حوار وترجمة:طارق الأسلمي / لا ميديا -
التشيكي ميروسلاف سكوب من أبرز المدربين الأجانب الذين تولوا تدريب المنتخب اليمني، وارتبط اسمه بنتائج إيجابية وأداء لافت خلال فترته مع المنتخب.
بدأت مسيرة سكوب مع الكرة اليمنية في العام 2014، حين تولى قيادة المنتخب الوطني خلال بطولة كأس الخليج 22، ونجح في ترك بصمة واضحة بأداء مميز ونتائج مشجعة، قبل أن يغادر بشكل مفاجئ، في خطوة أثارت العديد من التساؤلات.
وبعد غياب عدة سنوات، عاد سكوب إلى الواجهة مجدداً في العام 2022 لقيادة المنتخب خلال منافسات خليجي 25. غير أن تجربته الثانية لم تكن بمستوى التطلعات؛ إذ لم يتمكن هذه المرة من تحقيق نتائج مرضية، ما أدى إلى رحيله مجدداً.
من مقر إقامته في جمهورية التشيك، أجرت صحيفة "لا" حواراً خاصاً مع المدرب سكوب، تحدث فيه عن تفاصيل تجربته مع المنتخب اليمني، مستعرضاً أبرز التحديات التي تواجه كرة القدم في اليمن. كما وجه في ختام اللقاء رسالة خاصة إلى الجماهير اليمنية.
 في البداية، نرحب بك كابتن ميروسلاف سكوب عبر صحيفة "لا" اليمنية، ويُسعدنا تواجدك معنا!
- شكراً جزيلاً لكم، وأنا أيضاً يسعدني ويشرّفني أن أكون ضيفاً عبر صحيفتكم المحترمة. أقدّر كثيراً هذه الفرصة التي تتيح لي التواصل مع الجماهير اليمنية الرائعة، والتي أكنّ لها كل الاحترام  والتقدير.
 في تجربتك الثانية على رأس الجهاز الفني للمنتخب اليمني لم تكن النتائج بالمستوى المأمول مقارنة بتجربتك الأولى الناجحة نسبياً. برأيك ما العوامل التي ساهمت في تراجع الأداء؟
- منذ البداية كانت ظروف التدريب سيئة للغاية. أقيمت معظم المعسكرات في القاهرة على ملعب سيئ يفتقر إلى معدات تدريبية كافية. ومع ذلك تمكنا من إعداد الفريق بشكل جيد لبطولة الخليج في العراق، ولعبنا مباريات جيدة، لاسيما ضد عُمان، ثم هزمنا سريلانكا وتأهلنا إلى التصفيات المؤهلة لكأس العالم. خسرنا بصعوبة أمام البحرين في المباراة الافتتاحية، ثم فزنا على النيبال. بعد هذه المباريات انتهى عقدي ولم يُمدد.
  ما R36;العوامل R36;التي R36;جعلتك R36;تقبل R36;تدريب R36;المنتخب اليمني مرة أخرى؟R36;R36;R36;R36;R36;R36;
- في موسم 2014/ 2015، قضيت وقتاً رائعاً مع الفريق، ولهذا السبب قبلت عرض تدريب الفريق مرة أخرى، رغم الوضع غير المواتي في اليمن. كنت على تواصل دائم مع اللاعبين ومسؤولي الاتحاد، وكنت على دراية بصعوبة الوضع الذي يمر به الاتحاد. أردت بذل قصارى جهدي من أجل كرة القدم في اليمن.
 من خلال قيادتك للمنتخب اليمني في فترتين مختلفتين، ما أبرز الفروقات التي لمستها بين التجربتين؟
- الفارق بين التجربة الأولى والثانية هائل. في العام 2014 أقيم الدوري، وكان الوضع العام في اليمن مرضياً، تمكنا من التدريب بانتظام مع اللاعبين أسبوعياً، حتى بين مباريات الدوري، وكانت هذه الميزة الأكبر، رغم أن ظروف التدريب والإعداد كانت أسوأ بكثير مقارنة بالفرق الأخرى في آسيا. منذ العام 2015 لم يُقَم الدوري في اليمن. وفي العام 2022 قمنا بتجهيز اللاعبين للتصفيات وكأس الخليج، وكان معظمهم يتمتع بحمل تدريبيي بسيط وخبرة محدودة مع المنتخب الوطني.
