تقرير / لا ميديا -
في قطاع غزة باتت المساعدات كمينا، والاصطفاف على الطحين مجزرة في غزة، عدوان الإبادة الصهيوني لا يعرف هدنة، والموت لا يستأذن.
ومع دخول الإبادة يومها الـ669، سُجلت أمس، مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من 83 فلسطينيا، بينهم 58 شهيداً كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية. وتتوالى الأيام، وتبقى المجازر سيدة المشهد في ظل حصار خانق وإغلاق شامل للمعابر، فيما يستمر المجتمع الدولي في التلكؤ أمام مشهد الإبادة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد شهداء العدوان الصهيوني على غزة منذ بدايته أكثر من 60,199 شهيدًا، بينهم 18,430 طفلاً و9,735 امرأة، فيما لا تزال آلاف الجثث مطمورة تحت الأنقاض، لا تجد من ينتشلها، ولا من يبكيها.
لكن الجريمة لم تقف عند القصف والقتل، بل تجاوزته إلى سلاح أكثر بشاعة: التجويع المتعمد. حيث يتعمد العدو، وفق شهادة منظمات حقوقية حول العالم ومنها من وسط الكيان نفسه، تنفيذ إبادة شاملة بالقتل الغاشم وبمنع دخول الغذاء والدواء، ما أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين -معظمهم من الأطفال- بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية. ورغم كل هذا لم يجد رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو حرجًا في التهديد باحتلال غزة بالكامل.

المقاومة ترد
رغم المجازر والتجويع، لا تزال المقاومة الفلسطينية تثبت حضورها بقوة على الأرض. كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت استهداف موقع قيادة وسيطرة للاحتلال قرب مدرسة دار الأرقم شرق حي التفاح في غزة، وموقعًا آخر في محور موراغ جنوب خان يونس، مستخدمة قذائف هاون من العيار الثقيل.
بدورها نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد لعملية نوعية مشتركة مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكتائب الأنصار، تم خلالها تدمير آلية عسكرية للعدو واستهداف جنود شرق حي الشجاعية.
في ذات السياق، أعلنت كتائب أبو علي مصطفى تمكن إحدى وحداتها من نسف آلية صهيونية شرق حي الشجاعية بواسطة عبوة مضادة للدروع، مؤكدة وقوع إصابات في صفوف العدو.
أما كتائب شهداء الأقصى، فقد استهدفت تجمعاً لجنود الاحتلال شرق منطقة القرارة، شمال شرق خان يونس، بعدد من قذائف الهاون.
وفيما أقرّت قوات الاحتلال بإصابة ضابط في جنوب غزة، تتزايد المؤشرات عن تحضير هجوم شامل، يناقشه برلمان الاحتلال «الكابينت الإسرائيلي».

مفتي عُمان: من العار المطالبة بنزع سلاح المقاومة
في موقف جديد، قال مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، في منشور عبر منصة «إكس»، إن من العجيب أن «نسمع أصواتا من الأشقاء تطالب أهل غزة بتسليم سلاحهم، في وقت يُحاصر فيه الشعب من كل جانب، ويُقتل بكل صنوف الأسلحة». وأكد أن «لا أحد سيفيدهم إن تخلوا عن سلاحهم»، داعيًا إلى التمسك بوصايا القرآن والصبر والثبات.
الخليلي كان قد طالب قبل أيام المجتمع الدولي بحماية المساعدات من «القراصنة»، الذين يستولون عليها ثم يبيعونها للغزيين بأسعار باهظة، في صورة أخرى من صور الحصار.

الصحافة تحت الحصار... ومطالب دولية بحرية التغطية
في ضوء التعتيم الإعلامي المتعمد، وقع أكثر من 600 صحفي ومراسل حربي عالمي على عريضة تطالب بالسماح للصحفيين الأجانب بالدخول الفوري إلى قطاع غزة. المبادرة التي أطلقها المصور الحربي أندريه ليوهن، ووقّع عليها إعلاميون من شبكات كـ«سي إن إن»، و«الغارديان»، تساءلت: «لماذا لا تريد إسرائيل تغطية أجنبية لغزة؟».
ووصفت العريضة المنع الصهيوني بأنه «أسوأ حجب إعلامي في الصراعات الحديثة»، محذّرة من أن ذلك يؤسس لسابقة خطيرة تتيح للأنظمة الاستبدادية إسكات الحقيقة.
وأشادت الوثيقة بـ«شجاعة الصحفيين الفلسطينيين» الذين يغطّون الأحداث من الداخل رغم المخاطر الهائلة، مؤكدة على أهمية الصحافة الحرة كركيزة للديمقراطية والعدالة.

تصعيد في الضفة
وفي موازاة الجرائم في غزة، يواصل العدو الصهيوني سياسة التهجير القسري في الضفة الغربية والقدس. فقد هدمت جرافات الاحتلال، أمس، مدرسة في طوباس ومنزلاً في أرطاس، بزعم «عدم الترخيص». كما اقتحمت بلدة حزما شمال القدس، وأمهلت عائلة الأسير أحمد صبيح ساعة واحدة لإخلاء بنايتهم قبل هدمها، رغم أن العائلة كانت تستعد لإقامة حفل زفاف نجلها مساء الأمس.
إضافة إلى ذلك، ردمت قوات الاحتلال سبعة ينابيع مياه في الظاهرية بالخليل، وهدمت غرفة زراعية في قلقيلية. أما إحصائيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فأظهرت أن الاحتلال هدم 588 منشأة منذ بداية العام، ووجّه 556 إخطار هدم أخرى.
وفي ظل هذه السياسة، استشهد ما لا يقل عن 1013 فلسطينيًا في الضفة، وأصيب قرابة 7000، واختطف أكثر من 18,500.