استشهاد 139 فلسطينيا في غزة خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في زمن اختلط فيه الدم بالرماد، وتحوّلت الحقيقة إلى جريمة، يواصل العدو الصهيوني كتابة أكثر فصول التاريخ عاراً ووحشية. هناك، في غزة، لا تُقرع طبول الحرب بقدر ما يُقرع باب الجحيم على أجساد الأطفال والنساء، وعلى بقايا وطن يحاصره الموت من كل الجهات.
«إسرائيل»، التي تلبس عباءة «الضحية الدائمة»، باتت اليوم مكشوفة كأكثر كيان وحشي وإجرامي، يسفك الدماء بلا حياء، ويبتسم في وجه الكارثة كمن يمارس طقسه المفضل في العبث بالبشر.
ولليوم 646 يواصل العدو الصهيوني عدوان الإبادة على قطاع غزة، ممعناً في سفك الدم الفلسطيني، ومحطماً آخر ما تبقى من مظاهر الحياة في رقعةٍ محاصرة منذ 18 عاماً. ووفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 58026 شهيداً، بينما تجاوز عدد الجرحى 138,520، في حرب يُجمع المراقبون على توصيفها بأنها حرب إبادة مكتملة الأركان.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، استُشهد 139 فلسطينياً بينهم 28 من طالبي المساعدات، وأصيب 425 آخرون، في قصف هستيري لا يميز بين طفل وشيخ، ولا بين سكن ومدرسة أو ملجأ، في وقت تشتد فيه المجاعة، وتتفشى الأمراض، ويمنع العدو دخول المساعدات، ويحكم إغلاق المعابر أمام الشاحنات التي قد تحمل الحياة لآلاف الجوعى.
5800 شهيد مستقبلي
المأساة في غزة لا تقتصر على الدم، بل تشمل الجوع أيضاً. فقد أعلنت منظمة اليونيسف إصابة أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية خلال حزيران/ يونيو الماضي، بينهم أكثر من ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. هذه الأرقام، المروعة والعارية من الإنسانية، ما كانت لتتحقق لولا الحصار الصهيوني الخانق، ومنع دخول الغذاء والدواء والمياه.
«الأونروا»، من جانبها، أكدت أن المساعدات مكدّسة على حدود غزة منذ آذار/ مارس ، بينما تمنع «إسرائيل» دخولها، في خطوة تتجاوز الحرب إلى استخدام الجوع كسلاح للإبادة.
وقالت الوكالة إنه لم يُسمح لها بإدخال مساعدات إنسانية منذ آذار/ مارس، مؤكدة أن «الوضع يخرج عن السيطرة»، خاصة مع انهيار النظام الصحي واضطرار الطواقم الطبية إلى «اختيار من يستحق أن يعيش».
تدمير آليتين للاحتلال
في الجنوب، تشهد مدينة خان يونس واحدة من أشرس المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال. وأعلنت فصائل المقاومة أمس عن هجمات نوعية؛ إذ استهدفت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس دبابة شرق حي الزيتون، وقصفت سرايا القدس مواقع عسكرية وفجرت آلية بعبوات شديدة الانفجار.
الرسالة التي تبعثها المقاومة باتت واضحة: لن تمر المجازر دون رد. وبينما يقاتل العدو من أجل لا شيء سوى رغبته في الإبادة، تقاتل المقاومة من أجل بقاء شعبها، وحقه في الحياة والحرية.
الضفة 11,280 جريمة منذ مطلع العام
في الضفة الغربية، حيث نار الاحتلال مشتعلة أيضاً، توثّق التقارير 309 جرائم خلال شهر واحد فقط (حزيران/ يونيو)، شملت هدم المنازل، ومصادرة الأراضي، واعتقال المدنيين، والاعتداءات الجسدية، ضمن استراتيجية صهيونية ممنهجة لتفريغ الأرض من أصحابها، وتحقيق حلم «يهودا والسامرة».
وتكشف هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عن أكثر من 11,280 اعتداءً في النصف الأول من 2025، ما يؤكد أن المشروع الصهيوني لا يتوقف عند حدود غزة، بل يبتلع ما تبقى من الضفة، في سعي لطمس الوجود الفلسطيني.
المفاوضات تواجه خطر الفشل
سياسياً، يصر العدو الصهيوني، بقوة الدعم الأميركي المطلق، على رفض أي تسوية. وكشفت مصادر فلسطينية، أمس، أن مفاوضات التهدئة تعثرت مجدداً بسبب مطالبة العدو بالاحتفاظ بوجود عسكري في 40% من قطاع غزة، وهي خطة تهدف إلى تقسيم القطاع وتحويله إلى كانتونات محاصرة بلا سيادة.
غولاني: نتنياهو يفشل المفاوضات دائماً
في الداخل الصهيوني، لا تتوقف أصوات التمرد والخلافات. يائير غولان، نائب رئيس الأركان الأسبق، اتهم نتنياهو ووزراءه بتدمير «إسرائيل» من الداخل، معتبراً أنهم «يطيحون بصفقة الأسرى تلو الأخرى»، ويفضلون مناصبهم على أرواح الجنود. وأكد أن نتنياهو تعمّد تمديد الحرب لأهداف انتخابية، حتى لو كان الثمن حياة 30 أسيراً للعدو.
تأتي هذه الفضيحة في ظل انهيار قوات الاحتلال من الداخل؛ إذ نقلت «القناة 12» شكاوى جنود النخبة من تكليفهم بمهام مرهقة لا تتناسب مع تدريباتهم، ما يعكس حجم الإنهاك والتآكل في المؤسسة العسكرية، بعد مقتل وجرح أكثر من 10 آلاف جندي.
أبو عبيدة: الشهيد الضيف أيقونة وحدت الأمة
في الذكرى الأولى لرحيل القائد العسكري البارز محمد الضيف، الذي يعرف بأنه مهندس عملية «طوفان الأقصى»، أكد «أبو عبيدة»، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أن الضيف مثّل رمزاً خالداً للجهاد والمقاومة، وقاد مع رفاقه «طوفان الأقصى» الذي وجه أقسى ضربة عرفها الكيان الصهيوني في تاريخه، وأسقط من خلالها ما يُعرف بـ»الردع الإسرائيلي» إلى الأبد.
وأضاف أبو عبيدة أن الضيف لم يكن مجرد قائد ميداني، بل أيقونة وحّدت الأمة وأعادت بوصلتها إلى فلسطين، وأعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الوعي العربي والإسلامي.
وشدد على أن الضيف، الذي عاش مطارَداً لعقود وقاد الكتائب في أصعب الظروف، جسّد روح القادة الفاتحين من الصحابة والمجاهدين، وظلّ مصدر إلهام لأجيال لم تعرف صورته ولكنها حفظت بطولاته. وأشار إلى أن رفاق الضيف ومحبّيه لا يزالون على دربه يواصلون القتال ويكبّدون الاحتلال خسائر متواصلة، مؤكداً أن «طيف الضيف سيبقى كابوساً دائماً يلاحق مجرمي الحرب الصهاينة، إلى أن يتحقق وعد التحرير الكامل لفلسطين».
المصدر لا ميديا