غزة: 147 شهيدا فلسطينيا تجويعا بينهم 88 طفلا
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في وقتٍ تتكثّف فيه جرائم العدو الصهيوني ضد سكان غزة، لاتزال الأرض المقاومة تتكلم بلهجة البارود، وتردّ على الموت بأفعال لا يقدر عليها إلا الأحياء حقًا. فالمقاومة في غزة ليست خيارًا، بل قدرٌ يتجدد مع كل فجر مدجج بالحصار. ومع كل جولة، تثبت المقاومة أنها الرقم الصعب في معادلة الميدان العسكري.
ونشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أمس، فيديو لعملية عسكرية استثنائية لن ينساها العدو، ضمن عمليات «حجارة داوود»، نفذت قبل 3 أيام.
وفي تفاصيل الفيديو: ثلاث ناقلات جند صهيونية وقعت في كمين محكم، على تخوم عبسان الكبيرة شرق خان يونس، رسمه مجاهدو القسام بحنكة المحترفين وروح الاستشهاديين.
ناقلتان عسكريتان احترقتا بعبوتي العمل الفدائي، أما الثالثة فكان الياسين 105 في الموعد، بناره الحاسمة التي مزّقت الدرع الصهيونية، وحفرت على المعدن آيات الغضب الفلسطيني.
لكن ذروة المشهد لم تكن في الانفجارات وحدها، بل في تلك اللحظة الخالدة حين تقدّم أحد الأبطال كجبل من شجاعة، واقترب من ناقلة الجند ليُدخل عبوة الموت إلى قلبها، إلى غمرة القيادة تحديدًا، وكأنه يقول للمحتل: «نحن هنا، حيث لا تتخيل».
دقائق بعد التفجير، تسارعت الأحداث: جرافة عسكرية تحاول دفن الآليات المشتعلة، تخنق النار بالتراب كما يخنق العاجز خيبته.
وفي السماء، طيران مروحي مذعور، يجلي القتلى والجرحى في سباق مع الفضيحة التي باتت لا تُخفى لا بالتراب.
ولأن نيران المقاومة لا تتوقف عن تأديب العدو الصهيوني فقد سجل يوم أمس عمليات جديدة ضد قوات الاحتلال، وتحدث إعلام العدو كالعادة عن «حدث صعب» أصيب فيه 6 جنود، بعضهم في حالة حرجة.
رغيف لا يأتي وموت لا ينتهي
على صعيد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، يواصل العدو الصهيوني عدوانه الشامل الذي لم يترك وسيلة من وسائل الإبادة إلا واستخدمتها ضد أكثر من مليوني إنسان.
وفي اليوم الأول من الشهر الثاني والعشرين للعدوان، ارتفع عدد شهداء المجاعة إلى 147 شهيدًا، بينهم 88 طفلًا، وسط مشاهد تعجز عن احتمالها الفطرة البشرية.
عدوان الكيان الصهيوني على غزة لم يعد يوصف بالحرب التقليدية، بل صار خطة مبرمجة للإفناء، تبدأ بتجويع السكان، ولا تنتهي بقصفهم أثناء انتظار المساعدات. خلال 12 ساعة فقط، قتلت قوات الاحتلال 65 فلسطينيًا، بينهم 23 من طالبي الغذاء. فيما يدّعي الاحتلال فتح «ممرات إنسانية»، يتكفل الرصاص الصهيوني بإغلاقها على الفور فوق أجساد المنتظرين.
غوتيريش: الإبادة على مرأى العالم
الأمم المتحدة، ممثلة بأمينها العام أنطونيو غوتيريش، قالتها صراحة: «ما يحدث في غزة إبادة جماعية، ويجب أن تتوقف فورًا».
وأضاف غوتيريش «لا شيء يبرر إبادة غزة التي جرت أمام أعين العالم».
ولكن لا شيء يتغيّر على الأرض، فالدم الفلسطيني مباح طالما أن القاتل يحمل مباركة الغرب ودعم واشنطن العسكري والسياسي.
