ثلاثية يمنية في مطار «اللد» خلال 24 ساعة وإلغاء الرحلات الجوية يتصاعد
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
فيما يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات عسكرية يمنية مكثفة ضد العدو الصهيوني، توازياً مع تصعيد الأخير لحرب الإبادة في قطاع غزة، أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها تعمل على مضاعفة قدراتها وإمكاناتها لتوسيع عملياتها الإسنادية وتصعيد فعلها العسكري، مع التركيز على استهداف «عصب الحياة» لكيان الاحتلال «مطار بن غوريون» و»ميناء حيفا»، وسط تحذيرات أمريكية من أن «نتنياهو» يخاطر بانهيار الاقتصاد «الإسرائيلي» على أيدي اليمنيين.
وصعّدت قوات صنعاء ضرباتها ضد العدو الصهيوني، مستهدفة مطار اللد «بن غوريون» لثلاث مرات ومواقع أخرى في يافا «تل أبيب» وحيفا المحتلتين، خلال 24 ساعة.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، صباح أمس الجمعة، استهداف مطار اللد بصاروخ باليستي فرط صوتي، حقق هدفه بنجاح.
وأمس الأول، الخميس، أصدرت القوات المسلحة بيانين منفصلين أعلنت فيهما عن استهداف مطار اللد «بن غوريون» بصاروخ باليستي فرط صوتي، وآخر نوع «ذو الفقار» إضافة إلى تنفيذ عملية عسكرية مزدوجة بطائرتين مسيرتين نوع «يافا» ضد هدفين حيويين في منطقتي يافا وحيفا المحتلتين.
وأكدت القوات المسلحة أن استهداف المطار في العمليات الثلاث، دفع ملايين الصهاينة للفرار إلى الملاجئ، وكذلك وقف حركة الملاحة في المطار لقرابة الساعة في كل عملية، وإجبار عدد من الرحلات المتجهة إلى «تل أبيب» على العودة أدراجها من حيث جاءت.
وجدّدت القوات المسلحة تأكيدها أنّها وتماشياً مع التطورات في غزة وتصعيد الاحتلال من إجرامه، «تعمل على مضاعفة قدراتها وإمكاناتها لتوسيع عملياتها الإسنادية وتصعيد فعلها العسكري».
وأضافت أنّ ذلك سيكون «مع استمرار حظر حركة الملاحة الجوية على مطار اللدّ، وكذلك حظر الملاحة البحرية إلى ميناء حيفا، وحظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي»، مشيرةً إلى أنّ عملياتها ستستمر حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وتداولت منصات إعلامية وناشطون «إسرائيليون» على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد للصواريخ اليمنية في سماء فلسطين المحتلة، خلال عمليات الإطلاق الثلاث، ومقاطع أخرى لمحاولات اعتراض الصواريخ، تزامناً مع دوي صافرات الإنذار في معظم مناطق الأراضي المحتلة وفرار ملايين المستوطنين إلى الملاجئ.
ضربة للطيران «الإسرائيلي»
وفي أعقاب إطلاق الصواريخ اليمنية على مطار «اللد» جددت شركات طيران أجنبية، أمس، تمديد تعليق رحلاتها، من وإلى «إسرائيل»، الأمر الذي وصفته وسائل إعلام عبرية بأنه «ضربة قوية للطيران الإسرائيلي».
وأشارت إلى أن شركة الطيران البريطانية العملاقة، أعلنت، أمس، تمديد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى 31 تموز/ يوليو القادم على الأقل، وتلى ذلك إعلان الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس» هي الأخرى تمديد تعليق رحلاتها حتى 26 أيار/ مايو الحالي.
وأكدت الشركتان، بحسب الإعلام العبري، أن تعليق رحلاتهما يأتي حرصاً منهما على سلامة عملائهما وموظفيهما، في ظل التهديد اليمني المتواصل لكيان الاحتلال.
وشهدت «إسرائيل» خلال الشهر الحالي موجة إلغاءات الرحلات الجوية التي قامت بها شركات أجنبية، مِن وإلى «تل أبيب» نتيجة الاستهداف المتكرر لمطار «بن غوريون» وإعلان القوات المسلحة اليمنية في 4 أيار/ مايو السعي لفرض حصار جوي شامل على كيان الاحتلال، تلى ذلك إعلان مماثل في 19 أيار/ مايو ببدء القوات اليمنية فرض حظر بحري على ميناء حيفا المحتل.
انهيار اقتصادي
وفي تأكيد على نجاعة العمليات اليمنية في العمق الصهيوني، والتأثير الكبير الذي تخلفه صواريخ ومسيرات صنعاء على «إسرائيل» اقتصادياً وعسكرياً، حذّرت وسائل إعلام أمريكية من أن قرار «نتنياهو» بتصعيد العملية البرية في غزة، يُعرض الاقتصاد «الإسرائيلي» للانهيار التام، بسبب الهجمات التي تنفذها صنعاء على المطارات والموانئ الرئيسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رداً على ذلك التصعيد.
وقالت مجلة «ناشيونال إنترست» في تقرير لها، إنه «حتى لو كان نتنياهو يعتقد أن قواته قادرة في نهاية المطاف على هزيمة حماس في غزة، فإن التهديدات القادمة من الحوثيين كان ينبغي أن تجعل الحكومة الإسرائيلية تفكر مرتين».
