تصعيد مستمر رغم الضغوط.. مركز أمريكي:العقوبات والعمل العسكري يفشلان في وقف عمليات صنعاء المساندة لغزة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
لا تكف مراكز الأبحاث الأمريكية والغربية عن دراسة القوة اليمنية الصاعدة، لا سيما في ظل فشل الخيار العسكري الغربي للقضاء على هذه القوة، رغم الإمكانيات العسكرية والتقنية الهائلة التي سخرتها واشنطن و"تل أبيب" وحلفاؤهم الغربيون لمواجهة قوات صنعاء بأسلحتها المطورة محلياً، ومحاولة ردع الهجمات اليمنية المساندة لقطاع غزة.
في جديد تلك الدراسات ما نشره "مركز صوفان" الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخبارات، حول "فشل العقوبات والهجمات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية في إيقاف عمليات صنعاء المساندة للشعب الفلسطيني".
وأفاد المركز بأن القوات المسلحة اليمنية "تبرز كقوة لا تزال ماضية في استهداف إسرائيل ومصالحها، دعماً للفلسطينيين، متجاوزة الضغوط العسكرية والاقتصادية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها".
وأكد بأن صنعاء ربما هي الوحيدة التي لا زالت ثابتة على موقفها المساند لغزة، من بين بقية "محور المقاومة"، لافتاً إلى أن العمليات اليمنية نجحت في تعطيل الملاحة البحرية الصهيونية بالبحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، فضلاً عن إغلاق ميناء أم الرشراش "إيلات" وإحداث أضرار كبيرة في الاقتصاد "الإسرائيلي".
وأوضح أنه مع استمرار الحرب في غزة فإن صنعاء ستظل طرفاً فاعلاً في الصراع الإقليمي، مشيراً إلى أن الهجمات اليمنية ضد الكيان الصهيوني لم تتوقف منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، سوى في مراحل الهدنة بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية، لتعود عمليات صنعاء بقوة أكبر وبلا انقطاع أو هوادة مع استئناف العدو "الإسرائيلي" عدوانه على غزة.
ارتباط كامل بغزة
وقال المركز "لا يزال وقف إطلاق النار بين واشنطن وصنعاء في أيار/ مايو صامدًا، لكن الاتفاق لم ينطبق على الهجمات على السفن التابعة لإسرائيل أو الضربات على إسرائيل نفسها، ويؤكد قادة الحوثيين أنهم لن يوقفوا الهجمات طالما استمرت الحرب في غزة"، مضيفاً "ومن خلال التمسك بهذا الارتباط المعلن بصراع غزة، أثبت الحوثيون أنهم الحليف الأكثر ثباتًا في محور المقاومة".
وأكد أن صنعاء ستظل ثابتة على أهدافها وموقفها من القضية الفلسطينية وفي مقارعة "إسرائيل" ودول الاستكبار العالمي، موضحاً بأن "خصوم صنعاء في الحكومة الموالية للسعودية والإمارات، ضعفاء، كما أن داعميهم في الرياض وأبوظبي غير راغبين في إعادة الاشتباك عسكرياً مع قوات صنعاء المسيطرة على جزء كبير من البلاد".
واستطرد "لا يزال الحوثيون قادرين على مواصلة حملتهم ضد إسرائيل رغم الحظر، وأسابيع من الغارات الجوية الأمريكية خلال عملية الفارس الخشن، واستمرار الضربات الإسرائيلية"، متطرقاً إلى الهجمات الصاروخية اليمنية المتواصلة على مطار اللد "بن غوريون" في يافا المحتلة، حيث أشار التقرير إلى أن هذه الصواريخ الباليستية -وإن تم اعتراضها- إلا أنها تنجح في "تعطيل البلاد، ودفع السلطات الإسرائيلية إلى وقف حركة الطيران لفترات في مطار بن غوريون".
ووفقاً للمركز الأمريكي فإنه ومنذ 18 آذار/ مارس 2025م، عندما استأنف العدو "الإسرائيلي" هجومه على قطاع غزة، وحتى أواخر تموز/ يوليو الفائت أطلقت صنعاء 62 صاروخًا باليستيًا وما لا يقل عن 15 طائرة مسيّرة على الأراضي المحتلة في فلسطين، وتسببت في أضرار داخل الاحتلال.
إضافة إلى الأضرار وتدمير "الممتلكات داخل إسرائيل" بحسب التقرير، فإن القوات المسلحة اليمنية، ومن خلال عملياتها البحرية ضد السفن "الإسرائيلية" أو المرتبطة بالاحتلال أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، تسببت في خسائر اقتصادية فادحة للكيان، أبرزها إغلاق ميناء "إيلات" الذي يُعد ثالث أكبر ميناء في فلسطين المحتلة وهو نقطة دخول رئيسية للبضائع المتجهة إلى "إسرائيل" من الصين والهند وأستراليا، ودول أخرى، إضافة إلى ما يمثله الميناء من أهمية عسكرية وأمنية للاحتلال.
وأفاد التقرير بأن إغلاق ميناء "إيلات" أم الرشراش "يمثل انتصارا كبيراً لصنعاء ويؤكد استراتيجيتها ضد تل أبيب".
عقوبات أمريكية
في ذات السياق أشار تقرير "مركز صوفان" إلى أنه في مقابل الضغوط الاقتصادية التي تمارسها القوات المسلحة اليمنية على العدو الصهيوني، سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الضغط على صنعاء اقتصاديًا، مستخدمين أسلوب العقوبات الاقتصادية الغربي المعتاد، ومع ذلك فإن الخبراء الأمريكيين يرون بأن "الحوثيين" نجحوا، أيضاً، في اختراق ثغرات في منظومة العقوبات الأمريكية، إضافة إلى أن العقوبات هي الأخرى فشلت في إيقاف أو تراجع العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.
ويرى المحللون أن "الحوثيين" بحكم سيطرتهم الواسعة داخل اليمن وضعف خصومهم المحليين وداعميهم الخارجيين، سيظلون طرفاً فاعلاً في الصراع الإقليمي، مع قدرة على التأثير الاقتصادي والسياسي، رغم استمرار العقوبات والضربات العسكرية. وهو ما يجعل ملفهم أحد أعقد التحديات أمام أي تسوية شاملة في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا