عادل بشر / لا ميديا -
في وقت يمعن فيه العدو الصهيوني بارتكاب المجازر من غزة إلى الضفة مرورا بانتهاكاته المستمرة في سورية ولبنان، يحاول تركيز عدوانه ضد اليمن، ظنا منه أن بإمكانه كسر إرادة شعب قدم للعالم درسا في الصمود والإسناد.
حول هذا يؤكد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حركة الجهاد الإسلامي بلبنان الحاج أبو سامر موسى، بأن تكرار الكيان «الإسرائيلي» عدوانه على اليمن «ليس سوى فصل جديد من مشروع أكبر تقوده واشنطن وتنفذه حكومة بنيامين نتنياهو بغطاء عربي رسمي، بهدف رسم خرائط جديدة في المنطقة وترسيخ هيمنة الكيان الصهيوني عبر القوة العسكرية والمجازر».
وقال موسى في تصريح لـ«لا»: «إن الغارات الإسرائيلية المتكررة على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، ليست إلا استعراضاً فارغاً أمام الداخل الصهيوني، حيث يسعى نتنياهو لتصوير إنجازات على دماء الأبرياء من المدنيين، فالاحتلال يدرك تماما أن هذه الغارات لن تثني اليمنيين عن نصرة غزة، ولا عن دعم المقاومة الفلسطينية التي باتت تشكل هاجسا وجوديا له».
وقدم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، العزاء لليمن قيادة وشعباً، باستشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء المجاهد أحمد غالب الرهوي، وعدد من رفاقه من الوزراء جراء العدوان الصهيوني الغادر على صنعاء الخميس المنصرم، مؤكداً بأن «الدم اليمني اختلط بالدم الفلسطيني منذ بدء المعركة الحالية مع العدو الصهيوني قبل نحو عامين، وسيثمر نصراً عزيزا».
وقال أبو سامر: «اليمن شعباً وقوات مسلحة وقيادة، قدموا الكثير من التضحيات في سبيل نصرة إخوانهم الفلسطينيين، وفي سبيل القضية الفلسطينية ودفاعاً عن القدس الشريف، في وقت تخلى الجميع عن غزة، عدا محور المقاومة، والأفظع من ذلك أن هناك من الأنظمة العربية من تتماهى مع كيان الاحتلال في جرائمه سواء تلك التي يرتكبها في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، أو غاراته على البنى التحتية والمنشآت الخدمية المدنية في اليمن، أو انتهاكاته المستمرة في سورية ولبنان».
وأضاف الحاج أبو سامر: «الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق رئيس حكومة صنعاء وعدد من الوزراء، تكشف وتؤكد طبيعة هذا العدو الجبان، الذي لا يتورع عن استهداف المدنيين، في محاولة لكسر الصمود والعزيمة المقاومة، وكذلك كتعويض عن عجزه العسكري الذي بات جلياً في فشله الذريع في ردع القوات المسلحة اليمنية أو إيقاف عملياتها العسكرية المساندة لغزة»، مؤكداً بأن «دماء شهداء اليمن العزيز، ستظل وقوداً لمسيرة الصمود والشموخ، ولن تزيد شعبنا اليمني وقيادته المجاهدة إلا عزيمة وإصرارا على المضي في طريق الحق والنضال الذي اختارته صنعاء، رغم الظلم والحصار والعدوان الذي تتعرض له على مدار عشر سنوات ماضية، وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه صنعاء قبلة لأحرار العالم ورأس حربة في مقارعة قوى الصهيونية والاستعمار».
وأضاف: «مع كل يمني يُستشهِد يولد ألف مقاتل جديد»، وأن «اليمن اليوم يكتب بالدم شرف الأمة، ويُرسخ لمرحلة جديدة من النضال».

محاولة لفصل صنعاء عن غزة
القيادي في الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى، أوضح في سياق حديثه لـ«لا» أن جوهر الاستراتيجية الصهيونية يتمثل في فصل جبهة اليمن عن معركة غزة، وإنهاء الدور الإسنادي الذي أوجع الكيان خلال الأشهر الماضية. لكن ما حدث هو العكس: فقد أثبتت ضربات أنصار الله أن تل أبيب ليست محصّنة، وأن مشروعها الاستيطاني يمكن أن يُصاب في عمقه عبر صواريخ ومسيرات تنطلق من صنعاء.
وقال أبو سامر: «استطاع المجاهدون في اليمن بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من خلال دورهم الإسنادي، إلحاق الضرر الكبير ليس فقط بالقواعد والمرافق الحيوية العسكرية بل بالعقلية الصهيونية التي كانت تعتبر الركيزة الأساسية في المشروع الصهيوني الاستيطاني، والدفع بالمجتمع الصهيوني للهجرة تحت وقع الخوف والذعر والضربات المحكمة والمدروسة من قيادة أنصار الله والجيش اليمني المدعومين بتفويض شعبي كامل».

مشروع أمريكي صهيوني بغطاء عربي
ويرى الحاج موسى أن العدوان على اليمن ليس معزولاً عن مخططات واشنطن الكبرى ومحور الشر التابع لها، الذين عملوا منذ سنوات على محاصرة صنعاء عبر عدوان كوني بعنوان «عاصفة الحزم» وتوظيف أنظمة عربية كأدوات لخدمة المشروع الصهيوني. هذه المخططات، كما يؤكد، لم تعد تقتصر على التطبيع عبر «الاتفاقيات الإبراهيمية»، بل تتجاوزها نحو محاولة فرض «دولة يهودية كبرى» تمتد من الفرات إلى النيل، وهو حلم متهاوٍ أمام صمود قوى المقاومة في فلسطين واليمن ولبنان والعراق.
وقال: «أنصار الله والجيش اليمني بقيادة السيد والمقاومة في فلسطين والمحور بشكل كامل استطاعوا إفشال المخطط الاستعماري الكبير الذي يهدف إلى السيطرة على المنطقة وتمرير وفرض مشاريع سياسية وعسكرية لسنوات طويلة من الهيمنة والتسلط».
وشدد القيادي في الجهاد الإسلامي على أن العدو الصهيوني وبالرغم من الغطاء الأميركي والغربي والآلة العسكرية الضخمة فشل في تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية «لا استطاع وقف الإسناد اليمني لغزة، ولا نجح في حماية نفسه في البحر الأحمر حيث فُرضت عليه معادلات جديدة أجبرت الأساطيل الأميركية على التراجع، ولم يتحقق سوى مزيد من الانكشاف الإسرائيلي أمام ضربات صنعاء ومحور المقاومة».

نصر أو شهادة
وأكد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حركة الجهاد الإسلامي بلبنان، أن اليمنيين اختاروا بوضوح «لا مكان للتراجع ولا مكان لخذلان غزة»، لافتاً إلى أن ذلك «خيار يستند إلى إيمان عميق بعدالة القضية وقُدسية فلسطين والمسجد الأقصى، فاستطاع اليمنيون الصمود وتمكنوا من تحطيم جبروت أمريكا ودول الشر وفرض حصار بحري على الكيان الصهيوني، وضربه في عمق مواقعه الإستراتيجية».
وشدد في ختام تصريحه لـ«لا» بأن العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية في غزة، بالتزامن مع التصعيد اليمني في البحر الأحمر والضربات النوعية إلى يافا المحتلة، تؤكد أن المحور يكتب معادلة جديدة، فيما يترنح المشروع الأميركي الصهيوني أمام حائط صمود غير مسبوق في تاريخ الصراع.
ونعت رئاسة الجمهورية اليمنية في صنعاء، أمس، للشعب اليمني استشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء المجاهد أحمد غالب الرهوي، وعدد من رفاقه من الوزراء وجرح آخرين من الوزراء بإصابات متوسطة وخطيرة، جراء العدوان الصهيوني الذي استهدفهم الخميس الفائت أثناء تواجدهم في ورشة عمل اعتيادية تقيمها الحكومة لتقييم نشاطها وأدائها خلال عام من عملها.
وأكدت استمرار اليمن في موقفه الأصيل المتمثل بإسناد ونصرة أبناء غزة، وبناء القوات المسلحة وتطوير قدراتها لمواجهة كل التحديات والأخطار.