وفي مشهد إجرامي آخر، يواصل العدو الصهيوني اختطاف نشطاء سفينة «حنظلة» التي كانت تحاول كسر الحصار عن غزة. ووفق «مركز عدالة» الحقوقي النشطاء يتعرضون للتنكيل والسجن والإهمال الطبي.
وأوضح المركز أن جميع المعتقلين رفضوا التوقيع على ما يسمى بـ»الترحيل الطوعي»، ويواصلون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام احتجاجًا على احتجازهم القسري.
مظاهرات عالمية لأجل غزة
بالتزامن، خرج أحرار العالم في مظاهرات حاشدة في عدة مدن حول العالم، يحملون أكياس الطحين، ليقولوا: «لا للجوع.. لا للمجزرة.. لا لاحتلال يمارس القتل الجماعي على الهواء مباشرة».
ففي ألمانيا، شارك آلاف المتظاهرين في العاصمة برلين في «مسيرة النصر» دعما لفلسطين.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بـ«نهاية نتنياهو» و«الحرية لفلسطين»، منتقدين الدعم الرسمي الألماني لـ«إسرائيل».
وفي مدينة شتوتغارت، رفع المتظاهرون أكياس الطحين والقمح، تعبيرا عن تضامنهم مع أهالي غزة الذين يواجهون المجاعة.
وشهدت العاصمة الألمانية وقفة أمام البرلمان ضمن نشاطات «مخيم الصمود -متحدون من أجل غزة»، للمطالبة بوقف تسليح الكيان الصهيوني.
أما في هولندا، فنظم متضامنون وقفة احتجاجية في أمستردام، قرعوا خلالها أواني الطبخ تعبيرا عن رفضهم لتجويع الأطفال في غزة، بينما خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة يوتبوري السويدية، نددت بحصار وتجويع المدنيين.
في أستراليا، شهدت مدينة سيدني مسيرة جماهيرية حاشدة دعما لغزة، جاءت ضمن تحركات شعبية متواصلة رفضا لحرب الإبادة والتجويع التي تطال الأطفال والنساء.
وفي المغرب، تظاهر الآلاف في مدن الرباط وطنجة وأكادير وتارودانت ووجدة، دعما لغزة ورفضا لمحاولات التهجير، ورفع المشاركون شعارات مثل: «يا أحرار في كل مكان، لا صهيون ولا أميركان».
شهادة من وسط الكيان: «إسرائيل» ترتكب إبادة في غزة
في اعتراف مدو من قلب كيان الاحتلال، اتهمت منظمتان حقوقيتان «إسرائيليتان»، هما «بتسيلم» و«أطباء لحقوق الإنسان»، حكومتهما بتنفيذ إبادة جماعية منظمة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. لم تعد هذه الجرائم تُروى على ألسنة الضحايا فحسب، بل أصبحت تُوثق وتُعلن بوضوح من داخل «إسرائيل» نفسها، وبعبارات لا تحتمل التأويل: «إسرائيل تنفذ إبادة جماعية ضد سكان غزة». تقرير دامغ من «بتسيلم» يكشف أن الحرب لم تكن مجرد رد فعل، بل خطة ممنهجة لتدمير المجتمع الفلسطيني بالكامل، عبر القتل الجماعي، التجويع، التهجير القسري، وتفكيك كل ما يبقي الناس على قيد الحياة والكرامة. أما «أطباء لحقوق الإنسان» ففضحت تفكيك المنظومة الصحية في غزة، وقصف المستشفيات، وقتل الكوادر الطبية، ومنع الأطفال من الغذاء، مؤكدة أن هذه السياسة لا تهدف للردع بل للإفناء.
هذا ليس خطاب خصوم «إسرائيل»، بل اعتراف داخلي مدوٍّ بأن ما يحدث في غزة هو جريمة إبادة جماعية تُرتكب بوعي كامل ونية واضحة.
المصدر لا ميديا