حماس: نجري مفاوضات مع الأمريكان لوقف العدوان وإدخال المساعدات.. مصرع ضباط صهاينة بكمين في غزة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
بات واضحاً أن العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على غزة بهدف «القضاء على حماس» تحوّل إلى فخ ذاتي يبتلع الكيان على كل المستويات. غزة، رغم الجراح، لاتزال صامدة ومقاتلة. في المقابل، يظهر العدو الصهيوني مترنحاً، مثقلاً بالخسائر البشرية والاقتصادية، ومعزولاً دبلوماسياً، ومنقسماً داخلياً.
لقد تحوّلت الحرب إلى اختبار وجودي، ليس فقط لغزة، بل لكيان الاحتلال ذاته. فكل يوم يمر يكشف هشاشته، ويفضح زيف مقولاته عن «الأمن»، الذي لم يعد متاحاً لا في «تل أبيب» ولا في الضفة ولا في خان يونس. الحرب مستمرة، ولكن النصر ليس لمن يقتل أكثر، بل لمن يصمد أكثر. وفي هذه المعادلة، تبدو غزة أقرب إلى الانتصار من دولة تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها، وسط بحر من الفشل.
حصاد الموت في غزة: أرقام تفوق الخيال
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لاتزال آلة الجريمة الصهيونية تفتك بأبناء قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 52,829، فيما أصيب أكثر من 119,554 شخصاً بجراح، بينما لايزال أكثر من 10 آلاف تحت الأنقاض، بحسب وزارة الصحة في غزة. وفي الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، استشهد 25 فلسطينياً، بينهم ضحايا انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض، كما أصيب أكثر من 81 آخرين. ومع كل طلعة جوية أو قصف مدفعي، يزداد المشهد ترويعاً، ويتعمق جرح غزة المفتوح.
الواقع على الأرض لم يعد مجرد عدوان عسكري، بل كارثة إنسانية متواصلة. القصف لا يوفّر أحداً، حتى الخيام التي تُقام للنازحين باتت هدفاً مباشراً، كما حدث في خان يونس، حيث استشهد عشرة نازحين، بينهم أربعة أطفال، جراء قصف استهدف ثلاث خيام غرب المدينة. في حين أصيب آخرون في غارات على حي الأمل وشرق بني سهيلا، وأحياء أخرى تتعرض لقصف مكثف من الطائرات والمدفعية.
غزة بلا دواء ولا أمل.. الكارثة الصحية تتفاقم
ما يجري في القطاع لا يقتصر على الشهداء والدمار، بل يمتد إلى تدمير منظم للبنية الصحية. فقد أعلنت وزارة الصحة أن نحو 1500 فلسطيني فقدوا بصرهم نتيجة إصابات مباشرة، فيما يواجه أكثر من 4000 آخرين خطر فقدان البصر بسبب انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية. في ظل الحصار الكامل، تنهار المستشفيات الواحد تلو الآخر، وسط تحذيرات من «كارثة إنسانية تهدد مستقبل آلاف المرضى».
المقاومة ترد
في الجانب العسكري، وعلى الرغم من كل محاولات التوغل والقصف المتواصل، لم يحقق العدو مكاسب استراتيجية تُذكر. وها هو يلجأ إلى تجنيد مزيد من ألوية الاحتياط، ليصل العدد إلى خمسة، في مؤشر واضح على الاستنزاف العسكري. وإذاعة قوات الاحتلال نفسها لم تُخف قلقها من «ثمن باهظ» يدفعه «الجيش الإسرائيلي» على كافة الأصعدة، وسط صمت مريب حول نسبة الاستجابة للتجنيد، ما يشي بفتور داخلي وشكوك متنامية بين المجتمع والقيادة العسكرية.
في المقابل، لاتزال المقاومة الفلسطينية تباغت قوات الاحتلال بعمليات نوعية. سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أعلنت عن استهداف ضباط صهاينة شرقي حي الشجاعية، فيما تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع كانت تقوم بمهام استخباراتية. كتائب القسام بدورها نصبت كميناً لقوة صهيونية في حقل ألغام شرقي خان يونس، ما يضعف ادعاءات الاحتلال بالقضاء على المقاومة.
مفاوضات تلوح في الأفق
في مفارقة تعكس حالة التهميش الدبلوماسي لـ«تل أبيب»، كشف قيادي في حركة حماس لقناة الجزيرة القطرية عن مفاوضات مباشرة ومتقدمة مع الإدارة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
ووفق القيادي فإن المفاوضات جارية منذ أيام وتبحث إدخال المساعدات ووقف العدوان على غزة.
هذه المفاوضات، التي تجري بعيداً عن أي حضور للعدو الصهيوني، تؤكد فقدان «تل أبيب» زمام المبادرة السياسية، وتعكس تراجع مكانتها حتى لدى أقرب حلفائها.
نتنياهو في مرمى النيران.. الداخل الصهيوني ينهار
على الصعيد الداخلي، يعيش الكيان الصهيوني اضطراباً سياسياً حاداً. رئيس حكومة الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو يواجه انتقادات متصاعدة من داخل الائتلاف الحكومي وخارجه. الوزير السابق أفيغدور ليبرمان اتهمه بإفساد العلاقة مع واشنطن، قائلاً: «تحوّل نتنياهو ليكون أبو القنبلة النووية الإيرانية». أما الإعلام العبري، فقد دخل في نوبة غضب غير مسبوقة، تجسدها صرخة المذيع أيال باركوفيتش على الهواء: «إسرائيل في حالة جنون، ونتنياهو ضميره مرتاح؟!».
الاحتقان الداخلي لا يتوقف عند الأداء العسكري، بل يمتد إلى قضايا بنيوية مثل قانون التجنيد، الذي يهدد بانقسام «مجتمعي خطير» وفق إعلام العدو، إذ يرى مراقبون أن عدم التوصل إلى حل فيه خلال السنوات القادمة قد يؤدي إلى تفكك الكيان من الداخل.
المصدر لا ميديا