 ما هي أبرز التحديات التي واجهتك أثناء تدريب المنتخب اليمني؟
- كما تحدثت، ضعف الإعداد كان تحدياً لنا. كما أن التحدي الأكبر هو إثبات أنه رغم صعوبة ظروف الإعداد وقلة المباريات الودية الجيدة، إلا أننا قادرون على إعداد الفريق للعب بشكل جيد حتى ضد أقوى الفرق مثل العراق والسعودية وعُمان، وهذه المنتخبات تتمتع بظروف أفضل ولاعبين يخوضون منافسات احترافية.
 هل تعتقد أن الظروف التي واجهتك كانت أكبر من قدراتك كمدرب؟
- عندما عدتُ لتدريب اليمن مرة أخرى كنت أعلم أن الظروف ستكون سيئة؛ لكنني أعرف اللاعبين اليمنيين جيداً وعقلياتهم ورغبتهم في التدريب الجيد وتحقيق النجاح. أنا معجب باللاعبين اليمنيين، ولو توفرت لهم ظروف أفضل لحققنا نتائج أفضل بالتأكيد. بعد انتهاء عقدي خاض عدد من اللاعبين تجارب احترافية، وهذا أيضاً نتيجة عمل جيد.
 ما هو أصعب قرار اضطررت لاتخاذه أثناء تدريب المنتخب اليمني؟
- على كل مدرب اتخاذ العديد من القرارات في عمله؛ التشكيلة، تبديلات اللاعبين، ماذا ومتى يُدرب... لا أعرف أيهما الأصعب؛ ولكن هناك الكثير منها يومياً.
 ما هي النقاط الإيجابية التي تحققت خلال فترة تدريبك منتخب اليمن؟
- كما ذكرت سابقاً، تحققت الكثير من النقاط الإيجابية خلال مشواري مع المنتخب اليمني، ومنها حصول عدد من اللاعبين على عروض احترافية خارج اليمن، والتأهل إلى مجموعة التصفيات، بالإضافة إلى أننا لعبنا مباريات جيدة رغم ظروف الإعداد.
 أين تكمن المشكلات الرئيسية التي تواجه كرة القدم اليمنية؟
- لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال بالتفصيل؛ لأنني لست عضواً في لجنة الاتحاد. ومع ذلك أستطيع القول بشكل عام إنه نظراً للوضع الصعب في اليمن لا يملك اتحاد كرة القدم عامل توفير الظروف المثالية لإعداد جميع المنتخبات، ومع ذلك تحقق جميع المنتخبات نتائج جيدة جداً، وعلى جماهير كرة القدم تقدير هذه النجاحات وعدم انتقاد المدربين أو اللاعبين.
 بناءً على خبرتك، ما هي الحلول العملية التي يمكن أن تُحدث تغييراً إيجابياً في كرة القدم اليمنية؟
- برأيي، كل شيء يعتمد على الوضع العام في البلاد. إذا تحسن الوضع وعاد الدوري بانتظام فسيكون أداء اللاعبين أفضل، وستكون هناك منافسة أكبر. عندها سيدعم الاتحاد الآسيوي الاتحاد اليمني مالياً بشكل أكبر.
 هل واجهت في عملك أي تدخلات أو ضغوط لاختيار أسماء معينة في قائمة المنتخب؟
- لا، لم أواجه أي تدخلات أو أي ضغوط من إدارة الاتحاد اليمني، وكان اختيار اللاعبين قراري بعد نقاش مع فريق التنفيذ.
