صحف ومواقع وناشطون «إسرائيليون» يتناقلون تغطية الصحيفة المواكبة للعمليات اليمنية.. هاتريك «لا» تهز شباك الإعلام الصهيوني
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
ليست الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية وحدها من تُثير غضب وقلق العدو الصهيوني، فإلى جانب الجبهة العسكرية يبرز دور الصحافة اليمنية والإعلام المقاوم بشكل عام كجبهة رديفة في مواجهة أعداء الوطن والأمة، ومقاومة المشروع "الصهيوأمريكي" في المنطقة.
ومنذ ملحمة "طوفان الأقصى" الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، وما تبعها من دخول اليمن الحرب ضد العدو "الإسرائيلي" إسناداً لغزة، كانت صحيفة (لا) اليومية الصادرة من العاصمة صنعاء، ولازالت، رديفة للعمليات العسكرية اليمنية في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، إضافة إلى تاريخها السابق في مواجهة العدوان على اليمن منذ صدورها في العام 2015م.
وتأكيداً على تأثير (لا) في تقاريرها وكذلك العناوين التي تتصدر غلاف صفحتها الأولى صباح كل يوم، كشفت وسائل إعلام "إسرائيلية" ومراسلون لتلك الوسائل وناشطون "إسرائيليون" على مواقع التواصل الاجتماعي، عن مدى ذلك التأثير، معترفين بقدرة (لا) على إبراز أهمية عمليات الإسناد اليمنية، إلى جانب فضح جرائم الاحتلال بحق أبناء غزة.
في هذا الصدد نشر موقع واي نت Ynet وهو أحد المواقع الإخبارية "الإسرائيلية" الرئيسية، ويتبع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس السبت، تقريراً حول تكثيف القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية ضد العدو الصهيوني، والسعي لتوسيع تلك العمليات وتنفيذ حصار شامل على مطار اللد "بن غوريون" وميناء حيفا.
واستعرض التقرير ما تناولته صحيفة (لا) بهذا الخصوص في عددها الصادر أمس السبت، مركزاً على مانشيت الصحيفة في صفحتها الأولى (هاتريك يمني في مطار اللد خلال 24 ساعة) وعنوان التقرير في صفحتها الداخلية (ثلاثية يمنية في مطار اللد خلال 24 ساعة وإلغاء الرحلات الجوية يتصاعد).
وعنون الموقع تقريره بـ(تصعيد الإطلاقات وساعات الإنذارات وتباهي الحوثيين: "ثلاثية يمنية")، مرفقاً بذلك صورة للتقرير المنشور في (لا).
وقال الموقع: احتفلت صحيفة تابعة لحركة الحوثيين باستمرار إلغاء الرحلات وكتبت في عنوانها: "ثلاثية يمنية في مطار بن غوريون خلال 24 ساعة".
وأضاف: "لقد خرجت الولايات المتحدة بالفعل من اللعبة، وأصبحت عمليات الإطلاق من اليمن حدثًا يوميًا تقريبًا".. مشيراً إلى أنه ومنذ استئناف العدو الصهيوني للمجازر بحق أبناء غزة في 18 آذار/ مارس الماضي، أطلق من وصفهم بـ"الحوثيين" 41 صاروخاً على فلسطين المحتلة، بينها 29 صاروخاً تم إطلاقها خلال العدوان الأمريكي الأخير على اليمن، وبعد أن أُجبرت أمريكا على إيقاف ضرباتها الجوية مقابل عدم استهداف سفنها الحربية والتجارية في البحر الأحمر، أطلقت صنعاء 12 صاروخاً استهدفت عمق الكيان الصهيوني.
وتابع: "في الواقع، في أقل من يوم، تم إطلاق ثلاثة صواريخ باليستية من اليمن" في إشارة إلى الهجمات الثلاث الأخيرة التي استهدفت مطار اللد "بن غوريون"، وخصصت صحيفة (لا) صفحة كاملة لتغطية العمليات الثلاث وتبعاتها.
وتعليقاً على ذلك قال موقع واي نت: "نشرت صحيفة لا اليمنية الموالية للحوثيين عنواناً رئيسياً (ثلاثية يمنية في مطار اللد خلال 24 ساعة.. إلغاء الرحلات الجوية يتزايد)".
وأضاف: "وزعم التقرير أن الحوثيين يعملون على مضاعفة قدراتهم الضاربة لتوسيع الدعم لغزة، مع التركيز على استهداف مطار بن غوريون وميناء حيفا".
