تقرير صهيوني:السيد الحوثي لاعب إقليمي مؤثر يربك «إسرائيل» ويؤرق حلفاءها
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
في اعتراف جديد، أقرّ تقرير عبري حديث بمدى فاعلية الجبهة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني وتأثيرها الكبير اقتصاديا وسياسياً وأمنياً على الكيان الصهيوني، مقابل عجز الأخير ومن ورائه الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، في ردع القوات المسلحة اليمنية، أو إخضاع الشعب اليمني.
ونشرت مجلة "كلكاليست" Calcalist الاقتصادية الشهيرة، أمس، تقريراً حول "مائة شخصية مؤثرة لعام 2025م"، أدرجت فيها سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى جانب رؤساء وشخصيات أخرى بينها الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو" ورؤساء تركيا ومصر وفرنسا وإيران والصين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وغيرهم.
وعنونت المجلة القسم الخاص بشخصية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بـ(الصامدين)، واصفة السيد بأنه أحد "العظماء" ولاعب إقليمي مؤثر يربك "إسرائيل" ويؤرق حلفاءها.
وأفاد التقرير بأن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب المساندة لغزة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، تصاعدت بشكل لافت في الأشهر الأخيرة، وأجبرت كبريات شركات النقل العالمية وخصوصاً المرتبطة بـ"إسرائيل" على التخلي عن المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، الأمر الذي جعل النقل البحري يستغرق وقتاً أطول وتزداد تكلفته.
ومنذ خوض صنعاء المعركة إلى جانب المظلومين في قطاع غزة ضد الكيان الصهيوني، قبل أكثر من 20 شهراً واستخدامها ورقة البحر الأحمر للضغط على الاحتلال بهدف إيقاف عدوانه ورفع حصاره عن القطاع، تؤكد القوات المسلحة اليمنية في بياناتها المتتالية أن عملياتها البحرية تستهدف السفن "الإسرائيلية" وتلك المرتبطة بكيان الاحتلال أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، مشددة على أن الملاحة الدولية آمنة لجميع السفن عدا تلك المشمولة في بنك الأهداف اليمني.
تأثير مباشر على "إسرائيل"
ورغم أن الصحيفة العبرية حاولت التقليل من وتيرة الهجمات الصاروخية اليمنية إلى عمق فلسطين المحتلة (بمعدل صاروخ واحد كل بضعة أيام)، إلا أنها اعترفت بأن أثرها الاقتصادي والأمني والسياسي مدمر.
وقالت بأن "الضرر الاقتصادي الذي تلحقه صواريخ الحوثيين كبير جداً"، مشيرة إلى أن "نجاح الحوثيين في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية وضرب مطار بن غوريون، شكّل ضربة قاسية لحركة الطيران الدولي، ودفع شركات كبرى إلى وقف رحلاتها نحو تل أبيب".
وأوضح تقرير "كلكاليست" أن "بعض شركات الطيران الدولية عادت لتشغيل خطوطها إلى إسرائيل، لكن التهديد الحوثي لا يزال قائماً، حرفياً، وحاضراً في الجو كما في البحر".
صعوبة الردع
وأكدت "كلكاليست" أن المعضلة الكبرى والخبر السيئ في الحملة ضد صنعاء تكمن في أن "الحوثيين يصعب ردعهم". فقد جربت الولايات المتحدة القصف المركز، لكن الرئيس ترامب عاد وأعلن بشكل مفاجئ عن اتفاق معهم لم يتضمن وقف إطلاق النار على "إسرائيل". أما "إسرائيل" نفسها، فقد شنّت غارات متكررة على أهداف متنوعة في اليمن، كالموانئ والمطارات والقصر الرئاسي ومحطات الطاقة، واغتيال رئيس حكومة صنعاء وعدد من وزرائه، ومع ذلك، لم يتحقق الهدف "لم يتوقف إطلاق النار، ولم ينكسر الموقف اليمني المساند لغزة".
مأزق العدو
اللافت أن التقرير العبري، رغم محاولته إظهار "برودة الأعصاب"، يفضح قلقًا عميقًا: "إسرائيل" تواجه خصما لا تملك أدوات تقليدية لردعه. فالغارات لا تؤثر كثيرا، الضغوط الاقتصادية غير مجدية، وحتى الاغتيالات لم تفضِ إلى نتيجة.
ويرى خبراء بأنه ومن خلال هذا التقرير يتضح أن "تل أبيب"، رغم محاولتها التقليل من شأن صنعاء، تجد نفسها أمام جبهة لم تحسب لها حسابا، مشيرين إلى أن صنعاء اليوم لا تتحرك في حدود الجغرافيا اليمنية فقط، بل في أفق أوسع هو معركة فلسطين والأمة. هذا البعد تجسد منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن البحر الأحمر لن يكون آمنا للسفن المرتبطة بالكيان الصهيوني. ومنذ ذلك الحين، تحولت الهجمات البحرية والجوية إلى عنصر ضغط استراتيجي لم يفلح الغرب في كسره.
الثورة التي تجاوزت حدودها
تأتي هذه التطورات بينما تحتفل صنعاء بالذكرى الحادية عشرة لثورة 21 أيلول/ سبتمبر، الثورة التي كسرت الوصاية الخارجية وأسقطت مشروع التفكيك الأميركي الصهيوني السعودي لليمن. وإذا كانت السنوات الماضية قد شهدت بناء مؤسسات صامدة في وجه العدوان والحصار، فإن العام الأخير أضاف بُعدا إقليميا جديدا يتمثل في الدخول المباشر في معركة الأمة ضد العدو الصهيوني.
كما أن إدراج سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك الحوثي ضمن قائمة كلكاليست لـ"مائة شخصية مؤثرة 2025" ليس مجرد خبر، بل اعتراف صريح بحجم القلق "الإسرائيلي، وشهادة على أن ثورة 21 أيلول/ سبتمبر أفرزت قيادة قادرة على مواجهة أعنف القوى الإقليمية والدولية، وفرض إيقاعها في معركة الأمة مع العدو الصهيوني وحلفائه، وتأكيد أن هذه الثورة ليست حدثا محليا، بل عامل مؤثر في الصراع الإقليمي والدولي.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا