البطل اليمني العالمي ثروت السندي لــ«لا الرياضي»:أهدي ذهبيتي بطولة العرب وبطولة العالم وبرونزية نخبة أبطال العالم لليمن
- تم النشر بواسطة طلال سفيان/ لا ميديا

حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
حلم نما بين أفلام بروس لي وجاكي شان، وبين أزقة اليمن. في 2013 بدأت رحلة ثروت السندي مع لعبة الساندا - الكونغ فو، بدافع حب الدفاع عن النفس، وبعدها بثلاث سنوات سجل اسمه بطلاً للجمهورية.
وفي العام 2018 التقى طموح اللاعب السندي بخبرة المدرب ناجي الأشول. وبتمويل ذاتي انتزع البطل في العام 2022 أول ميدالية ذهبية في مشواره واعتلى المنصة العربية ببطولة المغرب الدولية.
6 أشهر على الفراش نتيجة إصابة في الركبة كادت أن تدفن أحلامه، نهض بعدها البطل لمواصلة قصة عشقه وطموحه للعبة الكونغ فو، مواصلاً نضاله المادي، وبدعم غير رسمي إلى جانب بيع دراجته النارية، مضى نحو بطولة العالم وانتزع ميداليتها الذهبية كاتباً التاريخ، وليسجل اسمه ضمن كشوفات نخبة أبطال كأس العالم في الصين الشهر الماضي، التي حقق برونزيتها، في أول إنجاز يمني وعربي في هذا المحفل العالمي، وما تزال فصول قصة المجد تتواصل.
صحيفة "لا" أجرت حواراً مستفيضاً مع البطل ثروت السندي، هذه حكايتها وفصولها:
أولاً نبارك لك إنجاز الميدالية البرونزية في كأس العالم للووشو كونغ فو... وحدثنا عن مسيرتك نحو تحقيق هذا الإنجاز!
- الله يبارك فيكم ويسلمكم. في البداية، أنا تأهلت لكأس العالم بعد إحرازي المركز الأول في بطولة العالم. طبعاً كان من المقرر أن يقام كأس العالم في أستراليا خلال نوفمبر الفائت، وبسبب عدم إخراج أستراليا فيزات لاعبي الدول المشاركة، انتقل تنظيم كأس العالم إلى الصين الشهر الماضي.
أنا، وخلال الغام الماضي، دخلت في معسكر داخلي في المركز الأولمبي لمدة شهرين، ثم أوقفت المعسكر، وبعدها عدت لخوض معسكر داخلي من فبراير حتى مارس الماضي، بعد ذلك دخلت معسكراً تدريبياً في الصين مع المنتخب الصيني بمقاطعة جيانجيان إلى قبل المنافسات، والحمد لله أحرزت المركز الثالث في النسخة السوبر العاشرة من كأس العالم، والتي يطلق عليها بطولة أبطال العالم، لأن من يشارك فيها فقط 6 لاعبين من كل وزن يعدون أبطالاً عالميين في أوزانهم، ويتنافس فيها ثلاثة من كل وزن على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
لو تهيأت لك ظروف أفضل، هل كنت ستحصل على ذهبية كأس العالم؟
- كنت قادراً على إحراز المركز الأول؛ لكن بسبب المدة القصيرة التي عسكرت فيها خارجياً، وتحديداً لمدة 15 يوماً، هذا المعسكر القصير يا الله تمكنت من المشاركة. ورغم ذلك حققت المركز الثالث، ولله الحمد.
ما سبب خوضك لمعسكر خارجي قصير رغم أنك تمثل اليمن ولأول مرة في تاريخ مشاركته في نهائيات كأس العالم للووشو كونغ فو؟
- أولاً: ميزانية المشاركة في البطولة لم تخرج من الجهات الرسمية حتى اليوم. الكابتن محمد راوح، رئيس الاتحاد العام للووشو كونغ فو، قدم جزءاً من المبلغ، والكابتن يوسف الحضري قدم الباقي لتكاليف شراء تذاكر السفر والمعسكر والمشاركة في البطولة. وبما أن ميزانية المشاركة لم تصرف فقد تأخرت معاملات إخراج الفيزات، لعدم قدرتنا على دفع مبالغها، وهذا كان السبب الرئيسي.
هل تم تكريمك بعد عودتك للوطن بإنجاز برونزية كأس العالم؟
- لا، لم يتم تكريمي ولا السلام عليكم من الوزارة والجهات المعنية.