وأعاد الموقع نشر تقريره هذا في نسخته الإنجليزية إلى جانب العبرية، كما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأوسع انتشاراً لدى كيان الاحتلال.
تفاعلات
مراسلة موقع واي نت ليؤور بن أري-Lior ben-ari من جهتها نشرت في حسابها الرسمي على منصة إكس صورة لتقرير صحيفة (لا) وعلقت على ذلك بالقول: نشرت صحيفة "لا" اليمنية التابعة لحركة الحوثي، اليوم، مقالاً تحت عنوان "ثلاثة أهداف يمنية في مطار اللد خلال 24 ساعة.. وإلغاء الرحلات يتزايد". وكتبت الصحيفة أن المرحلة المقبلة على ما يبدو ستشهد نشاطاً عسكرياً مكثفاً من قبل اليمن ضد إسرائيل، بالتوازي مع الحرب في قطاع غزة، وأن قوات الحوثي أكدت أنها تعمل على مضاعفة قدراتها لتوسيع "الدعم" في غزة، مع التركيز على مطار بن غوريون وميناء حيفا.
كما نشر مراسل هيئة الإذاعة "الإسرائيلية" وقناة كان روعي كايس صورة الصفحة الأولى لذات العدد من صحيفة (لا) قائلاً: حملت الصفحة الأولى لصحيفة "لا" اليمنية الصادرة في معاقل الحوثيين عنوانا رياضيا صباح اليوم: "الهدف اليمني الثالث في مطار اللد خلال 24 ساعة".
وقوبل المنشور بتفاعل كبير من الناشطين "الإسرائيليين"، حيث علق محرر الشؤون الفلسطينية في قناة كان 11 العبرية Elior Levy بالقول: "برأيي أنها صحيفة رائعة"، فيما قال الناشط galiaaminadav: "في المجمل، خطوة يمنية أخرى"، أما الناشط zlotikm فقد قال: "هذا هو المعادل اليمني لصحيفة هآرتس".
(لا) والرصد الصهيوني
وليست المرة الأولى التي تثير فيها (لا) حفيظة الإعلام الصهيوني، حيث أظهرت تفاعلات مراسلي صحف وقنوات عبرية، بشكل كبير وخصوصاً في الفترة الأخيرة، مع ما تنشره (لا)، ما يؤكد تعليق أحد الناشطين "الإسرائيليين" في منصة إكس، بأن "الصحيفة اليمنية نجحت في إثارة الواجهة الإعلامية لإسرائيل".
وبالعودة إلى الأيام الأخيرة، نجد هيئة الإذاعة "الإسرائيلية" المقربة من "الجيش الصهيوني" أكثر اهتماماً ورصداً لصحيفة (لا) ففي 20 أيار/ مايو الحالي تناول مراسل هيئة الإذاعة "الإسرائيلية" روعي كايس، الصفحة الأولى لعدد (لا) رقم 1623 الذي برز فيه عنوان (سلاح صهيوني لقتل سكان غزة.. خبز جدعون)، كما أعاد نشر غلاف العدد 1614 بتاريخ 7 أيار/ مايو بعنوان (الدخان في صنعاء النار في تل أبيب).
وقبل ذلك بيومين نشر كايس غلاف العدد 1612 الذي بعنوان (سماء فلسطين يمنية) معلقاً بالقول: «تحتفي صحيفة الحوثيين المطبوعة بالهجوم على مطار بن غوروين»، لتتناقل ذلك عدد من المنصات العبرية وناشطون «إسرائيليون» على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفة تعليقات متنوعة ما بين «غاضبة» و«مستهجنة لما وصل إليه حال كيان الاحتلال».
وقال الناشط «الإسرائيلي» يائير جورني، في منشور بصفحته على منصة «إكس»، مرفقاً به غلاف صحيفة «لا»: «الأحمق الذي صور ذلك وصرخ ونشره على الإنترنت ألحق ضرراً بإسرائيل أكبر من ألف تغريدة من عوفر كاسيس وأمثاله».
وكان الإعلام العبري قد تداول في كانون الأول/ ديسمبر 2024م غلاف صحيفة «لا» الذي ركز على مؤامرة إسقاط «سورية».
أما موقع (elderofziyon)، وهو مدونة أمريكية مؤيدة للكيان الصهيوني، فقد صنف في حزيران/ يونيو 2023، صحيفة «لا» بأنها من أعداء ما سماها «السامية»، على خلفية نشرها مادة بعنوان «سرطان اليهود».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا