خاص / لا ميديا -
من حضن الزنداني ومشايخ "جامعة الإيمان" في الفرقة، عندما كان طالبا نجيبا هناك يحصد درجات الصدارة ويتلقى منهم الإشادات، إلى ذات أحضان الخونج في مأرب، إلى حضن خصروف وتوجيهه المعنوي الذي منحه رتبة ضابط... إلى، إلى، كل تلك الأحضان لم تكن سوى محطة أولى في سيرة مرتزق خونجي يدعى مانع سليمان.
أما المحطة الثانية فهي عندما سيخرج مهاجرا إلى عدن وباحثا هناك عن حضن أكثر سعة، فوجده عند المرتزق شلال شايع والذي نقله مباشرة إلى أجواء أكثر رحابة في عاصمة ابن زايد.
هناك، في فنادق أبوظبي، استطاع المرتزق مانع سليمان أن يقدم نفسه كراقصة لا تتسع لها إلا أحضان "الإخوة الإسرائيليين"، دون حاجة منه إلى حياء العذارى الذي ظل يعتريه طيلة عقدين من الزمن، حيث ظهر مؤخرا في لقاء حميمي مع قناة صهيونية مهاجما من وصفهم بالحوثيين ومخاطبا مقدم البرنامج بـ"أخي العزيز".
من سوء حظ الصهاينة أن البرنامج لم يكن فيه حاخام بلحية كثة مثل التي لصعتر على سبيل المثال، وإلا لخاطبه مانع سليمان هو أيضا بـ"شيخي الجليل".
في خانة "مدونات"، نجد موقع قناة الجزيرة يقدم مانع سليمان هكذا: "يهوى الأدب ويعشق الرقص على أمواج الفلسفة بأفلاك الفكر وقوارب المعرفة".
وإذا عرفنا أن كلمة "أمواج" هنا قد لا تعني في النهاية سوى "أحضان"، فإن التقديم سيكون بحاجة إلى إعادة صياغة بما يتناسب مع الوضع الجديد له. فـ"مانع" يمكن أن يغدو "لا مانع"، و"سليمان" سيكون له حظوته الكبرى عند الإخوة الجدد، وعليه ينبغي لقناة الجزيرة الإخوانية أن تعيد تقديم كاتبها بما يليق وعلى النحو التالي: "يهوى العهر ويعشق الرقص على أحضان الإسرائيليين بأفلاك النجمة الزرقاء وقوارب التطبيع".
فالحالة عند مانع سليمان ومثلما يشرحها هو قد تجاوزت مسألة التطبيع بمراحل كبيرة، وأصبح يتحدث عن أخوة ومصير مشترك بين الصهاينة وجماعته العابرة للقارات، آخذين معهم حكومة الفنادق وبقية مكونات الارتزاق في المحافظات المحتلة، كالزعيم العظيم شلال شايع الذي خصه بفيديو على صفحته في منصة فيسبوك يشرح طبيعة تلك العظمة الشلالية.
بقية المنشورات سيكرسها للتأكيد على أنه ليس الوحيد في جماعة الخونج المحلية الذي ظهر في قناة صهيونية، حيث ناشطو إسطنبول وأنقرة لا يفتؤون يظهرون هم أيضا "سواء كان عبر الأقمار الصناعية من إسطنبول أو السكايب أو الهاتف من أي مكان"، حسب ما ذكر في أحد منشوراته مبرزا صورة زميل ظهر في نفس القناة. لكن ذلك ليس كافيا حيث عليه أن يدعم موقفه أكثر، وهنا يبدأ في الاستشهادات بلقاءات جمعت الخليفة أردوغان برئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، ثم برسالة حارة من "الرئيس محمد مرسي عليه رحمة الله لشمعون بيريز رئيس إسرائيل: عزيزي وصديقي العظيم...".
أما الحجة الدامغة التي ستعزز موقف مانع سليمان فهي فتوى شيخه الجليل يوسف القرضاوي، والتي تقول: "نحن نرى أن اليهودية أقرب إلينا من المسيحية"، ثم صورة للقرضاوي مع حاخامات يهود علق عليها قائلا: "رحمة الله تغشاه وكتب له غفرانا لذنوبه: الدكتور يوسف القرضاوي مع حاخامات اليهود".
بذلك يثبت المرتزق مانع سليمان أن أواصر العهر مع الصهاينة مستمدة من الخليفة أردوغان والداعية الأكبر القرضاوي، وأنها متغلغلة في عروق مرتزقة الخونج في الداخل وناشطيهم في الخارج، فضلا عن تغلغلها في حكومة ورئاسي الفنادق وباقي مكونات الارتزاق في عدن وغير عدن، فكيف سيحملونه وحده الوزر وينأون بأنفسهم كأنهم؟
تجدر الإشارة في نهاية المطاف إلى "نظرية الأكوان المتعددة" التي مازالت تؤرق علماء الفيزياء ولم يستطيعوا التوصل إلى نتيجة حاسمة بخصوصها. وهنا على أولئك العلماء أن يستفيدوا من "نظرية الأحضان المتعددة" عند مانع سليمان وجماعته المحلية والإقليمية والدولية، باعتبارها نظرية أثبتت جدارة في العهر منقطعة النظير وترقى لأن تتجاوز حدود الزمان والمكان.