عادل بشر / لا ميديا -
ضاعفت القوات المسلحة اليمنية، من عملياتها الإسنادية للشعب الفلسطيني، توازياً مع تصاعد جرائم الاحتلال «الإسرائيلي» بحق المدنيين في قطاع غزة، في وقت تشهد القدرات الصاروخية اليمنية قفزة نوعية، حولتها إلى قوة إقليمية قادرة على تهديد الكيان الصهيوني، وضربه في عقر أراضي فلسطين المحتلة.
وبينما لا تزال تداعيات الحظر البحري والجوي الذي أعلنته صنعاء ضد «تل أبيب» تتواصل وتؤثر بشكل كبير في الاقتصاد الصهيوني، باعتراف العدو نفسه، أكدت القوات المسلحة اليمنية، أمس، تنفيذ هجوم جديد على مطار اللد «بن غوريون» في يافا المحتلة، ضمن سلسلة الهجمات الداعمة للقطاع المحاصر.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان متلفز، أن القوة الصاروخية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين٢»، مشيرة إلى أن العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروع الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار.
وتأتي هذه العملية، وفقاً للبيان، «رداً على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التجويع التي يقترفها العدو الصهيوني بحق الأشقاء في قطاع غزة، ورداً على اقتحام قطعان الصهاينة للمسجد الأقصى وتدنيسهم لباحاته الشريفة».
ووجهت القوات المسلحة في بيانها، رسالة للاحتلال قائلة «ليعلم العدو وليعلم الجميع أن شعبنا اليمني العظيم بتاريخه المجيد وثقافته الإيمانية ومبادئه الأصيلة وقيمه الراسخة مستمر في موقفه الإيماني الجهادي نصرةً لشعبنا الفلسطيني المظلوم، وهو في هذا المسار لا يخشى التهديدات مهما تكررت ولا يهاب التداعيات مهما تعاظمت، وسينجح بعونِ الله في تجاوز كل التحديات»، مؤكدة استمرار العمليات العسكرية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
ويُعدّ هذا هو الهجوم الثاني خلال أقل من 48 ساعة والثالث منذ يوم الجمعة الماضية، حيث أعلنت قوات صنعاء، الأحد الفائت، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية استهدفت خلالها مواقع في يافا وعسقلان وميناء حيفا بثلاث طائرات مسيّرة، وقبلها، الجُمعة، تم استهداف مطار اللد «بن غوريون» بصاروخ باليستي فرص صوتي طراز «فلسطين2».
في الجانب الآخر ذكرت وسائل إعلام عبرية أن صافرات الإنذار دوت في عدة مناطق من بالأراضي المحتلة، عند الساعة الواحدة فجر أمس، ما دفع الكيان إلى تعليق حركة الطيران مؤقتا في مطار «بن غوريون».

العزل الجوي يتواصل
يأتي هذا فيما تواصل عدد من شركات الطيران الأجنبية تأجيل عودة رحلاتها من وإلى «إسرائيل» في ظل استمرار الهجمات اليمنية على مطار «بن غوريون».
صحيفة «ذا ماركر» العبرية، نشرت تقريراً حديثاً، كشفت فيه أن شركتي الخطوط الجوية الهندية، و(إيتا) الإيطالية للطيران، أعلنتا عن تأجيل عودتهما إلى «إسرائيل» حتى 30 أيلول/ سبتمبر و25 تشرين الأول/ أكتوبر المقبلين.
وأوضحت الصحيفة أن قرار الشركتين جاء بسبب «الوضع الأمني في إسرائيل»، نتيجة الهجمات اليمنية المتواصلة على «بن غوريون».
ووفقاً لقائمة نشرتها الصحيفة، فإن قرابة 12 شركة أجنبية لا زالت ترفض استئناف رحلاتها من وإلى «إسرائيل»، بعد أن أوقفت الرحلات إثر الضربة الصاروخية اليمنية التي استهدفت مطار اللد مطلع أيار/مايو الماضي، وأعلنت صنعاء في ذات اليوم السعي لفرض حظر جوي على الكيان الصهيوني، دعماً لغزة.
وبحسب القائمة، فقد أجلت شركة (ويز إير) العملاقة منخفضة التكلفة عودتها إلى 8 آب/ أغسطس الجاري، وأجلت شركة (دلتا) الأمريكية عودتها إلى بداية أيلول/ سبتمبر، وشركة (ترانسافيا) إلى 7 من ذات الشهر، والخطوط الجوية الكندية إلى 9 تشرين الأول/أكتوبر، وطيران البلطيق حتى 30 أيلول/ سبتمبر، والخطوط الجوية البريطانية إلى 25 تشرين الأول/ أكتوبر، وشركة (ريان إير) الإيرلندية العملاقة حتى 25 أكتوبر، وشركة (إيزي جيت) حتى 28 آذار/ مارس من العام القادم، فيما أجلت شركة (كيه إل إم) الهولندية عودتها حتى إشعار آخر.