ما هي البطولات التي أحرزتها على المستويين الداخلي والخارجي؟
- حققت المركز الأول في بطولة العالم بالصين 2024، وكنت أول لاعب يمني وعربي يحقق برونزية كأس العالم بالصين الشهر الماضي، وأحرزت ذهبية بطولة العرب 2022 في المغرب، وكانت أول بطولة دولية لي. كما شاركت في دورة الألعاب الآسيوية (أولمبياد آسيا)، ولم يحالفني الحظ، نتيجة مشاركتي في وزن أكبر من وزني، لأن أقل وزن كان 56 كجم، ولم تكن توجد أوزان خفيفة في الدورة.
وعلى المستوى المحلي، أنا بطل الجمهورية منذ العام 2016 وحتى الآن أسيطر على ألقاب وزني (48 كجم) في بطولات الجمهورية.
هل تلعب كل أساليب الووشو الكونغ فو؟ أم أن هناك نوعاً معيناً؟
- أنا لاعب ساندا. أما الأساليب هي في التاولو، الساندا - لعبة قتالية، وبأوزان معينة، وهي نفس الملاكمة والمصارعة والتايكواندو.
فزت بعضوية الهيئة الإدارية للجنة الرياضيين التي جرت انتخاباتها الأسبوع الماضي، وتم اختيارك لمنصب الأمين العام المساعد... هل هذا اتجاه منك لتوصيل صوت الرياضي اليمني الأولمبي للجهات المحليةً والدولية؟
- لأن لعبة الكونغ فو غير أولمبية حتى الوقت الحاضر، لم أقدر على الترشح لمنصبي الرئاسة والأمانة العامة في لجنة الرياضيين، وكان الشرط الرئيسي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية أن يترشح لهذين المنصبين من تكون لعبته مندرجة ضمن الألعاب الأولمبية، بينما الكونغ فو ستدخل في الأولمبياد العالمي للشباب العام 2026، ولا نعرف ما إذا كانت ستدخل في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في أمريكا عام 2028.
طبعاً عمل اللجنة وفق إمكانيات وحدود معينة. نحن الآن يختص عملنا بإقامة دورات خاصة، كالتثقيف الرياضي ومكافحة المنشطات والإصابات الرياضية. كما أن لدينا جزءاً بسيطاً لدورات اللغة الإنجليزية تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، تتضمن لاعبين اثنين مميزين، من بعض الاتحادات وليس كلها. ورغم هذا العمل المحدود للجنة يمكننا أن نوصل الصوت الرياضي للجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة فقط.
كرياضيين، كيف هو مستوى دعمكم من قبل وزارة الشباب واللجنة الأولمبية والاتحاد؟
- الوزارة واللجنة الأولمبية في وضع غير مُجدٍ. بعض المشاركات الخارجية نحن كرياضيين نتكفل بمصاريفها بشكل شخصي. عندما تذهب للجنة الأولمبية سيقولون لك: ميزانيتنا لم تصل، بسبب أوضاع الحرب وقيود البنوك؛ ويا الله معها حافز اللاعبين، والذي يصل لبعض اللاعبين 10 آلاف ريال، وبعض اللاعبين 20 ألف. وبالنسبة لاتحادنا من المعروف أنه يتسلم من الوزارة سنوياً بحدود مليون ونصف مليون ريال لتسيير أنشطته الداخلية والخارجية، ويتسلمها وقت إقامة بطولة، ويا الله تكفي إقامتها، وليس له أي مدخول مادي آخر.
في ظل غياب الدعم الرسمي، كيف تقيم وضع تطور كونغ فو اليمن في البطولات الدولية؟
- بالنسبة لإحراز الميداليات الخارجية هو مجهودات شخصية لمدربين واتحاد. اتحاد الكونغ فو يعتبر أكثر اتحاد نشط في اليمن بالنسبة للدورات والمشاركات. الكابتن محمد راوح ما شاء الله عليه يشتغل بشكل جبار، حتى أن المشاركة في بطولة المغرب وبطولة العالم بالصين حصل على دعمهما من شركة "تيليمن". أنا شخصياً أرى اتحادي مقارنة ببقية الاتحادات هو الأكثر نشاطاً رغم أوضاع البلاد.
وماذا عن أوضاع الأنشطة الداخلية؟
- أغلب المحافظات شبه ميتة وليست فاعلة، نتيجة وضع البلاد. لديك محافظات معينة تنشط في اللعبة وتشتغل على نفسها، وهي تعز وعدن وإب وصنعاء. هذا الكلام ينطبق على كافة الألعاب، وليس الكونغ فو فقط. طبعاً أغلب مشاركي الكونغ فو في البطولات الداخلية من الاتحادات الرئيسية في صنعاء والمدعومة صالاتها من الوزارة كاتحادي الكونغ فو والجمباز، بينما بقية الألعاب في الاتحادات الرياضية الأخرى صالاتها بإيجارات تدفعها اتحاداتها.