وأضافت أن «استهداف مطار بن غوريون الدولي كان تصعيداً خطيراً من جانب الحوثيين، وحتى لو كانت ضربة صاروخية أولى مجرد تحذير للقدس، ففي نهاية المطاف يعتمد اقتصاد إسرائيل بشكل كبير على السياحة، نظراً لخلفيتها كـ(أرض مقدسة)». مشيرة إلى أن «استمرار هجمات الحوثيين على المطار سيجعله في نهاية المطاف محفوفًا بالمخاطر بالنسبة للطائرات التجارية التي لن تخاطر طواعيةً بالتعرض للأضرار أو التدمير بصواريخ الحوثيين. ومع مرور الوقت، قد تُشلّ حملة الحوثيين على مطار بن غوريون الاقتصاد الإسرائيلي».
وتساءلت المجلة: «لماذا ذلك؟ وماذا كان الحوثيون يطالبون إسرائيل؟ هل بالاستسلام والقبول بهجمات أخرى على غرار 7 أكتوبر؟»، لتجيب على تلك الأسئلة بالقول: «كلا.. لقد كان تحذير الحوثيين هو أنه إذا نفذ نتنياهو تهديداته بغزو غزة وإعادة احتلالها، فسيبدؤون حصاراً جوياً على إسرائيل، وكان هذا تهديداً يهدف في جوهره للردع، فإذا أوقفت إسرائيل عملياتها في غزة، فسيتركها الحوثيون وشأنها».
وأردفت: «لكن نتنياهو -الذي يحرص دائمًا على صورته العالمية- لم ييأس. فالغزو بدأ بالفعل. وكما هو متوقع، بادر الحوثيون إلى تهديدهم بالحصار. والآن، هددوا بإطلاق ترسانتهم الصاروخية بعيدة المدى على ميناء حيفا الرئيسي». مُذكّرة بالحصار البحري الذي فرضته صنعاء على ميناء أم الرشراش «إيلات» منذ أكثر من عام «واضطر الميناء إلى إعلان إفلاسه العام الماضي بعد أشهر من التوقف بسبب تهديد الحوثيين الصاروخي».
وأضافت: «مع ذلك، يُعدّ ميناء حيفا أكثر أهمية للاقتصاد الإسرائيلي من إيلات. ومن المرجح أن يواصل الحوثيون تكتيكاتهم الناجحة في إيلات ضد حيفا ومطار بن غوريون وسيلحق ذلك ضرراً بالغاً بإسرائيل».
ووفقاً لتقرير «ناشيونال إنترست» فإن من وصفتهم بـ»أعداء إسرائيل» يُدركون «أهمية إغلاق ميناء حيفا. وإذا ما أُضيف إلى ذلك مطار إسرائيل الرئيسي وميناء إيلات، فقد يُؤدي ذلك إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلي على يد الحوثيين». لافتاً إلى أن الاحتلال «سيضطر إلى الاعتماد على ميناء أشدود قرب تل أبيب، والذي من المُرجّح ألا يكفي لتلبية احتياجات إسرائيل التجارية. ومن المُرجّح أن يستهدف الحوثيون ذلك الميناء أيضًا».
الحوثيون يسيطرون على «إسرائيل»
وتحت عنوان (الحوثيون يسيطرون على إسرائيل) قال التقرير: «الاستراتيجية تتعلق بالتوقيت، فأن تكون استراتيجياً بارعاً يعني أن عليك التمييز بين الفرص الاستراتيجية الحقيقية التي يمكن استغلالها والفرص الزائفة -وهي المعادل الجيوسياسي للسراب- وفي هذه المرحلة، لا يبدو قرار نتنياهو بغزو غزة وإعادة احتلالها منطقياً، بل حتى لو اعتقد نتنياهو أن قواته قادرة في نهاية المطاف على هزيمة حماس في غزة، فإن التهديدات الصادرة عن الحوثيين كان ينبغي أن تجعل الحكومة الإسرائيلية تُعيد النظر في قرارها».
وأضاف: «ليس على الحوثيين تفجير قنابل محرمة في قلب إسرائيل، فكل ما يحتاجون إليه هو خلق حالة من عدم اليقين في قطاعات الشحن والتجارة والسياحة بتهديداتهم الصاروخية ووابلهم الناري، مما يُعيق اقتصاد إسرائيل ويُشلّها. ومن ثم، ومع مرور الوقت، ستنهار قدرة إسرائيل على شنّ عمليات عسكرية طويلة الأمد مع انهيار اقتصادها». مشيراً إلى أن «ترامب
أقر ضمنياً بأنه بعد 30 يوماً، لن تتمكن البحرية الأمريكية الجبارة من هزيمة الحوثيين».
وأوضح: «كان ينبغي على نتنياهو أن يصبر»، خصوصا وأن «الحوثيين أوضحوا أنه مادامت إسرائيل لم تتوغل في غزة، فلن يشكلوا تهديدًا لها. لكن يبدو أن نتنياهو لا يستطيع ضبط نفسه».
وخلص التقرير إلى أن «إسرائيل على حافة الهاوية، لكن نتنياهو يواصل تعريض بلاده للخطر بأعمال عدوانية عبثية ضد غزة».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا