إضراب شامل ومواجهات في أكثر من 300 موقع .. احتجاجات عنيفة في «تل أبيب» ضد النتن
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
لم يعد جحيم الإبادة التي يوقدها العدو الصهيوني في قطاع غزة مسلطاً على دماء الأطفال والنساء تحت الركام، بل ارتد لهيبه إلى الداخل الصهيوني، حيث يشهد الكيان المحتل واحدة من أعقد لحظات تفككه منذ قيامه.
فمع كل فشل لقوات الاحتلال ومع كل دبابة تُدمَّر في غزة، يتصدع الداخل المحتل بشلل الحياة العامة، بالعنف بالاحتجاجات، الإضرابات، والانقسامات، في مشهد يكشف أن الاحتلال يغرق في نيرانه التي أشعلها.
صباح أمس الأحد، دقت عائلات الأسرى الصهاينة في غزة ناقوس الخطر، معلنة يوم إضراب شامل تحوّل بسرعة إلى مواجهات عارمة اجتاحت أكثر من 300 موقع داخل الأراضي المحتلة. الشوارع امتلأت بالمحتجين الذين أشعلوا الإطارات، الطرق قُطعت، وأصوات الغاضبين ارتفعت مطالبة بوقف «الحرب وإعادة الأسرى».
شرطة الاحتلال دفعت بعشرات الآلاف من عناصرها، واعتقلت العشرات، لكن قبضة القمع لم تنجح في إخماد نيران الشارع. كان المشهد واضحًا: «إسرائيل» تشتعل من الداخل كما تشتعل غزة بالقصف.
وقالت شرطة الاحتلال في بيان متشنج إن «حرية التظاهر والتعبير لا تعني حرية إشعال الحرائق أو المس بحرية الحركة لعامة الناس أو الإخلال بالنظام العام»، مشيرة إلى أنها فتحت جميع الشوارع بالقوة أمام حركة السير. وأضافت أنها «لن تسمح باضطرابات وستتعامل بقبضة صارمة مع كل من يخرق القانون» حد تعبيرها.
عائلات الأسرى لنتنياهو: يكفي خداعا
عائلات الأسرى الصهاينة وجهت كلماتها كخناجر إلى قلب المجرم بنيامين نتنياهو: «كفى خداعًا.. أعيدوا أبناءنا، وأوقفوا الحرب». لم يعد أمام نتنياهو سوى أن يختبئ وراء خطاباته المتهالكة عن «النصر الكامل» و»القضاء على حماس»، لكن «الإسرائيليين» يرون الحقيقة: حربه طالت 22 شهرًا ولم تُحرر أسيرًا واحدًا، بل زادت من تعقيد المأزق. عائلات الأسرى كشفت أمام العالم أن الفرص كانت متاحة لإنجاز صفقة تبادل، لكن نتنياهو ضحّى بها في سبيل كرسيه السياسي.
ردود فعل وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بدت أقرب إلى هستيريا جماعية.
من يسمى بوزير المالية بتسلئيل سموتريتش وصف الاحتجاجات بأنها «خيانة تخدم حماس»، فيما قال من يسمى بوزير الأمن إيتمار بن غفير إن الإضراب «يعيد إسرائيل إلى لحظة ضعف قبل السابع من أكتوبر».
أما من تعرف بوزيرة الاتصالات ميري ريغيف فهاجمت المتظاهرين بقولها إنهم «شقوا الصف وأعطوا حماس جائزة مجانية».
وتابعت «إنهم يحرقون الشوارع ويُتلفون البنى التحتية، وبدل أن يوحّدوا ويعززوا شعب إسرائيل والأسرى، فإنهم يعززون حركة حماس».
هذه اللغة المتشنجة لا تكشف سوى حجم الرعب الذي يسكن أروقة العصابة الصهيونية، إذ لم تعد حكومة الاحتلال تواجه «حماس» فقط، بل تواجه غضب شعبها، وانفجار مجتمعها من الداخل.
عصيان في قلب العدو الهالك
ما جرى في شوارع «تل أبيب» يافا، القدس، وحيفا المحتلات لم يكن مجرد مظاهرات عابرة، بل أقرب لعصيان مدني مدمر. شوارع رئيسية مثل «أيالون» شُلّت تمامًا، المؤسسات أغلقت أبوابها، والاحتجاجات اتخذت شكل إضراب كامل، وهو تعبير غير مسبوق في تاريخ الكيان. العدو الصهيوني الذي ادعى أنه يخوض حرب «الوجود» ضد غزة، وجد نفسه يخوض حرب بقاء داخلية ضد غضب شارعه، وهي حرب قد تحمل معها مبشرات زواله.
جحيم غزة.. نار ترتد
الإبادة التي أرادتها «إسرائيل» «قاضية على غزة» تحولت إلى حرب قاضية على الداخل الصهيوني نفسه. المقاومة الفلسطينية ما زالت صامدة، تُعلن كل يوم عن تفجير دبابات ميركافا وزرع العبوات في محاور التوغل، بينما الاحتلال يتكبد خسائر لا يعترف بها. لكن في المقابل، ما الذي يجري داخل إسرائيل؟ انقسام شعبي، شوارع مشتعلة، حكومة مرتبكة، واقتصاد ينزف. لقد ارتد جحيم غزة إلى قلب «تل أبيب» المرتعدة.
المجرم بنيامين نتنياهو الذي يكرر خطاباته الممجوجة عن «النصر الكامل» يعرف في داخله أنه يواجه النهاية. عائلات الأسرى تفضحه علنًا، وزراؤه يتصارعون، وقواته تغرق في الرمال المقاومة لغزة.
والاحتلال الذي تغنى بـ»وحدته الداخلية»، أثبت مشاهد الأمس أن هذه الوحدة مجرد أسطورة. الكيان الصهيوني الآن ممزق: قسم يطالب بوقف «الحرب»، قسم يصر على مواصلتها، وحكومة عاجزة تترنح تحت الضغوط. لم يعد الكيان كتلة صلبة، بل جسد متشقق تتنازعه الانقسامات.
مجازر في غزة
وإلى غزة فقد استُشهد عدد من الفلسطينيين بينهم شهيدان من منتظري المساعدات، مساء أمس الأحد، برصاص الاحتلال شمال قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي بقطاع غزة، باستشهاد فلسطينيين وإصابة عدد آخر من منتظري المساعدات في منطقة زكيم شمال غرب قطاع غزة، برصاص قوات الاحتلال، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
كما استشهد شاب جرّاء قصف طيران الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأعلنت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، استشهاد 57 فلسطينيًا بنيران الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر أمس بينهم 38 من منتظري المساعدات.
المصدر لا ميديا