 ما هي نصائحك للاتحاد اليمني لكرة القدم؟
- هناك بالتأكيد عدد من المسؤولين ذوي الكفاءة العالية العاملين في الاتحاد والذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل الكرة اليمنية، وليس من حقي تقديم النصح لهم بشأن كيفية إدارة اتحاد الكرة.
 ما الذي يُميز اللاعب اليمني؟ ولماذا برأيك يواجه صعوبات في التطور والوصول إلى مستويات أعلى رغم ما يمتلكه من موهبة؟
- يتميز اللاعبون اليمنيون باجتهادهم الشديد واستعدادهم للتدرب المكثف. ولأنهم لا يشاركون بانتظام في مباريات دوري قوي فإنهم لا يتطورون من حيث الأداء، فالتدرب وحده لا يكفي لتحسين الأداء.
 هل هناك لاعب يمني معين تعتقد أنه يمتلك موهبة استثنائية؟
- لا أستطيع الحديث عن موهبة معينة بحد ذاتها؛ ولكن يزخر اليمن بالعديد من اللاعبين الموهوبين، وهم يُثبتون جدارتهم في المباريات الدولية. سيُظهر المستقبل أيهم استثنائي؛ ولكن يجب أن تُتاح لهم فرصة اللعب في أندية جيدة.
 هل هذا يعني أن اليمن يملك مواهب واعدة يمكن البناء عليها في المستقبل؟
- بالتأكيد، يملك اليمن عدداً من اللاعبين الموهوبين في فئتي تحت 17 و19 عاماً. ومع ذلك من المهم أن تُتاح لهم فرصة التدرب جيداً وخوض مباريات صعبة حتى في غياب المباريات الدولية. كبديل يُنصح باختيار أفضلهم للانضمام إلى أكاديميات في الخارج لاكتساب المزيد من الخبرة.
 كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني والكرة اليمنية بشكل عام؟
- برأيي، يتوقف مستقبل الكرة اليمنية بشكل كبير على الظروف العامة في البلاد. إذا تحسنت الأوضاع واستقرت فمن الممكن أن يشهد المنتخب تطوراً ويحقق نتائج أفضل.
 هل من الممكن أن نراك مجدداً مع اليمن أو ربما مع نادٍ أو منتخب عربي آخر في المستقبل القريب؟
- هذا الأمر لا يعتمد عليّ وحدي، بل يتوقف على العروض التي قد تصلني مستقبلاً. أنا منفتح على جميع الخيارات، وسأقيّم أي عرض يُقدَّم لي بناءً على جدّيته وظروفه المهنية.
 توليت تدريب منتخبات وأندية في دول عربية متعددة، مثل مصر، العراق، اليمن، البحرين، والإمارات. من بين هذه المحطات المتنوعة، ما هي التجربة التي تعتبرها الأفضل والأكثر تميزاً بالنسبة لك؟
- منحني تدريب جميع المنتخبات الوطنية فرصاً رائعة للعب مباريات دولية وبطولات كبيرة. أن أكون مدرباً لأي بلد هو شرف عظيم ومسؤولية كبيرة بالنسبة لي. خلال مسيرتي المهنية منحني العمل في جميع البلدان خبرة كبيرة؛ لكني أتذكر بشغف أكثر من ثلاث سنوات من العمل في البحرين.
 هل هناك رسالة تود توجيهها للاعبي المنتخب الوطني أو للجماهير اليمنية؟
- أود أن أقول للاعبين إنني أقدر حقاً فرصة العمل معهم، وأتمنى لهم كل التوفيق. لديّ رسالة واحدة فقط للجماهير اليمنية: عليكم التحلي بالصبر وتقدير كل مشاركة للفرق في البطولات، ادعموا اللاعبين والمدربين، واعلموا أن الجميع يبذل قصارى جهده من أجل فريقهم وبلدهم.
 ماذا تود أن تقول في ختام الحوار؟
- شكراً لكم مرة أخرى أصدقائي الأعزاء على هذه الاستضافة. أتمنى لبلدكم دوام الأمن والاستقرار، وللكرة اليمنية المزيد من التقدم والازدهار.