الخبير العسكري شمسان لـ«لا»:تطور القدرات اليمنية شكل تهديدا حقيقيا لعنصر التفوق الجوي لـ«إسرائيل»
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
في تطور دراماتيكي يؤكد نجاح صنعاء في فرض معادلة ردع جديدة، ويشي بالكثير من التحولات في مسار المواجهات المسلحة بين القوات المسلحة اليمنية، وبين العدو الصهيوني، ويكشف عمق المعضلة التي تواجهها "تل أبيب" في التعامل مع الجبهة اليمنية التي وصل إلى قناعة تامة بأنها "جبهة استنزاف يصعب إيقافها"، لجأ العدو الصهيوني، أمس، إلى تغيير في وسائل عدوانه على اليمن، كمحاولة لتجنب مخاطر كبيرة قد لا تتوقف عند مستوى إسقاط مقاتلات شبحية واحتمال أسر الطيارين، وإنما تتجاوز ذلك إلى تحطيم صورة "البعبع" وفضح زيف "الفزاعة" المسماة "إسرائيل".
وعاود الاحتلال "الإسرائيلي"، أمس، استهداف ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، بغارات جوية بعد أسابيع من استهداف مماثل لذات الميناء.
وأقر العدو أنه استهدف منشآت مدنية داخل ميناء الحديدة بينها صهاريج وقود وآليات هندسية تعمل على ترميم البنى التحتية في الميناء.
وبخلاف الهجمات السابقة التي نفذها العدو الصهيوني خلال قرابة العام والنصف الماضية، وحرص فيها على إلقاء أهم قدراته الحربية في العدوان، كمحاولة لاستعراض قدرات الردع، مستجلباً لذلك قاذفات ومقاتلات من مختلف الطرازات بلغت العشرات في كل هجوم، لجأ في عدوانه أمس على الاستعانة بطائرات مسيرة، يتم التحكم بها عن بعد.
ويرى خبراء أن استخدام الكيان الصهيوني للطائرات المسيرة في عدوانه الأخير على اليمن، يعتبر اعترافاً بمدى التطور الذي وصلت إليه الدفاعات الجوية اليمنية، لاسيما في أعقاب التصدي للعدوان "الإسرائيلي" على الحديدة مطلع أيار/ مايو الجاري، بصواريخ أرض-جو، محلية الصنع، نجحت في إفشال جزء واسع من مخطط الهجوم الذي كان العدو ينوي تنفيذه شاملاً أهدافا عدة في محافظات أخرى غير الحديدة.
وأرجع آخرون هذا التغيير في العدوان الصهيوني على اليمن، إلى محاولة "إسرائيل" تجنب الاستنزاف الكبير الذي تتعرض له قواتها خصوصاً في التعامل مع جبهة بعيدة ومعقدة كاليمن.
تهديد حقيقي
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد مجيب شمسان، أوضح أن تغيير "جيش الاحتلال" لوسائل العدوان على اليمن، يؤخذ في الاعتبار من ناحيتين، الأولى، تتعلق بتكلفة المخاطر التي يخشاها في حال نجحت القوات اليمنية في إسقاط أصول عسكرية صهيونية.
وقال شمسان لـ"لا" إن "تطور القدرات اليمنية بات يشكل تهديدا حقيقيا لعنصر التفوق الجوي بالنسبة للعدو الصهيوني وهو سلاح الطيران، حيث يكمن عنصر التفوق لدى العدو في الطائرات الشبحية".. مضيفاً "أن تكون اليمن قادرة على جعل تلك الطائرات غير شبحية ومكشوفة ويمكن استهدافها، فهذا يشكل تهديدا أساسيا بالنسبة لعنصر التفوق ويمكن أن ينعكس على مستوى استراتيجي وبعيد المدى فيما يتعلق بوجود الكيان واستمراره وتفوقه".
النقطة الثانية بحسب العميد شمسان أن "الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يشن عدوانا مكثفا على اليمن إلا بمساعدة ومساندة من القوات الأمريكية، سواء على المستوى القريب أو البعيد وما يتعلق أيضا بالتزود بالوقود جوا، ولذلك مغادرة الأمريكي البحر الأحمر، خلقت عائقا بالنسبة لإسرائيل، لأنها فقدت تلك المساندة".
وأكد الخبير العسكري شمسان أن صنعاء فرضت ردعا في المنطقة، وأي تورط أمريكي جديد لمساندة الإسرائيلي في عدوانه على اليمن، سيعني رداً يمنياً مباشراً وقوياً.