تصعيد بحري
بالتوازي تتواصل تداعيات التصعيد البحري اليمني ضد العدو الصهيوني، لا سيما بعد إعلان صنعاء تدشين المرحلة الرابعة من الحظر البحري، وتشمل استهداف السفن المملوكة أو المشغلة من قبل شركات ملاحية تتعامل مع «اسرائيل» أياً كانت جنسيتها أو وجهتها وفي أي مكان تطاله الصواريخ والمُسيّرات اليمنية.
وضاعف هذا الإجراء من تشديد الحصار على ميناء أم الرشراش «إيلات» الذي تمكنت صنعاء من شل حركته منذ أواخر العام 2023م.
في هذا الصدد نشرت صحيفة «التايم» الإيرلندية، أمس الأول، تقريراً أكدت فيه نجاح قوات صنعاء في إغلاق ميناء أم الرشراش «إيلات» بشكل كامل، واصفة هذا الإنجاز بأنه «انتصار واضح» لليمن و»هزيمة نادرة وغير مسبوقة» للعدو الصهيوني.
وأشار التقرير إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا الميناء كجزء من البنية الاقتصادية والأمنية والعسكرية للاحتلال في جنوب فلسطين المحتلة، لافتاً إلى أن جميع محاولات حكومة الكيان لإنقاذه، باءت بالفشل، جراء إحكام صنعاء قبضتها على «باب المندب» ومنعها مرور أي سفينة «إسرائيلية» أو مرتبطة بها أو متوجه إلى الموانئ التي تحتلها.

ترسانة صاروخية
الإعلام الأوروبي، أيضاً، تناول ترسانة صنعاء الصاروخية وما وصفه بـ«التهديد الاستراتيجي» الذي تمثله على «إسرائيل» ومصالح أمريكا في المنطقة.
وقال موقع «Army Recognition» البلجيكي المتخصص بالشؤون العسكرية، في تقرير له، إن القدرات الصاروخية لصنعاء تطورت بشكل غير مسبوق، وحولت اليمن إلى قوة إقليمية قادرة على تهديد «إسرائيل»، والولايات المتحدة، وحلفائها في الشرق الأوسط، وجزءًا أساسيًا من منظومة الردع الإقليمي ضد قوى الاستعمار في المنطقة.
وأشار إلى أن القوات اليمنية أصبحت قادرة على إطلاق صواريخ باليستية وكروز تصل إلى مدى يتجاوز 1500 كيلومتر، ما يضع منشآت «إسرائيلية» وأميركية حساسة في مرمى النيران اليمنية، لافتاً إلى أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها قوات صنعاء وضربت خلالها أهدافا استراتيجية في فلسطين المحتلة، وكذلك الهجمات البحرية التي استهدف السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، قبل إعلان واشنطن الهدنة مع صنعاء مطلع أيار/ مايو الماضي، جميعها تمثّل مؤشرات واضحة على حجم التطور في القدرات القتالية والاستراتيجية للقوات المسلحة اليمنية، وانخراطها الكامل في إطار الردع الإقليمي.
وأفاد التقرير أن هذه الترسانة الصاروخية منتشرة في مناطق جبلية محصنة في محافظات بشمال اليمن، وتستخدم فيها منصات إطلاق متحركة (TEL)، ما يجعل من الصعب رصدها واستهدافها مبكرًا، مؤكداً بأن منظومات الدفاعات الجوية «الإسرائيلية» تعاني من صعوبات في التعامل مع تنوّع وتكتيكات الصواريخ اليمنية، خاصة مع قصر مدة الإنذار وتعدد مسارات الهجوم.