عادل بشر / لا ميديا -
رغم مضي أسبوع على استهداف القوات المسلحة اليمنية مطار "اللد" المسمى "مطار بن غوريون" في فلسطين المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي، إلا أن تداعيات الإصابة المباشرة للمطار، تتجاوز الأثر المادي المباشر لتحدث شللاً واسعاً في الحياة اليومية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتثير تساؤلات جدية حول فاعلية المنظومة الدفاعية للعدو الصهيوني، وفقاً لخبراء في الشؤون "الإسرائيلية".
في هذا الإطار تناولت وسائل إعلامية عبرية، أمس، جانباً من نتائج الضربة اليمنية لمطار "بن غوريون" بعد مرور أسبوع على هذه الهجمة بشكل خاص، وتأثير عمليات القوات المسلحة اليمنية، بشكل عام على الحركة الجوية في سماء الأراضي المغتصبة بفلسطين.
وذكر الإعلام العبري أن مطار اللد "بن غوريون" الذي يعد النافذة الرئيسية لكيان الاحتلال على العالم، يشهد تراجعًا كبيرًا في حركة الطيران، على خلفية الهجمات الصاروخية اليمنية، ومن بينها الضربة التي استهدفت المطار في 4 أيار/ مايو الجاري، مما أثار قلقًا واسعًا لدى شركات الطيران والمسافرين على حد سواء.
وأوضح موقع "والا" العبري أن عدد المسافرين في المطار تراجع بنسبة 26%، في حين انخفض عدد الرحلات بنسبة 34% مقارنة بالحجوزات المسبقة، لاسيما بعد الصاروخ الذي استهدف المطار الأسبوع الماضي.
وأفاد الموقع بأنه خلال أمس الأحد، تعامل المطار مع نحو 48,900 مسافر عبر 314 رحلة دولية قادمة ومغادرة، في حين كان من المتوقع -قبل الصاروخ اليمني- أن يستقبل نحو 66,200 مسافر عبر 422 رحلة، أي بفارق كبير يعكس حجم التراجع بعد الاستهداف المباشر للمطار.

شركات أوقفت رحلاتها
الموقع ذاته، أفاد بأنه ورغم عودة المطار للعمل تقنيًا، إلا أن شركات الطيران الأجنبية لم تستأنف رحلاتها بشكل فعلي، كما لم تلتزم بعد بتاريخ للعودة.
وأشار إلى أن الخطوط الجوية البريطانية أعلنت أنها لن تعود إلى "تل أبيب" قبل منتصف حزيران/ يونيو المقبل، بينما ألغت شركة "فيرجن أتلانتيك" خط رحلاتها بالكامل. كذلك، مددت شركة "لوت" البولندية تعليق رحلاتها حتى 18 أيار/ مايو الجاري، وقررت "ويز إير" عدم تسيير رحلات إلى "إسرائيل" حتى 14 أيار/ مايو على الأقل. أما مجموعة "لوفتهانزا"، التي تُعد مؤشراً رئيسيًا على عودة الثقة في الرحلات الجوية إلى فلسطين المحتلة، فمددت تعليق رحلاتها أيضًا حتى 18 أيار/ مايو، كما فعلت شركة "إيجين" اليونانية التي لن تستأنف رحلاتها قبل 16 أيار/ مايو، وشركة "رايان إير" الإيرلندية التي قررت التوقف حتى 21 أيار/ مايو الجاري.
وتعكس هذه التطورات المخاوف المستمرة من تدهور الوضع الأمني، وتأثيره المباشر على قطاع الطيران والسياحة في كيان الاحتلال، لاسيما في ظل حالة الترقب والقلق التي تسود أوساط المسافرين وشركات النقل الجوي، خصوصاً بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية السعي إلى فرض حضر جوي شامل على العدو الصهيوني، واستمرار الهجمات اليمنية إلى العمق "الإسرائيلي" دعماً لقطاع غزة.