وأضاف: "هنا طُرحت خيارات محدودة أمام العدو الصهيوني في الرد على اليمن وردعه وهو يدرك تماما أن تلك الضربات التي يقوم بها لا يمكن أن تقدم أو تأخر في مسألة الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني، ولن توقف أو حتى تقلل من العمليات بعيدة المدى إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو في البحر الأحمر". مشيراً إلى أن "هذه الضربات التي ينفذها الكيان الصهيوني، لها أهداف سياسية تتعلق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، بمعنى محاولة استعادة صورة الردع بأنه لايزال قادرا على توجيه ضربات تجاه من يسميهم أعداء إسرائيل.
وأضاف شمسان: "اعتاد العدو الصهيوني على التفاخر بأنه له اليد الطولى ولكن هذه اليد الطولى كسرت في الجانب اليمني مرتين الأولى عندما أجبر على استخدام سلاح البحرية للعدوان على ميناء الحديدة الشهر الماضي، والثانية، أمس، عندما أُجبر على استخدام الطائرات المسيرة تجنباً لمخاطر إسقاط طائرات الـF-35، وما يمكن أن يلحق بهذه المخاطر".
وقال الخبير العسكري: "العدو الإسرائيلي بحاجة إلى صورة ترسخ لدى الداخل الإسرائيلي أنه لايزال يمتلك قدرة الردع والرد لكنه يدرك تماماً أن لا جدوى من تلك الضربات، فقد أتى الأمريكي بخمس مجموعات ضاربة من حاملات الطائرات ولم يستطع أن يغير شيئا، ولم يتوقف اليمن عن عملياته الإسنادية للشعب الفلسطيني سواء البحرية أو في عمق فلسطين المحتلة، وفي الوقت ذاته التصنيع والتطوير الحربي اليمني ماض دون توقف في تطوير قدراته العسكرية وتحسينها، وسبق أن خبر العدو الإسرائيلي والأمريكي وغيرهم ذلك منذ دخول صنعاء معركة الإسناد للأشقاء الفلسطينيين أواخر العام 2023م".
هجمات فاشلة
الإعلام العبري وفي تغطية للعدوان على اليمن، أكد بأن هجمات أمس الاثنين، كسابقاتها، لن توقف العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.
وذكرت إذاعة "الجيش الإسرائيلي" أنّ "الهجمات على ميناء الحديدة هي الهجمات السابقة نفسها على بنى تحتية تعرضت للقصف مرات عديدة"، مؤكدة أن هذه الهجمات لن توقف العمليات المساندة لغزة.
وأفادت بأن الغارات على ميناء الحديدة نفذت بواسطة طائرات مسيّرة وليس عشرات الطائرات الحربية التي تقلع بمرافقة طائرات للتزود بالوقود وأخرى استخباراتية على مسافة تقدر بـ1800 كيلومتر.
ويعد عدوان الأمس هو الثالث عشر الذي يهاجم فيه كيان الاحتلال اليمن.
كما أن العدوان الأخير يأتي بعد يوم من إعلان سلطات "الاحتلال" إغلاق ميناء أم الرشراش "إيلات" نهائياً، نتيجة تعرضه لخسائر فادحة جراء الحصار اليمني المفروض على السفن الصهيونية والمتجهة إلى الموانئ الاحتلال.
هجوم عكسي
في خط موازٍ، شنت القوات المسلحة اليمنية هجوماً معاكساً، استهدف خمسة مواقع في عمق الكيان الصهيوني، بعد ساعات قليلة من الغارات على ميناء الحديدة.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، في بيان متلفز، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد "بن غوريون" وهدفاً عسكرياً آخر في منطقة يافا، وميناء أم الرشراش "إيلات" ومطار "رامون" ثاني أكبر المطارات في كيان الاحتلال بعد مطار "بن غوريون"، وهدفاً حيوياً في منطقة أسدود المحتلة، مشيرة إلى أن عمليات الاستهداف نُفذت بخمس طائرات مسيرة، حققت أهدافها بنجاح.
وأوضح البيان أن هذه العملية تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وردا على جريمة الإبادة التي يقترفها العدو بحق الأشقاء في غزة، وكذلك رداً على العدوان الصهيوني الأخير على ميناء الحديدة.. مؤكداً بأن القوات المسلحة اليمنية "مستمرة وملتزمة في تقديم الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم، وأن عملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا