلك الكابوس للتلقاه زبانية الموت والاعتقال.
شهدت مدينة عدن المحتلة، أمس، تظاهرات غضب حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين للتنديد بانعدام الخدمات وتردي الوضع الاقتصادي، واحتجاجاً على الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي عن مدينتهم التي تجتاحها موجة حر عنيفة تسببت في حالات وفاة بين المواطنين.
وتأتي التظاهرة لليوم الثاني على التوالي، في ظل حملات قمع واختطافات وحشية تنفذها فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، ضد المتظاهرين واختطاف العشرات منهم، سعيا منها لقمعهم وحرمانهم من التنديد بما تعيشه المدينة من انقطاع للتيار الكهربائي وخروج محطات التوليد عن الخدمة بعد عجز حكومة الفنادق عن توفير الوقود المشغل لها، الأمر الذي يعتبرونه جحيما حقيقيا تعيشه عدن.
وقطع المواطنون الغاضبون شوارع رئيسية في مدينة عدن وأحرقوا الإطارات التالفة مرددين هتافات مناوئة لحكومة الفنادق وانتقالي الإمارات، قبل أن تقوم فصائل الاحتلال بقمع التظاهرات بوحشية وشن حملات اعتقال طالت العشرات من المتظاهرين.
وقالت مصادر خاصة إن قوات مدججة من فصائل انتقالي الإمارات، قامت بقمع وملاحقات واسعة منذ مساء أمس الأول، للمواطنين المحتجين بإطلاق الرصاص الحي نحوهم بكثافة ومطاردتهم في الأزقة والحارات، واختطاف العشرات منهم بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
وأفادت المصادر بأن ما تسمى قوات العاصفة، التابعة لانتقالي الإمارات بقيادة المرتزق أوسان العنشلي، نفذت حملة مداهمات واختطافات في مديرية كريتر، طالت عددًا من أبناء المديرية الذين شاركوا في الاحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات والمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ قطاع الكهرباء، وتوفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات.
وأشارت إلى أن المختطفين تم اقتيادهم إلى معسكر عشرين، دون معرفة مصيرهم.
إلى ذلك، أعلن امس عن وفاة امرأة حامل في شهرها السادس وجنينها في منطقة الخساف بكريتر، بسبب اختناقها من الحر، لتكون هي الحالة الثانية بعد أقل من يوم على حالة وفاة مشابهة.
ولا تنتهي معاناة المواطنين في مدينة عدن وباقي المحافظات المحتلة عند مسألة الكهرباء، حيث شملت الكارثة كافة مناحي الحياة من انهيار للاقتصاد وتدهور للعملة ووصول سعر صرف الريال السعودي إلى 670 والدولار يصل الى 2556، وكذا الارتفاغ الجنوني في أسعار المواد الغذائية وانقطاع المرتبات وإمعان الاحتلال ومرتزقته في سياسة التجويع الممنهجة ضد المواطنين.
وإمعانا في سخرية حكومة الفنادق وعدم اكتراثها لمعاناة المواطنين في عدن، واصل المرتزق أحمد عوض بن مبارك استعراض صوره على منصة إكس متحدثا عن حضور ما سماها ورشة عمل من داخل أحد الفنادق تحت عنوان «جهود تعزيز إنفاذ القانون في مكافحة الفساد”، لتبدو تلك الورشة هي التعبير الأمثل عما تعيشه حكومة الفنادق من عهر، حسب ناشطين.
المصدر لا ميديا