فحص عمق الضرر
في ذات السياق نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس، تقريراً مطولاً تناول تأثيرات الضربة اليمنية لمطار "بن غوريون" على أسعار الرحلات الجوية وتوقف العديد من شركات الطيران الأجنبية عن تسيير رحلاتها إلى كيان الاحتلال.
وذكرت الصحيفة أنها قامت بـ"فحص عمق الضرر" الذي خلفه الصاروخ اليمني على مطار اللد، بعد أسبوع من هذا الهجوم. مؤكدة حدوث "تأثير مباشر على المطار" من خلال "توقف رحلات الشركات الأجنبية بالتحديد في الوقت الذي أنهت فيه العديد من العائلات في إسرائيل إجازتها الصيفية".
وأوضح التقرير أن "العودة إلى الوضع الطبيعي في حركة المطار، لاتزال غير واضحة".
وجاء فيه: "أصاب صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من اليمن مطار بن غوريون بشكل مباشر، مما أدى إلى إعادة خلط الأوراق. توقفت العديد من شركات الطيران عن السفر إلى إسرائيل، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار رحلات الطيران لقضاء العطلة الصيفية".
وأفاد بأن أسعار تذاكر الطيران زادت الضعف، فالتذكرة التي كانت بـ(200 دولار) قبل الهجوم اليمني على مطار اللد، ارتفعت إلى (391 دولارا)، والتذكرة التي كانت بـ(240 دولارا) أصبحت الآن بـ(401 دولار)، والتي كانت بـ(799 دولارا) ارتفعت إلى (1949 دولارا).
في غضون ذلك قالت القناة 12 العبرية، أمس، إن "الوضع في المطارات الإسرائيلية يزداد تعقيداً"، وأن "الحوثيين يسعون لفرض حصار جوي شامل".
وأضافت أن "الهجوم على مطار بن غوريون الجمعة الماضية، أثار تساؤلات جادة حول إمكانية استمرار شركات الطيران في رحلاتها إلى إسرائيل".
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، الجمعة الماضية، استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي، وذلك بعد أيام قليلة من الضربة المباشرة لذات المطار بصاروخ فرط صوتي.
وقالت القناة 12 إن "رسائل الصواريخ من اليمن تأتي بصياغة متقنة في لغة الطيران وموجهة إلى شركات الطيران الأجنبية"، مشيرة إلى أن "إلغاء شركة ويز للطيران رحلاتها إلى إسرائيل، يعني إلغاء 10 رحلات يومية من وإلى تل أبيب وإلغاء لآلاف التذاكر أسبوعياً".
وأكدت أن "تعليق الرحلات إلى مطار بن غوريون حدث سياسي اقتصادي قد يؤثر على موسم الطيران بأكمله"، لافتة إلى أن "ما يشغل المواطنين بشكل أكبر هو ارتفاع الأسعار، ليس في قطاع الطيران فقط، بل في جميع المجالات".
وكشفت القناة عن مخاوف من أن يؤثر تعليق شركات الطيران رحلاتها على كامل موسم الصيف، مما يمثل ضربة قاسية للاقتصاد "الإسرائيلي".

شلل "إسرائيلي"
وتعليقا على ذلك قال الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" عماد أبو عواد، إن تداعيات الهجمات الصاروخية التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني تتجاوز الأثر المادي المباشر لتحدث شللا واسعا في الحياة اليومية داخل البلاد، وتثير تساؤلات جدية حول فاعلية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وأوضح أبو عواد، في مقابلة مع "الجزيرة نت" أمس، "أن إسرائيل تقر بنفسها أن قدرة التصدي للهجمات الصاروخية ليست كاملة، إذ لا تتجاوز نسبة النجاح في اعتراض الصواريخ 70%، مما يعني بقاء احتمال سقوط الصواريخ داخل إسرائيل قائما وهو ما قد يخلف أضرارا متفاوتة بحسب المكان".
لكن التأثير الأهم، وفق أبو عواد، لا يكمن في الإصابة المباشرة، بل في النتائج التي تترتب على إطلاق الصواريخ بحد ذاته.
وقال: "إن مجرد إطلاق صافرات الإنذار يؤدي إلى شلل الحياة في الداخل الإسرائيلي، حيث يتجه السكان إلى الملاجئ وتتوقف الحياة العامة، لاسيما في منطقة غوش دان".
وأشار أبو عواد إلى أن استمرار هذه الهجمات بوتيرة صاروخ كل 3 أيام تقريبا يرسخ حالة الارتباك، ويضعف الثقة بالمشروع "الإسرائيلي" وبمنظومة الدفاع الجوي التي طالما اعتبرت إحدى ركائز الأمن القومي.
واعتبر أن هذا التراجع في الثقة ستكون له انعكاسات بعيدة المدى، من أبرزها تراجع الاستثمارات في "إسرائيل"، وتأثير ذلك على الاقتصاد بشكل عام.
وتستهدف القوات المسلحة اليمنية "إسرائيل" بالصواريخ والطائرات المسيرة نصرة للفلسطينيين في غزة، وتؤكد أنها ستستمر في ذلك طالما يواصل العدو الصهيوني حرب الإبادة على غزة.