
تقرير / لا ميديا -
أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة عدن المحتلة أمس إلى دمار كبير وأضرار مادية واسعة في المنازل والمحلات التجارية فضلا عن تسجيل إصابات بين المدنيين وإغلاق معظم شوارع المدينة، بفعل السيول المتدفقة في مختلف الأحياء.
وأوضحت مصادر محلية أن عدداً من المواطنين أصيبوا جراء السيول التي دهمت منازلهم، دون أن تتوفر حصيلة دقيقة بعدد الضحايا حتى الآن.
وأشارت المصادر إلى أن الأمطار والسيول تسببت بأضرار بالغة في المنازل والممتلكات وإغلاق شوارع رئيسية في مديريات التواهي، المعلا، وصيرة “كريتر”، فيما توقفت حركة المرور في الشوارع الفرعية؛ نتيجة ركود المياه وتكدس المخلفات التي جرفتها السيول.
كما تسببت الأمطار الغزيرة في شلل شبه كامل للحياة اليومية، خصوصاً في مديريات صيرة والمعلا والتواهي، حيث غمرت المياه الشوارع بسرعة كبيرة، مصحوبة بأحجار ومخلفات ترابية ناتجة عن تدفق المياه من الجبال المحيطة، وغرقت سيارات المواطنين في مياه السيول، وتحركت خزانات المياه من أماكنها، بينما تعرضت الممتلكات الخاصة لأضرار متفاوتة، ما خلف حالة من الفوضى والارتباك بين السكان.
وأبرزت مشاهد المواطنين وهم يحاولون نقل أغراضهم وإنقاذ مركباتهم حجم المعاناة التي خلفتها الأمطار في الساعات الأولى من وقوع المنخفض الجوي.
وأوضحت المصادر أن كهرباء المدينة توقفت نتيجة تضرر خطوط رئيسية وخروج محطات التوليد عن العمل بشكل شبه كامل. كما ضعفت خطوط الهاتف، ما تسبب بانقطاع الاتصال عن بعض المناطق، فيما أعلن عن توقف مؤقت لإنتاج المياه في حقول بئر ناصر وبئر أحمد، نتيجة الأمطار الغزيرة التي ضربت الحقول.
وحذّرت المصادر من تسبب ركود مياه السيول بمشكلات بيئية، في حين وصفت الوضع نتيجة تدفق المخلفات بالكارثي، داعيةً إلى سرعة تصريف المياه والتخلص من المخلفات الترابية والقمامات.
كما تسبب سوء الأحوال الجوية في تأخير رحلتين للخطوط الجوية اليمنية قادمتين من القاهرة إلى مطار عدن الدولي. حيث دفعت الأمطار الغزيرة الطائرتين للهبوط اضطراريًا في جيبوتي.
وبحسب المصادر فقد كشفت الأمطار التي شهدتها مدينة عدن عن هشاشة البنية التحتية للمدينة أمام الكوارث الطبيعية، حيث لم تقتصر الآثار على ما أحدثته السيول من دمار وتجمع للمياه في الشوارع فحسب، بل كشفت عن نقاط ضعف مزمنة في شبكات الصرف والكهرباء والمياه، ما يجعل المدينة عرضة لتكرار سيناريو مشابه في أي منخفض جوي قادم.
كما أعادت الأمطار إلى الواجهة ملف الفساد في مشاريع البنية التحتية، التي تزعمها حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي منذ سنوات وظلت تتسول القروض والمنح باسم تلك المشاريع ليتبين أنها كانت مجرد مشاريع وهمية لا أكثر.
إلى ذلك كشف ناشطون أن حجم التمويلات التي استلمتها المنظمات الدولية في اليمن خلال الفترة من 2015 حتى 2024 تحت مسمى مشاريع مياه وصرف صحي وإصحاح بيئي تجاوزت مليار دولار أمريكي، متسائلين عن مصير هذه المبالغ الضخمة في ظل استمرار معاناة المدن اليمنية المحتلة من تردي الخدمات.
وحمل الناشطون حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي وسلطات الارتزاق في عدن كسؤولية ما أحدثته سيول الأمطار من دمار كبير في ممتلكات المواطنين، مطالبين بفتح تحقيق شامل حول أوجه صرف المبالغ التي يفترض أنها خُصصت لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي.
وأكدوا أن مدينة عدن أصبحت مدينة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومفتقرة إلى أي بنية تحتية بفعل فساد حكومة وسلطات الارتزاق ومشاريعها الوهمية التي جعلت المدينة تغرق بمياه الأمطار وطفح المجاري مع السيول، في مشهد يطرح علامات استفهام حول جدوى تلك المشاريع وأوجه إنفاق الأموال المرصودة لها، مثلما أنه يكشف التواطؤ الصارخ بين سلطات الارتزاق والمنظمات الدولية العاملة في عدن وبقية المحافظات المحتلة.
المصدر لا ميديا