وحول البطولات الداخلية للعبتنا، بصراحة تعتبر ضعيفة جداً؛ لأن اللاعب الذي يأتي للمشاركة الخلفية لديه غير موجودة أصلاً، فأنت كلاعب عندما تحتك خارجياً تعرف ماذا تعني المنافسات.
حدثنا عن الكابتن ناجي الأشول، المدرب الذي وصلت معه للعالمية!
- بدأت التدرب مع الكابتن ناجي الأشول منذ 2018. الكابتن ناجي بطل سابق في اللعبة، ويمتلك خبرة كبيرة في التدريب، ولديه خلفية كبيرة؛ كونه عسكر أكثر من عشر مرات في الصين، بمعنى أنه يمتلك أساسيات الإعداد قبل المنافسة. عندما سافرت معه إلى الصين رأيت مستواي مقارباً لنجوم اللعبة هناك، ولا يوجد فارق كبير. الكابتن ناجي هيأ كل أفكاره وأعطاها لنا. ورغم أننا كنا نتدرب لوقت قصير بحدود ساعتين في اليوم، إلا أن الكابتن ناجي تمكن نتيجة خلفيته من أن يوصل لنا المعلومة بأقل وقت.
ما هو طموحك بعد برونزية كأس العالم؟
- حتى الآن حقق اليمن ميداليتين برونزيتين جاءتا عبر أكرم النور في الألعاب الآسيوية العام 2022، وناجي الأشول في أولمبياد الدوحة العام 2006. وأنا أتمنى أن أحقق هذا الإنجاز الأولمبي الآسيوي لأنه يعتبر إنجازاً كبيراً، ولدينا بطولة عالم مؤهلة لكأس العالم ستقام في البرازيل في ديسمبر القادم، وأنا الآن أتهيئ لها، وبعدها ستقام في نوفمبر بالسعودية بطولة التضامن الإسلامي، ولا أعرف أن كنت سأشارك بها، لأن هذه البطولة لا نعرف إذا كانوا سينزلون فيها الأوزان الخفيفة. أنا أوزاني من 48 إلى 52 كجم، أما فوق وزن الـ60 فصعب علي.
بمن تأثرت في الكونغ فو؟
- كنت أشاهد أفلام بروس لي وجاكي شان، وهذا دفعني حباً للالتحاق برياضة الدفاع عن النفس ابتداء من العام 2013. بعد ذلك تأثرت باللاعبين الإيرانيين، وبالذات اللاعب محسن محمد سيفي، وهذا طبعاً مسيطر على لقب كأس العالم في الكونغ فو (ساندا) الوزن 70 كجم، ولم يخسر أمام أي لاعب في العالم، وهذا العام تحول للعب بالفنون المختلطة.
رسالة تود أن توجهها...؟
- أتمنى الاهتمام بالرياضة والرياضيين. الرياضي اليمني لديه موهبة بالفطرة، وينقصه الدعم المادي والمعنوي، ولو توفر هذان العاملان نحن كرياضيين مستعدون أن نكون أبطالاً أولمبيين ونحقق ما كان مستحيلاً. خلال مشاركاتي الخارجية ركزت على لاعبي الدول الأخرى، كيف هي معسكراتهم وإمكانياتهم، ولو توفرت لنا الإمكانيات كما توفرت لهم لحققنا المراكز الأولى بسهولة. لدينا في اليمن مشكلة كبيرة في الرياضة، وهي وزارة ولجنة أولمبية على الفاضي. الرياضي اليمني يعاني، وحافزه 12 ألفاً و500 ريال، ماذا يعمل بها؟! هل يتمرن؟! أم يبحث له عن عمل يُعيشه؟! وإذا توقف عن مزاولة الرياضة يُبعد عليه هذا المبلغ الزهيد!
كلمة أخيرة بطلنا العالمي...؟
- أشكرك وأشكر صحيفة "لا" على هذا الحوار والاهتمام. كما أشكر الداعمين للرياضيين اليمنيين بشكل عام، سواء كانوا شركات أو مؤسسات أو اتحادات أو أشخاصاً، وأتمنى من كل رياضي ألا ييأس من الوضع، وأن يجعل هدفه نصب عينيه.
المصدر طلال سفيان/ لا ميديا